ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: هي غزة...

خلف القناع: هي غزة...
هي غزة.. من أين دخلت توصلك الى القلب..
في غمرة الأحداث اليومية باتت غزة مجرد خبر كباقي الأخبار..
شهيد.. شهيدان.. ثلاثة شهداء.. وسلسلة تطول وتطول كل يوم..
دم أطفالها الذي يسيل بشكل يومي بات ملحها، برغم أن بحرها مالح.
هي غزة..
غزة مدينة محاصرة منذ اغتصاب فلسطين، لكن حصارها كان صهيونياً.. واليوم غزة دخلت عامها الأول على "الغربة".. غربة فرضتها خيارات أبت ان تكون فيه "العميلة" و"المعتدلة" و"الطاعنة في الظهر" و"الساكتة عن حقها"..
غزة التي ودعت كبار قادة المقاومة، من الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين و"عياش" و"شحادة" و"المقادمة".. واللائحة التي تطول كان يراد لها ان تُنسى
وأن تسكت.. و"هل تسكت مغتصبة"؟!
غزة التي تعج بأكبر كثافة سكانية في العالم تعيش في مخيمات، يرفض بعض "العرب" أن تكون عزيزة..
غزة.. قلب القلب الذي يحاول العدو فيها يومياً أن "يكر".. فيعود و"يفر"..
غزة التي أذاقت "سديروت" طعم القلق وعدم النوم.. غزة التي جعلت "عسقلان" جحيماً لا يطاق..
غزة هي غزة.. بشبابها وشيبها.. بالنساء والأطفال..
أبراج المراقبة والتوغلات اليومية نسيناها.. لم تعد تخدش فينا الحياء..
عدد شهداء الحصار يجاوز المئة والخمسين.. وعدد براميل النفط يزيد مردوده يومياً.. ولا حياء..
غزة.. المياه المقطوعة.. والفيول الممنوع.. والتحويلات المالية المحجوبة..
حصار تجاوز العام وما زالت غزة.. هي غزة..
غزة "هاشم"..
"هاشم" الذي أبت قبيلته ان تسلم رسول الله (ص)، فهربت الى الجبل.. عانت الحصار والعطش والجوع ومحاولات التركيع.. وسقط الشهداء..
ولكن "هاشم" بقي على موقفه.. فكانت "المعجزة"..
أصغر مخلوقات الله أكلت صحيفة "أهل مكة".. وانتصر الدم على السيف..
غزة اليوم تسجل بدمها الانتصار..
حاول العدو الدخول فسقط.. خرجت اليه وضربته في عقر داره من الأطراف الى "ديمونا"..
غزة لن تسقط.. لن تجبن.. لن تهون..
هي غزة الحرية.. وغزة المقاومة.. غزة "هاشم" في قلب فلسطين.. وفي قلب الأمة..
ستنتصر وستكسر القيد..
أما الجبناء.. وأدعياء العروبة والإسلام.. فإلى مزابل التاريخ.. ولن يذكرهم أحد يوم ترفع غزة الراية.. منتصرة.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1273 ـ 17 حزيران/ يونيو 2008
2008-06-17