ارشيف من :أخبار عالمية
"تشرين": الانسحاب الأميركي من العراق لا يكتسب أبعاده إلا بإكتماله
المحرر الاقليمي + صحيفة "تشرين"
كتبت صحيفة "تشرين" السورية في عددها الصادر اليوم تقول: "لطالما كانت وحدة العراق أرضاً وشعباً هاجساً عراقياً وعربياً وإسلامياً، وكان تحقيق هذا الطموح مآل جهود واتصالات وحراك سياسي تجاوز حدود العراق في كل الاتجاهات، وجاء انسحاب قوات الاحتلال الأميركية من المدن العراقية إلى خارجها في سياق الاتفاقية العراقية ـ الأميركية"، واعتبرت أنه رغم أهمية هذا الانسحاب وضرورته فإن قراءته يجب أن تقع على أكثر من حامل أبرزها القول بأن هذا الانسحاب لا يكتسب أبعاده الحقيقية إلا باكتماله أي بانسحاب نهائي من كل أراضي العراق وعودة القوات إلى بلادها، كذلك فإن مسألة فرض الأمن والقانون وحماية أرواح العراقيين وممتلكاتهم تبقى من الناحية الميدانية شأن القوات العراقية ولكنها أيضاً تبقى من الناحية القانونية تحت مسؤولية القوات الأميركية باعتبارها مازالت قوات احتلال.
وبرأي "تشرين"، هذا يعني بالضرورة أن مسؤولية القوات الأميركية تبقى قائمة ومستمرة مادام هناك جندي أميركي واحد على أرض العراق.
أما القراءة الثالثة لـ"تشرين" فإنها تتصل بأهمية دعم ومساندة المصالحات السياسية التي تحقق مشاركة كل القوى السياسية العراقية في إدارة شؤون العراق وأهمية تقديم الدعم العربي والإسلامي والدولي للجهود التي تُبذل لتحقيق هذه المصالحة وترسيخها.
وثمة قراءة رابعة عنوانها ان انسحاب القوات الأميركية لا يلغي مسؤوليتها عما وقع من سفك للدماء ومجازر واغتيالات وقتل خلال المرحلة المنصرمة وهذه المسؤولية ناشئة أصلاً من كونها قوات احتلال وهي أيضاً مسؤولية سياسية وأخلاقية قبل أن تكون مسؤولية قانونية، ومن حق العراقيين الرجوع على الأميركيين للمطالبة بالتعويض عن الدمار الذي لحق بالعراق في أرضه وأهله وثقافته وحضارته وبُناه التحتية وتاريخه.
ولعل أهم الدروس المستفادة مما مضى، بحسب الصحيفة، هو قولنا الذي ما فتئنا نردده أن عروبة العراق أصيلة إلى المدى الذي لن تستطيع ولم تستطع معه كل قوى الاحتلال أو الإرهاب أو الطائفية أو المذهبية أن تلغي أو تؤثر أو تشوه حقيقة عروبة العراق وتاريخه العربي ودوره القومي الموغل في القدم.
وختمت "تشرين" بالقول: "إن الشعب العراقي اليوم أمام اختبار صلابته وثقافته ووحدته الوطنية وترفعه عن الطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية، التي طالما اشتغلت عليها قوى الاحتلال والقوى الظلامية وهذا هو الوقت الذي يستطيع به شعب العراق أن يخاطب العالم كله خطابه الحضاري الوحدوي القيمي الذي يحمل في طياته لغة العراق العربية وحضارة العراق التاريخية وثقافة العراق الأصيلة التي ترفض الاقتتال والاختلاف اللذين يفضيان إلى خدمة الغرباء ويطيلان أمد الاحتلال".