ارشيف من :نقاط على الحروف
التذاكي والاستغفال.. في مماحكة حزب الله
تتنوع اشكال التعبير عن ظواهر التذاكي واستغفال الجمهور، والى حد لا يمكن حصرها، من بينها مواقف وتصريحات وكتابات تملأ الاعلام اللبناني والعربي.. الا ان اشد انواع الاستغفال، ان يعمد المحلل او الكاتب او السياسي، الى التذاكي والتعامل مع الاخرين والقراء، على انهم بلهاء.
احد الكتبة اللبنانيين اطل على قرائه بتحليل سياسي "استراتيجي"، رأى فيه ان عملية مزارع شبعا الاخيرة، ليست رسالة موجهة الى اسرائيل وحدها، بل ايضا لكل الافرقاء في لبنان والمنطقة. وبحسب الكاتب، هي رسالة تهديد بأن الحزب قادر على جر اسرائيل الى حرب تدمر لبنان، ما لم يتحقق ما يريده..
عينة أخرى عن سياسي لبناني ترى ان السبب الوحيد للدين العام في لبنان، الذي بلغ عشرات المليارات من الدولارات، هو حرب عام 2006 التي تسبب بها حزب الله وجر اسرائيل اليها. وعندما يُسأل السياسي "كيف؟ وشو هل الحكي؟"، يستميت بالدفاع عن تحليله الفذ، ويتساءل بدوره كيف يمكن لاحد ان ينكر هذه الحقيقة.
علم حزب الله
أيضاً على هذه الشاكلة يوجد الكثير: "لماذا مهاجمة داعش وهي لم تهجم علينا بعد.."، "داعش كذبة كبيرة ستختفي بسرعة"؛ "سبب غرق العبارة في اندونيسيا مع العشرات من اللبنانيين.. هو سلاح حزب الله"؛ "حزب الله يدفن قتلاه في سوريا بعد منتصف الليل، كي يخفي حقيقة خسائره"؛ "عبوة شبعا جاءت رداً على تفجير منشأة برشين بالقرب من طهران"؛ "حزب الله مضغوط نتيجة انتصاراته في سوريا"؛ "الشباب الشيعة لا يشاهدون في شوارع الضاحية، وهم في المعسكرات للتدريب خوفاً من غزو داعش"؛ "حزب الله يخطئ في حساباته، والنصرة تتقدم في جبل عامل"؛ "حزب الله عصابة تحتل لبنان، وعليه العودة من سوريا الى لبنان"؛ "حزب الله هو الذي قتل الجندي الشهيد جمال الهاشم، وليس الارهابيين"؛..
أما تدخل حزب الله في سوريا، فهو أب وأم الاسباب، بما يشمل ظاهرة داعش والنصرة التي باتت بقدرة قادر معتدلة، وظاهرة التطرف في لبنان والمنطقة والعالم، وبما يشمل سيناء وليبيا وتونس والجزائر والحجاز والعراق واليمن.. لولا هذا التدخل، لما كان التطرف. بل ان ظاهرة انفجار النجوم، بما يعرف "بالسوبر نوفا"، هي أيضاً صنيعة هذا التدخل.. لكن هل حاول أحدهم ان لا "يستغفل" أحداً، وان يتحدث عن "ماذا لو لم يتدخل حزب الله في سوريا"؟
إن لم تكن هذه المسألة وغيرها، تهميشاً واستغفالاً مقصوداً لعقول الآخرين، فقد تكون قصوراً في فهم الأحداث والاحاطة بخفلياتها، او حقدا دفينا ومكشوفا يعمي عن الحقائق. وربما يعود ذلك لأسباب جينية، أو لمحدودية المعرفة، او بسبب انعدام فرص التعلم، او النظرة السطحية للآخرين ولمتلقي التصريحات والمواقف..
يقال ان اعظم الجهل واقساه على صاحبه وعلى أقرانه، هو ذاك الذي يفخر به صاحبه، ويظن نفسه عبقرياً وصل ابعد بكثير مما وصل اليه بسطاء العامة ونخبها على السواء.. والانكى من ذلك هو "الجهل المركب"، أو المقصود. هذه حالة تجعل الوفاق استحالة، والحوار عقيما، ولا يبقى امامك الا التوجه الى الله بدعاءين اثنين: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون او يعلمون.. والله يستر من الاعظم.
احد الكتبة اللبنانيين اطل على قرائه بتحليل سياسي "استراتيجي"، رأى فيه ان عملية مزارع شبعا الاخيرة، ليست رسالة موجهة الى اسرائيل وحدها، بل ايضا لكل الافرقاء في لبنان والمنطقة. وبحسب الكاتب، هي رسالة تهديد بأن الحزب قادر على جر اسرائيل الى حرب تدمر لبنان، ما لم يتحقق ما يريده..
عينة أخرى عن سياسي لبناني ترى ان السبب الوحيد للدين العام في لبنان، الذي بلغ عشرات المليارات من الدولارات، هو حرب عام 2006 التي تسبب بها حزب الله وجر اسرائيل اليها. وعندما يُسأل السياسي "كيف؟ وشو هل الحكي؟"، يستميت بالدفاع عن تحليله الفذ، ويتساءل بدوره كيف يمكن لاحد ان ينكر هذه الحقيقة.
علم حزب الله
أيضاً على هذه الشاكلة يوجد الكثير: "لماذا مهاجمة داعش وهي لم تهجم علينا بعد.."، "داعش كذبة كبيرة ستختفي بسرعة"؛ "سبب غرق العبارة في اندونيسيا مع العشرات من اللبنانيين.. هو سلاح حزب الله"؛ "حزب الله يدفن قتلاه في سوريا بعد منتصف الليل، كي يخفي حقيقة خسائره"؛ "عبوة شبعا جاءت رداً على تفجير منشأة برشين بالقرب من طهران"؛ "حزب الله مضغوط نتيجة انتصاراته في سوريا"؛ "الشباب الشيعة لا يشاهدون في شوارع الضاحية، وهم في المعسكرات للتدريب خوفاً من غزو داعش"؛ "حزب الله يخطئ في حساباته، والنصرة تتقدم في جبل عامل"؛ "حزب الله عصابة تحتل لبنان، وعليه العودة من سوريا الى لبنان"؛ "حزب الله هو الذي قتل الجندي الشهيد جمال الهاشم، وليس الارهابيين"؛..
أما تدخل حزب الله في سوريا، فهو أب وأم الاسباب، بما يشمل ظاهرة داعش والنصرة التي باتت بقدرة قادر معتدلة، وظاهرة التطرف في لبنان والمنطقة والعالم، وبما يشمل سيناء وليبيا وتونس والجزائر والحجاز والعراق واليمن.. لولا هذا التدخل، لما كان التطرف. بل ان ظاهرة انفجار النجوم، بما يعرف "بالسوبر نوفا"، هي أيضاً صنيعة هذا التدخل.. لكن هل حاول أحدهم ان لا "يستغفل" أحداً، وان يتحدث عن "ماذا لو لم يتدخل حزب الله في سوريا"؟
إن لم تكن هذه المسألة وغيرها، تهميشاً واستغفالاً مقصوداً لعقول الآخرين، فقد تكون قصوراً في فهم الأحداث والاحاطة بخفلياتها، او حقدا دفينا ومكشوفا يعمي عن الحقائق. وربما يعود ذلك لأسباب جينية، أو لمحدودية المعرفة، او بسبب انعدام فرص التعلم، او النظرة السطحية للآخرين ولمتلقي التصريحات والمواقف..
يقال ان اعظم الجهل واقساه على صاحبه وعلى أقرانه، هو ذاك الذي يفخر به صاحبه، ويظن نفسه عبقرياً وصل ابعد بكثير مما وصل اليه بسطاء العامة ونخبها على السواء.. والانكى من ذلك هو "الجهل المركب"، أو المقصود. هذه حالة تجعل الوفاق استحالة، والحوار عقيما، ولا يبقى امامك الا التوجه الى الله بدعاءين اثنين: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون او يعلمون.. والله يستر من الاعظم.