ارشيف من :ترجمات ودراسات

إسرائيل تشترط لتجميد الاستيطان عمليـة سـلام موسـّعة مـع العـرب

إسرائيل تشترط لتجميد الاستيطان عمليـة سـلام موسـّعة مـع العـرب

رفع العدو الاسرائيلي سقف شروطه لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، عندما ربط ، أمس، بين تجميد البناء في المستوطنات «لفترة محدودة» وبين نجاح الجهود التي يقودها الرئيس الأميركي باراك أوباما لضمّ الدول العربية إلى عملية سلام موسّعة، متحدثة عن تقدم نسبي في النقاش مع واشنطن حول هذه المسألة.

وقال وزير الدفاع في حكومة العدو الإسرائيلي إيهود باراك، في مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» الأميركية، ان تجميد الاستيطان هو «جزء من قضية اوسع كثيراً، وهي تحديد ما اذا كان بإمكاننا، مع الولايات المتحدة وجيراننا الفلسطينيين والعرب، اطلاق مبادرة سلام اصلية يقودها رئيس الولايات المتحدة». وأضاف «بالطبع ستكون هناك مناقشة بشأن الاحتمال الخاص الذي يدور حول اطلاق مبادرة سلام كبرى، وربما نفكر في نوع من التجميد الفعال لأي مبان جديدة وذلك لفترة محدودة من الزمن».

وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلت عن باراك إنّ محادثاته مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، في نيويورك أمس الأول، «تركزت بصفة أساسية على الحاجة إلى اتفاق إقليمي شامل يتضمّن دولاً عربية أخرى قد يكون لديها شيء يمكن ان تمنحه لإسرائيل وليس مجرد الأخذ منها فقط»، مشيراً إلى أن «المساعي المشتركة يجب ان تضمن أيضا تعزيز المؤسسات الفلسطينية بينما يتم تناول قضية المستوطنات، بالرغم من كونها بالغة الأهمية في الوقت المناسب».

وفيما أقر باراك بوجود فجوة كبيرة بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي حول الاستيطان، أوضح أنّ «علينا ان نعطي هذه المسألة الحجم الذي تستحق، وهي ليست سوى عنصر سيبحث في إطار اتفاق سلام شامل مع العالم العربي». وأضاف «لا أعتقد أننا كنا وصلنا في السابق إلى طريق مسدود، ولا نحن اليوم في مأزق».
من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إسحق ليفانون نتائج المحادثات بين باراك وميتشل بـ«الإيجابية»، مشيراً إلى أنها «تطرّقت إلى بعض المواضيع المهمة مثل موضوع المستوطنات ومستقبل العلاقات بين إسرائيل وسوريا والتعاون الثنائي مع الولايات المتحدة».

ولفت إلى أنّ اللقاء كشف أن هناك تفاهماً كبيراً بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول مسألة المستوطنات، لكن النقطة التي تريد إسرائيل أن تصل إلى تفاهم بشأنها مع واشنطن هي مسألة «النمو الطبيعي».

وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن رئــــيس الوزراء الإســــرائيلي بنيامين نتنـــياهو سيجتمع مع ميتشل خلال الأسبوعين المقبـــلين من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن بناء المستوطنات. وبحــــسب الصحيفة فإنّ ميتشل «لم يبلـــغ باراك صراحة بأنه ينبغي على إســــرائيل القيام بتجميد كامل للمستوطنات، لكـــنه أكد بدلاً من ذلك أنـــه يتعين على إســرائيل اتـــخاذ إجراء بشـأن هـذه المسألة».

من جهة ثانية، طالبت «هآرتس» نتنياهو باستبدال وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، معتبرة أن «محاولة ليبرمان المهووسة بعرض خط سياسي بديل وفي صلبه تعزيز التعاون الإستراتيجي مع روسيا كوزن مضاد ضد إدارة أوباما، انهار بصورة محرجة منذ اللحظة الأولى، إذ قبل أن يدعو الروس ليبرمان إلى موسكو أرسلوا وزير خارجيتهم (سيرغي لافروف) للقاء زعيم حماس خالد مشعل».

ويأتي ذلك بعد يوم على تسريبات إعلامية بأنّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طالب نتنياهو بعزل ليبرمان واستبداله بزعيمة المعارضة تسيبي ليفني. وفي هذا الإطار قال ايهود باراك ان «تشكيل الساحة السياسية الإسرائيلية قضية خاصة بنا وتخضع لنقاش داخلي... وليس هناك من مبرر لمحاولة أي شخص من الخارج أن يوضح لنا ما ينبغي أن نفعله».

المحرر الاقليمي + وكالات

2009-07-02