ارشيف من :أخبار عالمية

انتفاضة محرم في القطيف: 36 عاماً والنهج الثائر مستمرّ

انتفاضة محرم في القطيف: 36 عاماً والنهج الثائر مستمرّ
لمناسبة حلول السادس من شهر محرم وإحياء للذكرى الـ36 سنة لانتفاضة محرم التي شهدتها المنطقة الشرقية في السعودية عام 1979، قرّر خطباء الحسينيات وأبرزهم الشيخ حسن الصفار والسيد مرتضى القزويني تحدي الحظر الرسمي على ممارسة الشعائر الدينية، وللغاية نظّموا مواكب العزاء التقليدية وخرج أكثر من سبعين ألفاً في مسيرات جابت في مختلف المناطق شرق المملكة.

 والتي سجّلت انتقالاً في الموقف تجاه السلطات السعودية، ما جعل الذكرى راسخة في الأذهان وفي حياة الكثير من أبناء القطيف اليوم.

الإنتفاضة المجيدة التي صنعها دم أهل القطيف وقمعها سلاح قوات الحرس الوطني السعودي قبل عشرات السنين، خطت نهجا جديدا في مسيرة المنطقة الشرقية ولعلها من أهم الأحداث التي مرت بشيعة المملكة في العصر الحديث.

وتعود الإنتفاضة إلى شهر محرم من العام العام 1400 هجرية، حين قرر أبناء محافظة القطيف وقراها والإحساء الخروج عن صمتهم الذي إستمر طويلا. وقتها حوّلت القوات السعودية المسيرات إلى مصادماتٍ عنيفة وحاولت قمعها، وعند ذلك قرر المتظاهرون مقاومتهم مدنياً، والتي سرعان ما انتشرت في أجزاء أخرى من القطيف والإحساء.

انتفاضة محرم في القطيف: 36 عاماً والنهج الثائر مستمرّ
انتفاضة محرم حدثت في القطيف عام  1979وحينها سقط عشرات الشهداء على مذبح الحرية

ورغم نشر السلطات لـ 20 ألف عنصر من قوات الحرس الوطني بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلا أن المظاهرات تواصلت لأيام وعلى الزخم نفسه. ومع تزايد مخاوف السلطات، أقدمت القوات الأمنية على إطلاق النيران مباشرة على الجموع في القطيف، وتسببت في إصابات مباشرة ووقوع شهداء.

ورغم ذلك، تصاعد الغضب الشعبي، وخرج المواطنون في الشوراع في ردات فعل عفوية مليئة بالغضب، وقد تزايد الإصرار على إيصال  صوتهم مطالبين برفع التمييز وبنيل الحرية في إحياء الشعائر الدينية ورفع الظلم والإضطهاد.


أثناء الانتفاضة، حاصرت القوى الأمنية المنطقة وفرضت حظرا على أهلها، واستطاع الحرس الوطني في العاشر من محرم؛ قمع الإنتفاضة عبر الحديد والنار، وحصد رصاصه 25 من شبان القطيف وأكثر من 100 جريح ومئات المعتقلين.

اليوم وبعد أكثر من 30 عاما أثبتت دماء شهداء الإنتفاضة أن الثورة وإن خفتت بفعل الرصاص، إلا أنها لا يمكن أن تتوقف مهما اشتدت قوة السلاح والإرهاب.
2014-11-01