ارشيف من :أخبار لبنانية
السعودية: الملك عبدالله يوفد نجله لدمشق لتسهيل مهمة الحريري بتشكيل الحكومة
المحرر المحلي + وكالات
علمت 'القدس العربي' أن زيارة الأمير عبد العزيز بن عبد الله مبعوثاً من العاهل السعودي إلى دمشق أمس تركزت بمجملها على الشأن اللبناني الذي شكل أصلاً حلقة الخلاف الأساسية بين دمشق والرياض خلال السنوات الماضية، سيما وأن السفير السعودي السابق في لبنان ووزير الإعلام الحالي عبد العزيز الخوجة رافق نجل الملك السعودي في زيارته لمعرفة الرؤية السورية عن قرب تجاه التطورات التي جرت مؤخراً في لبنان وتحديداً ما يتعلق بنتائج الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة المقبلة. وفيما يُعتَقد أن يصطدم تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري بعقبات عديدة فإن التوافق السوري السعودي لم يكتمل حتى بعد زيارة المبعوث السعودي، وهو توافق ما زال جزئياً يتعلق بالمحافظة على حالة التهدئة والاستقرار النسبي الذي يعيشه لبنان.
وتقول المعلومات أن في السعودية ثمة مَن يرغب وبشدة بإعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة القادمة نظراً للدور الكبير الذي أداه فيما يخص توتير العلاقة مع سورية، ويتزعم هذا الاتجاه كل من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي لم يكن راضياً عن المبادرة التصالحية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه الرئيس الأسد في قمة الكويت، وهو ما يفسر تكليف الملك السعودي لنجله بزيارة دمشق وعدم تكليفه لوزير الخارجية سعود الفيصل، إضافة إلى مصر التي ما تزال تحكم علاقتها مع سورية حالة من الفتور وتتمنى أن يُعاد تكليف السنيورة للمرة الثالثة أيضاً، في مقابل رغبة الملك السعودي بتحسين العلاقات مع سورية والذي نصح سعد الحريري بترطيب الأجواء معها وإطلاق مبادرات حسن نوايا تجاهها.
إلى ذلك فإن سورية التي لم تتدخل في الانتخابات اللبنانية وليست راغبة بأن يدفعها أحد للتدخل مباشرة في تشكــيل الحكومة المقبلة، أبلغت المبعوث السعودي أنها لن تقبل بأن يكون لبنان قاعدة للنيل منها، أو أن يؤدي لبنان دوراً سلبياً تجاه سورية، إضافة إلى أن سلاح المقاومة ممثلة بحزب الله هو خط أحمر لا يمكن المساس به.
ويؤكد المراقبون أن السعودية التي تدفع باتجاه إنجاح الحريري لتشكيل حكومته، تفكر ملياً كيف ستتعامل سورية معه كرئيس للحكومة وهو الذي ما يزال يتهم سورية ولو سياسياً باغتيال والده رفيق الحريري وترى (السعودية) أن الأولوية التي تسبق تشكيل الحكومة هي حل هذه المشكلة 'بأي ثمنٍ كان'، الأمر الذي شكل واحداً من محاور زيارة الامير عبد العزيز بن عبد الله .