ما إن حمّل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله السعودية مسؤولية وقف افعال التكفيريين، حتى اعتلى وعاظ السلاطين المنابر، وأطلقوا على الشاشات "شياطين" ألسنتهم من سباتها، فكالوا ما كالوا من اتهامات، بعدما نصبوا انفسهم مدعين عامين، ووكلاء دفاع عن سلطانهم "السعودي".

لعل هؤلاء هم اكثر المدركين للحقيقة التي سطعت في خطاب سماحته وواعون لدقتها وصحتها، لكنهم لا يجرؤون على البوح بها، خشية على مصالحهم السياسية الضيقة، كيف لا وولي نعمتهم وجاههم ومالهم منبعه البترودولار السعودي.


ما عبّر عنه السيد نصر الله وضع الاصبع على الجرح، ولم يكن ابداً غريباً عن واقع ما تعانيه السعودية من ازمات، فتشخيصه للحالة الفكرية في السعودية لم يحتج اجراء فحوصات دم او DNA، فها هي النخب السعودية نفسها تصدح بهذا الواقع، فبعد يوم واحد من خطاب سماحته خرج الاعلامي السعودي المحسوب على الديوان الملكي داوود الشريان في برنامج "الثامنة" على قناة MBC، لبحث موضوع "الثقافة والفن" في السعودية، الا أن اللافت في الحلقة كان كلام الكاتب والناقد السعودي المعروف الدكتور معجب الزهراني، الذي ارجع معاناة المملكة من "فكر التوحش" الى الاهمال الرسمي للثقافة والفنون فيها، جراء الموقف الذهني والنفسي السلبي والرافض لها منها منذ خمسة ثلاثين سنة، ما يجعل الشباب السعودي- بحسب رأيه- "اكثر كراهية للحياة والاستعداد لتبعية أي تيار عنيف لانه لم يتربَّ على ذوق جمالي راقٍ وفكر يعلمه ان الاخرين لديهم معتقدات اخرى ولم يتربّ على احترام الآخر والعلم الحديث.