ارشيف من :آراء وتحليلات
الحركات التكفيرية في مالي
يقيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" - المنبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، والتي كانت قد ولدت، بدورها، من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة - قواعد خلفية له في مناطق الصحراء الكبرى ومن بينها شمال مالي منذ سنوات، ينطلق منها لشن عملياته.
يعتبر هذا التنظيم الأقدم في المنطقة والأكثر خبرة، وأيضا الأقدم في التواصل وإقامة العلاقات مع شيوخ القبائل هناك؛ إذ يرتبط التنظيم الذي يتزعمه أبو مصعب عبد الودود عبد المالك دروكدال بعلاقات متشابكة مع سكان المنطقة من الطوارق والعرب، ويحتفظ بعلاقات قوية معهم. وقد تحدثنا في الحلقة الاولى عنه. الا اننا نود ان نشير هنا الى ان تنظيم القاعدة وبعد "المراجعات" التي اجراها لناحية الآليات العملية وترتيب الأولويات، والاعتراف بارتكاب أخطاء خلال السنوات الماضية، ساعد على بروز حركات متعددة تراعي التركيبة القبلية في مالي، لكن جميع هذه الحركات تعمل تحت جناح القاعدة بوصفه الاب الروحي لهم. حيث يقر الجميع له بالأقدمية في "ساحة الجهاد والدعوة السلفية"، وإلى منظريه ومفتيه تلجأ تلك الحركات في حل القضايا الفقهية والعلمية الشائكة..
وفيما يلي خارطة الحركات التكفيرية التي تعمل في مالي:
1- كتيبة الموقعون بالدماء
يتزعمها الجزائري مسعود عبد القادر مختار بلمختار المكنى بالأعور نسبة لفقد احدى عينيه في أفغانستان واسمه الحركي خالد أبو العباس. وكان بلمختار قد شكل هذه الكتيبة بعد عزله من زعامة "كتيبة الملثمين" من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو ما وصفته القاعدة وقتها بأن عزله لا يعدو كونه إجراء إداريا وتنظيميا اتخذه أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود والتزم به أبو العباس. لكن بلمختار خرج ليشكل تنظيما جديدا من الارهابيين يحمل اسم "الموقعون بالدماء". لكنه ظل حريصا على التزامه بوحدة القرارات التي تتخذها التنظيمات المسلحة حيال الأزمة في شمال مالي. وتعتبر عملية احتجاز رهائن غربيين في مصفاة الغاز في عين اميناس الجزائرية في شهر كانون الثاني من العام 2013 هي اكبر وابرز عملية خطط لها بلمختار.
2- حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا
إحدى أهم الحركات الإسلامية المسلحة التي تنشط بالمناطق الشمالية، وهي حركة منبثقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . وتدعو الحركة إلى "الجهاد" في غرب أفريقيا، وتتمركز سيطرتها في مدينة غاو الواقعة على نهر النيجر في شمال شرقي مالي، وكانت التوحيد والجهاد تتقاسم السيطرة على المدينة مع "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" بعد طرد الجيش المالي منها، وقبل أن تطرد - فيما بعد - عناصر الحركة الأزوادية على خلفية صراع بين الطرفين استمر نحو شهرين.
أعلنت حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا عن نفسها في أكتوبر عام 2011 ومنذ ذلك الحين زادت شهرتها وخصوصاً في شمال مالي، منذ ديسمبر 2011، وتوصف الجماعة بأنها "الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي.
وكباقي الحركات العاملة في مالي وقفت حركة التوحيد والجهاد وراء اختطاف دبلوماسيين وأجانب. وتعتبر الهضبة الصحراوية الشاسعة الممتدة من منطقة تساليت في أقصي شمال مالي إلى مدينة غاو معقل حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا حيث تفرض الحركة سيطرتها بلا منازع على عدد من القرى في تلك المنطقة. كما تعتبر الحركة من "أكثر الجماعات المسلحة نفوذا لأنها استولت على كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة القادمة من ليبيا."
وتختلف التقارير حول هوية العناصر التي تنضوي تحت جناح الحركة . فبينما يقول البعض انها "تتشكل في الأساس من موريتانيين وماليين وهي تعمل نيابة عن جماعة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، يقول آخرون إن الحركة "تتشكل في الأساس من عرب".
وكان سلطان ولد بادي- وهو أحد النشطاء العرب سابقا بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي- يقود الحركة قبل أن ينشق عنها في شهر كانون الاول من العام 2012 إثر خلافات مع بعض القادة الآخرين، ويلتحق بحركة أنصار الدين.
ويقود التنظيم الآن الموريتاني حمادة ولد محمد الخيري المكنى بأبي القعقاع، وهو أحد النشطاء الموريتانيين السابقين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقد اعتقل سابقا في موريتانيا بتهمة الانتماء لهذا التنظيم قبل أن يفر من السجن المدني بالعاصمة نواكشوط. اما عدنان أبو وليد صحرواي فهو المتحدث الرسمي باسم الحركة.
تكفيريو مالي
وأعلنت التوحيد والجهاد تشكيل أربع سرايا عسكرية هي: سرية عبد الله عزام، وسرية أبو مصعب الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. واعتبرت الجماعة في بيان لها أن إعلان الهيكلة الجديدة كان نتيجة لتوسع نفوذها، وتزايد أعداد مقاتليها، مؤكدة أن السرايا الجديدة سيتم توزيعها حسب التحديات التي تواجهها المنطقة داخليا وخارجيا.
وللحركة كتيبة أخرى تتبعها تعرف بـ"كتيبة أسامة بن لادن" يتزعمها عضو مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد أحمد ولد عامر المعروف بأحمد التلمسي وهو من أبرز قيادات حركة التوحيد والجهاد .
3- انصار الشريعة
أعلن اسلاميون "سلفيون" في مالي يوم الأحد الواقع في 9 كانون الاول/ ديسمبر من العام 2012 عن تأسيس جماعة اطلقوا عليها اسم " أنصار الشريعة " في غاوة، أكبر المدن شمال مالي.
* كتيبة «أنصار الشريعة" أسسها عمار ولد حماها، الذي سبق وطاف على كل الجماعات الإسلامية في مالي قبل أن يشكل كتيبته بعد خروجه مباشرة من جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. عرف ولد حماها بقدرته الكبيرة على جلب الانتباه إليه منذ بداية سيطرة الإسلاميين على شمال مالي، حيث لقبه البعض بـ"الرجل ذي اللحية الحمراء"، ووصفه آخرون بأنه "رجل الكاريزما القوية" نتيجة لحضوره اللافت ولغته الفرنسية الحادة، التي يتقنها أكثر من أي زعيم إسلامي آخر في الشمال.
استطاعت الكتيبة الجديدة أن تقنع أغلب عناصر الجبهة العربية الأزوادية، من القبائل العربية في تمبكتو، بالالتحاق بها بعد أن بقيت على هامش الصراع الدائر، فيما حظيت بدعم العرب الموجودين في منطقة غاو.
وينتمي أغلب قادة الجماعة الجديدة إلى قبيلة البرابيش في تمبكتو، وهم من المقربين إلى الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الدين سنده ولد بو اعمامة.
4- حركة انصار الدين
وتعد أكبر الجماعات في شمال مالي وأهمها، نظرا لأنها حركة محلية معظم قياداتها ومقاتليها من أبناء مالي.. وحسب مؤسسيها فهي حركة جهادية سلفية اسسها الزعيم التقليدي إياد أغ غالي وهو من أبناء اسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل الايفوغاس الطوارقية وينحدر من أسرة أزوادية عريقة في (كيدال) بأقصى الشمال الشرقي لمالي.. وكان غالي قد قاد تمردا ضد الحكومة المالية في بداية تسعينات القرن الماضي وكان عندها قائدا قوميا اقرب إلى الفكر اليساري القومي الوطني منه إلى الفكر الإسلامي.
وبعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المالية والطوارق عام 1992 عمل قنصلا عاما لجمهورية مالي في مدينة جدة في المملكة السعودية. لكنه سرعان ما اعتنق الفكر "السلفي الجهادي". ومع سقوط النظام الليبي ، عاد الرجل إلى أزواد واتخذ من سلسلة جبال اغارغا مقرا له وبدأ في تجميع المقاتلين الطوارق ليكون نواة تنظيمه الجديد "حركة انصار الدين".
لا تطالب الحركة باستقلال شمال البلاد على عكس حركة تحرير أزواد العلمانية التي تسعى إلى انفصال الشمال لإقامة دولة أزواد. انضم الى الحركة المئات من أبناء قبيلة الايفوغاس التي ينتمي إليها غالي وبعض المقاتلين من قبائل طوارقية أخرى في استثمار لمكانته الاجتماعية وتوجهه السلفي الفكري. شرع في استغلال ثمار عشر سنوات من عمل عناصر "تنظيم القاعدة" في المنطقة فجاءت الاستجابة لدعوة اياد غالي مزدوجة حيث تلبي البعد القبلي والقومي الانفصالي لدى الطوارق وتتناغم مع الدعوة الجهادية المنتشرة في المنطقة.
وقد دشن اياد غالي نشاطة العسكري بالهجوم على مدينة اغيلهوك في أقصى الشمال المالي حيث توجد قاعدة عسكرية محصنة تابعة للجيش المالي سيطر عليها ثم ما لبث ان هاجم قاعدة تساليت العسكرية وتمكن من اقتحامها والسيطرة عليها .واعلن عزمه تطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرة حركته حيث اسس مجالس محلية تسير شؤون المدن والبلدات التي سقطت في يد مقاتليه.
تحالفت حركة انصار الدين مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تتشكل أساسا من "توماستيين" (نسبة إلى كلمة توماست وتعني القومية باللغة الطوارقية) وليبراليين ومستقلين، وآخرين لا يعرف لهم انتماء إيديولوجي، وتعد حركة وطنية غير "جهادية". وقد ساعدها هذا الحلف لاحقا بالتوسع عبر قيام قادة من الحركة الوطنية بالالتحاق بحركة انصار الدين كان آخرهم القائد العسكري "اباه موسى" الذي أعلن مع العشرات من مقاتليه انضمامه لحركة أنصار الدين.
وكما كانت حركة التوحيد والجهاد واجهة للتيار "السلفي الجهادي" في المجموعات العربية بأزواد، فان "حركة أنصار الدين" شكلت الواجهة "السلفية الجهادية" داخل المجموعات الطوارقية. وتمكنت أنصار الدين من بسط سيطرتها بشكل كامل على مدينة تمبكتو الأثرية، شمال غربي مالي، وفي هذه المدينة الكبيرة عملت الجماعة السلفية على هدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية - التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 - وهو ما لاقى ردود فعل شديدة على المستوى الدولي ولدى منظمة اليونيسكو.
5- حركة أبناء الصحراء للعدالة الإسلامية
هي حركة أسستها مجموعة من أبناء الولايات الجنوبية في الجزائر، وقد أعلن عنها لأول مرة في أكتوبر 2007، عندما نفذت أول عملية عسكرية لها، حين قامت بالهجوم على شركة نفطية في الجنوب الجزائري بمنطقة "عين اميناس". غير أن أشهر عملية قامت بها هي الهجوم على مطار جانت الدولي في جنوب الجزائر فجر يوم الثامن من نوفمبر 2007، وقد تمكنت السلطات الجزائرية حينها من استيعابها بواسطة مفاوضات شارك فيها بعض أعيان المنطقة. وأعلنت الحركة انتهاء العمل المسلح. قبل أن تعود من جديد، وتصدر بيانا وشريطا مصورا، في سبتمبر 2011 معلنة أنها تتخذ من شمال مالي مقرا لها.
وتؤكد التقارير أن الحركة على صلة وثيقة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وباتت تعتمد الفكر "السلفي الجهادي" نهجا لها، وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية. ورغم أن الحركة أعلنت أن نشاطاتها تقتصر على مواجهة النظام الجزائري، إلا أن اعتناق عناصرها للفكر الجهادي ووجودهم في شمال مالي، سيجعلهم شركاء في تأسيس الكيان السلفي في الصحراء الأزوادية.
تحالفات جديدة
مع توسع حركة انصار الدين وانصار الشريعة على حساب الحركة الاخرى قامت جماعة بلمختار( الموقعون بالدم) وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا في 21 أغسطس 2013 بتشكيل مجموعة "جهادية" جديدة .
وقال التنظيمان الارهابيان في بيان "انهما قررا التحالف في حركة واحدة تسمى 'المرابطون' بهدف تحقيق وحدة المسلمين من النيل إلى الأطلسي"، وجاء في البيان "نجدد ولاءنا وإخلاصنا للشيخ أيمن الظواهري ونؤكد التزامنا بالفكر الجهادي الذي صاغه الشهيد أسامة بن لادن".
الحلقة المقبلة :
القاعدة في الجزيرة العربية
يعتبر هذا التنظيم الأقدم في المنطقة والأكثر خبرة، وأيضا الأقدم في التواصل وإقامة العلاقات مع شيوخ القبائل هناك؛ إذ يرتبط التنظيم الذي يتزعمه أبو مصعب عبد الودود عبد المالك دروكدال بعلاقات متشابكة مع سكان المنطقة من الطوارق والعرب، ويحتفظ بعلاقات قوية معهم. وقد تحدثنا في الحلقة الاولى عنه. الا اننا نود ان نشير هنا الى ان تنظيم القاعدة وبعد "المراجعات" التي اجراها لناحية الآليات العملية وترتيب الأولويات، والاعتراف بارتكاب أخطاء خلال السنوات الماضية، ساعد على بروز حركات متعددة تراعي التركيبة القبلية في مالي، لكن جميع هذه الحركات تعمل تحت جناح القاعدة بوصفه الاب الروحي لهم. حيث يقر الجميع له بالأقدمية في "ساحة الجهاد والدعوة السلفية"، وإلى منظريه ومفتيه تلجأ تلك الحركات في حل القضايا الفقهية والعلمية الشائكة..
وفيما يلي خارطة الحركات التكفيرية التي تعمل في مالي:
1- كتيبة الموقعون بالدماء
يتزعمها الجزائري مسعود عبد القادر مختار بلمختار المكنى بالأعور نسبة لفقد احدى عينيه في أفغانستان واسمه الحركي خالد أبو العباس. وكان بلمختار قد شكل هذه الكتيبة بعد عزله من زعامة "كتيبة الملثمين" من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو ما وصفته القاعدة وقتها بأن عزله لا يعدو كونه إجراء إداريا وتنظيميا اتخذه أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود والتزم به أبو العباس. لكن بلمختار خرج ليشكل تنظيما جديدا من الارهابيين يحمل اسم "الموقعون بالدماء". لكنه ظل حريصا على التزامه بوحدة القرارات التي تتخذها التنظيمات المسلحة حيال الأزمة في شمال مالي. وتعتبر عملية احتجاز رهائن غربيين في مصفاة الغاز في عين اميناس الجزائرية في شهر كانون الثاني من العام 2013 هي اكبر وابرز عملية خطط لها بلمختار.
2- حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا
إحدى أهم الحركات الإسلامية المسلحة التي تنشط بالمناطق الشمالية، وهي حركة منبثقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . وتدعو الحركة إلى "الجهاد" في غرب أفريقيا، وتتمركز سيطرتها في مدينة غاو الواقعة على نهر النيجر في شمال شرقي مالي، وكانت التوحيد والجهاد تتقاسم السيطرة على المدينة مع "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" بعد طرد الجيش المالي منها، وقبل أن تطرد - فيما بعد - عناصر الحركة الأزوادية على خلفية صراع بين الطرفين استمر نحو شهرين.
أعلنت حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا عن نفسها في أكتوبر عام 2011 ومنذ ذلك الحين زادت شهرتها وخصوصاً في شمال مالي، منذ ديسمبر 2011، وتوصف الجماعة بأنها "الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي.
وكباقي الحركات العاملة في مالي وقفت حركة التوحيد والجهاد وراء اختطاف دبلوماسيين وأجانب. وتعتبر الهضبة الصحراوية الشاسعة الممتدة من منطقة تساليت في أقصي شمال مالي إلى مدينة غاو معقل حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا حيث تفرض الحركة سيطرتها بلا منازع على عدد من القرى في تلك المنطقة. كما تعتبر الحركة من "أكثر الجماعات المسلحة نفوذا لأنها استولت على كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة القادمة من ليبيا."
وتختلف التقارير حول هوية العناصر التي تنضوي تحت جناح الحركة . فبينما يقول البعض انها "تتشكل في الأساس من موريتانيين وماليين وهي تعمل نيابة عن جماعة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، يقول آخرون إن الحركة "تتشكل في الأساس من عرب".
وكان سلطان ولد بادي- وهو أحد النشطاء العرب سابقا بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي- يقود الحركة قبل أن ينشق عنها في شهر كانون الاول من العام 2012 إثر خلافات مع بعض القادة الآخرين، ويلتحق بحركة أنصار الدين.
ويقود التنظيم الآن الموريتاني حمادة ولد محمد الخيري المكنى بأبي القعقاع، وهو أحد النشطاء الموريتانيين السابقين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقد اعتقل سابقا في موريتانيا بتهمة الانتماء لهذا التنظيم قبل أن يفر من السجن المدني بالعاصمة نواكشوط. اما عدنان أبو وليد صحرواي فهو المتحدث الرسمي باسم الحركة.
تكفيريو مالي
وأعلنت التوحيد والجهاد تشكيل أربع سرايا عسكرية هي: سرية عبد الله عزام، وسرية أبو مصعب الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. واعتبرت الجماعة في بيان لها أن إعلان الهيكلة الجديدة كان نتيجة لتوسع نفوذها، وتزايد أعداد مقاتليها، مؤكدة أن السرايا الجديدة سيتم توزيعها حسب التحديات التي تواجهها المنطقة داخليا وخارجيا.
وللحركة كتيبة أخرى تتبعها تعرف بـ"كتيبة أسامة بن لادن" يتزعمها عضو مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد أحمد ولد عامر المعروف بأحمد التلمسي وهو من أبرز قيادات حركة التوحيد والجهاد .
3- انصار الشريعة
أعلن اسلاميون "سلفيون" في مالي يوم الأحد الواقع في 9 كانون الاول/ ديسمبر من العام 2012 عن تأسيس جماعة اطلقوا عليها اسم " أنصار الشريعة " في غاوة، أكبر المدن شمال مالي.
* كتيبة «أنصار الشريعة" أسسها عمار ولد حماها، الذي سبق وطاف على كل الجماعات الإسلامية في مالي قبل أن يشكل كتيبته بعد خروجه مباشرة من جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. عرف ولد حماها بقدرته الكبيرة على جلب الانتباه إليه منذ بداية سيطرة الإسلاميين على شمال مالي، حيث لقبه البعض بـ"الرجل ذي اللحية الحمراء"، ووصفه آخرون بأنه "رجل الكاريزما القوية" نتيجة لحضوره اللافت ولغته الفرنسية الحادة، التي يتقنها أكثر من أي زعيم إسلامي آخر في الشمال.
استطاعت الكتيبة الجديدة أن تقنع أغلب عناصر الجبهة العربية الأزوادية، من القبائل العربية في تمبكتو، بالالتحاق بها بعد أن بقيت على هامش الصراع الدائر، فيما حظيت بدعم العرب الموجودين في منطقة غاو.
وينتمي أغلب قادة الجماعة الجديدة إلى قبيلة البرابيش في تمبكتو، وهم من المقربين إلى الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الدين سنده ولد بو اعمامة.
4- حركة انصار الدين
وتعد أكبر الجماعات في شمال مالي وأهمها، نظرا لأنها حركة محلية معظم قياداتها ومقاتليها من أبناء مالي.. وحسب مؤسسيها فهي حركة جهادية سلفية اسسها الزعيم التقليدي إياد أغ غالي وهو من أبناء اسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل الايفوغاس الطوارقية وينحدر من أسرة أزوادية عريقة في (كيدال) بأقصى الشمال الشرقي لمالي.. وكان غالي قد قاد تمردا ضد الحكومة المالية في بداية تسعينات القرن الماضي وكان عندها قائدا قوميا اقرب إلى الفكر اليساري القومي الوطني منه إلى الفكر الإسلامي.
وبعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المالية والطوارق عام 1992 عمل قنصلا عاما لجمهورية مالي في مدينة جدة في المملكة السعودية. لكنه سرعان ما اعتنق الفكر "السلفي الجهادي". ومع سقوط النظام الليبي ، عاد الرجل إلى أزواد واتخذ من سلسلة جبال اغارغا مقرا له وبدأ في تجميع المقاتلين الطوارق ليكون نواة تنظيمه الجديد "حركة انصار الدين".
لا تطالب الحركة باستقلال شمال البلاد على عكس حركة تحرير أزواد العلمانية التي تسعى إلى انفصال الشمال لإقامة دولة أزواد. انضم الى الحركة المئات من أبناء قبيلة الايفوغاس التي ينتمي إليها غالي وبعض المقاتلين من قبائل طوارقية أخرى في استثمار لمكانته الاجتماعية وتوجهه السلفي الفكري. شرع في استغلال ثمار عشر سنوات من عمل عناصر "تنظيم القاعدة" في المنطقة فجاءت الاستجابة لدعوة اياد غالي مزدوجة حيث تلبي البعد القبلي والقومي الانفصالي لدى الطوارق وتتناغم مع الدعوة الجهادية المنتشرة في المنطقة.
وقد دشن اياد غالي نشاطة العسكري بالهجوم على مدينة اغيلهوك في أقصى الشمال المالي حيث توجد قاعدة عسكرية محصنة تابعة للجيش المالي سيطر عليها ثم ما لبث ان هاجم قاعدة تساليت العسكرية وتمكن من اقتحامها والسيطرة عليها .واعلن عزمه تطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرة حركته حيث اسس مجالس محلية تسير شؤون المدن والبلدات التي سقطت في يد مقاتليه.
تحالفت حركة انصار الدين مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تتشكل أساسا من "توماستيين" (نسبة إلى كلمة توماست وتعني القومية باللغة الطوارقية) وليبراليين ومستقلين، وآخرين لا يعرف لهم انتماء إيديولوجي، وتعد حركة وطنية غير "جهادية". وقد ساعدها هذا الحلف لاحقا بالتوسع عبر قيام قادة من الحركة الوطنية بالالتحاق بحركة انصار الدين كان آخرهم القائد العسكري "اباه موسى" الذي أعلن مع العشرات من مقاتليه انضمامه لحركة أنصار الدين.
وكما كانت حركة التوحيد والجهاد واجهة للتيار "السلفي الجهادي" في المجموعات العربية بأزواد، فان "حركة أنصار الدين" شكلت الواجهة "السلفية الجهادية" داخل المجموعات الطوارقية. وتمكنت أنصار الدين من بسط سيطرتها بشكل كامل على مدينة تمبكتو الأثرية، شمال غربي مالي، وفي هذه المدينة الكبيرة عملت الجماعة السلفية على هدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية - التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 - وهو ما لاقى ردود فعل شديدة على المستوى الدولي ولدى منظمة اليونيسكو.
5- حركة أبناء الصحراء للعدالة الإسلامية
هي حركة أسستها مجموعة من أبناء الولايات الجنوبية في الجزائر، وقد أعلن عنها لأول مرة في أكتوبر 2007، عندما نفذت أول عملية عسكرية لها، حين قامت بالهجوم على شركة نفطية في الجنوب الجزائري بمنطقة "عين اميناس". غير أن أشهر عملية قامت بها هي الهجوم على مطار جانت الدولي في جنوب الجزائر فجر يوم الثامن من نوفمبر 2007، وقد تمكنت السلطات الجزائرية حينها من استيعابها بواسطة مفاوضات شارك فيها بعض أعيان المنطقة. وأعلنت الحركة انتهاء العمل المسلح. قبل أن تعود من جديد، وتصدر بيانا وشريطا مصورا، في سبتمبر 2011 معلنة أنها تتخذ من شمال مالي مقرا لها.
وتؤكد التقارير أن الحركة على صلة وثيقة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وباتت تعتمد الفكر "السلفي الجهادي" نهجا لها، وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية. ورغم أن الحركة أعلنت أن نشاطاتها تقتصر على مواجهة النظام الجزائري، إلا أن اعتناق عناصرها للفكر الجهادي ووجودهم في شمال مالي، سيجعلهم شركاء في تأسيس الكيان السلفي في الصحراء الأزوادية.
تحالفات جديدة
مع توسع حركة انصار الدين وانصار الشريعة على حساب الحركة الاخرى قامت جماعة بلمختار( الموقعون بالدم) وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا في 21 أغسطس 2013 بتشكيل مجموعة "جهادية" جديدة .
وقال التنظيمان الارهابيان في بيان "انهما قررا التحالف في حركة واحدة تسمى 'المرابطون' بهدف تحقيق وحدة المسلمين من النيل إلى الأطلسي"، وجاء في البيان "نجدد ولاءنا وإخلاصنا للشيخ أيمن الظواهري ونؤكد التزامنا بالفكر الجهادي الذي صاغه الشهيد أسامة بن لادن".
الحلقة المقبلة :
القاعدة في الجزيرة العربية