ارشيف من :ترجمات ودراسات

عودة المكعبات الاسمنتية إلى شوارع القدس المحتلة

عودة المكعبات الاسمنتية إلى شوارع القدس المحتلة
أفاد محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت "المحلل أليكس فيشمان، أنه مهما أطلقت من أسماء على ما يحصل من القدس، انتفاضة أو هبة شعبية،او اضطرابات شديدة فلن يغير من الحقيقة وهي أن ما يحصل هو معركة قاسية على السيادة في القدس.

واشار فيشمان الى أن كل الفصائل الفلسطينية شكلت جبهة هدفها التخلص من الحكم الإسرائيلي في القدس، ولكل فصيل مصلحته الخاصة به، فحماس معنية بالمواجهات في القدس لتحسين مكانتها وإزالة حالة الشلل على طول حدود قطاع غزة، بينما ترى السلطة الفلسطينية "العنف" في القدس أداة سياسية مركزية في الانتفاضة الدبلوماسية التي تقودها ضد "إسرائيل" في الساحة الدولية.

واضاف فيشمان منذ عدوان عملية "الجرف الصامد" عاد أبو مازن وأعلن انه سيفعل كل شيء كي يعرض فلسطين ليس كسلطة وليس ككيان بل كـ "دولة تحت الاحتلال". صور النار في مدينة القدس، تجتذب الانتباه العالمي، هي صور كلاسيكية للاحتلال، وكلما تصاعدت النار في القدس، ستسارع المزيد من الدول للاعتراف بشكل احادي الجانب بالدولة الفلسطينية المحتلة. فضلا عن ذلك، عندما تكون القدس مشتعلة يوضح ابو مازن لـ"اسرائيل": في المكان الذي لا نكون نحن ـ السلطة ـ موجودين فيه، أنتم غير قادرين على السيطرة على السكان. نحن لا نوجد في القدس؟ أنتم تتورطون مع العنف. في اللحظة التي نقرر فيها وقف التنسيق مع أجهزة أمنكم في الضفة ستبدأون بالتورط هناك أيضا. ولكن في "اسرائيل" يواصلون الاستخفاف به.

وشدد فيشمان على أنه عندما أعلن أبو مازن قبل بضعة اسابيع انه يعتزم تقليص الاتصال مع "اسرائيل" الى الحد الادنى ونقل المفاتيح الى نتنياهو، لم يقصد تفكيك السلطة، مثلما حللوا ذلك في اسرائيل وسخروا. قصد القول ان السلطة لن تواصل كونها أداة بيد نتنياهو للسيطرة على سكان الضفة الغربية. وها هو يحقق الوعد في القدس. السلطة تسمح لاسرائيل بان تحطم الرأس هناك. أما الفلسطينيون في القدس وان كانوا يعانون، ويعتقلون، يتعرضون للضربات، ولكن من ناحية السلطة هذا جزء من الكفاح وهذا مجد. ليس فقط لا تتدخل، بل العكس، هي تحرض وتسخن الاجواء.

عودة المكعبات الاسمنتية إلى شوارع القدس المحتلة
صحيفة يديعوت أحرونوت

ويتابع الكاتب من أجل تهدئة الخواطر في القدس يتعين على "اسرائيل"، أولا وقبل كل شيء أن تحرص على الا يكون مجديا للسلطة الفلسطينية أن تشجع استمرار العنف في القدس. وهذا يمكن تحقيقه بطريقتين. الاولى هي فتح الباب لمفاوضات سياسية متجددة، الامر الذي لا امل في أن يحصل في الملابسات السياسية الحالية. والطريقة الثانية هي استخدام المزيد من القوة، وهي الطريقة التي تعرفها "اسرائيل" جيدا: حواجز في القدس، منع العبور من "اسرائيل" الى الضفة، التنكيل في الحواجز، المزيد من الاعتقالات، والتفتيشات، القرارات التي تمس بالسلطة اقتصاديا، فرض اغلاق على مناطق معينة وادخال المزيد من القوات الى الميدان، شرطة أكثر، مخابرات أكثر، لجعل الموت للسكان. ففي استخدام القوة نحن أبطال.

وخلص الكاتب الى القول من اجل الدفاع عن محطات النقل العام  ومحطات القطار قرر حكماء العمليات الامنية في غضون ساعات أمس اعادة المكعبات الاسمنتية. وبعد ذلك بالتأكيد ستأتي التوصيات بتنفيذ الفصل  ـ بعشرات ملايين الشواكل ـ بين مسار الطريق ومسار القطار، وربما حتى نصب عائق من الفولاذ المسلح قبالة المحطات كي لا تتمكن مركبة أخرى من الانحراف واستهداف المسافرين. هذه هي الى هذا الحد او ذاك الحلول التي تعرف "اسرائيل" كيفية انتاجها في مثل هذه الاوضاع. واذا لم يقرروا في ذلك الآن ـ  فلا بد سيفعلون هذا بعد العملية التالية.

2014-11-06