ارشيف من :نقاط على الحروف
بالصور: اشتداد القتال بين ’داعش’ و’النصرة’ على محور ’تويتر’!
منذ بدء الأزمة السورية، تعتمد قوى "المعارضة" على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر بياناتها ومجريات الأحداث في المناطق الموجودة فيها. ومع دخول ميليشيات "النصرة" و"داعش" آتون الحرب، عُزز استخدام هذه المواقع، خصوصاً "تويتر" للرسائل النصية القصيرة، و"فايسبوك" لعرض الصور ونشر الأخبار و"البوستات" الشخصية أو العامة.
ولأن معارك الأرض تصورها صفحات الإنترنت، تشتعل جبهة "تويتر" دائماً بين "النصرة" و"داعش". ارهابي يهدد آخر، فيردّ الأول ويُصعد، حتى يصل الأمر بالطرفين، اصحاب الفكر نفسه، الى تكفير بعضهما البعض وتبادل الاتهامات بالردة، وما شابه ذلك. الصور التالية جمعها موقع "العهد" الإخباري من صفحات التنظيمين الإرهابيين على موقع "توتير". وبملاحظة التعليقات يظهر أنها نشرت كردود على تعليقات سابقة أو أضيفت في سياق حملات إعلامية شنتها التنظيمات.
تعليق من حسابات داعش انتقاداً للجولاني
تعليق من حسابات جبهة النصرة انتقاداً للبغدادي
اللافت في الأمر ليس سيناريو "المعارك التفاعلية"، بل سماح إدارات هذه المواقع لهذه التيارات والتنظيمات بامتلاك حسابات رسمية لها اصلاً. فكيف يعقل أن تقفل بشكل دائم حسابات للقوى وأحزاب السياسية المقاومة، بذريعة تصنيفها عنوةً إرهابيةً عند دول اعدائها، وتبقى حسابات "داعش" والنصرة" فعالة!؟
لماذا يتعذر إغلاق حسابات التنظيمات التكفيرية ؟
الخبير في مواقع التواصل الإجتماعي والدكتور في الجامعة الأميركية ديفيد ابراهيم يتحدث عن صعوبة ضبط صفحات المنظمات الإرهابية، معللاً ذلك بسرعة وسهولة انشائها . فبحسب ابراهيم، يصعب جداً تعقب وإغلاق هذه الصفحات، فحساب جديد لا يحتاج لأكثر من ساعة للإنشاء، ولا يخضع لمراجعةٍ مسبقة من إدارات المواقع.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، يؤكد الدكتور ابراهيم أن لدى إدارات المواقع صعوبة بالتمييز بين الحسابات الدينية المعتدلة و الاخرى المتشددة. فالقيّمون على سياسات الشبكات في الأقاليم لا يستطيعون دائماً التفريق بين الإسلام الأصيل والتكفيري المزيف، إذ يبدو لهم أن الإسلامين متفقين على الأسماء والمفاهيم، دون إدراك الاختلاف بينهما في شرح الآيات أو طرق تطبيق الأحكام.
وعن "الحسابات المتحولة"، يؤكد الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي أنها أهم معوق. فالعديد من صفحات مواقع التنظيمات التكفيرية تتحول فجأةً الى حلتها الجديدة بعد أن كانت صفحة شخصية لمغرد عاديّ. و"الحسابات المتحولة" يمكن أن تكون أيضاً حسابات لمغردين، يبقون على اسمائهم، لكنهم ينقلون كل تعليقات صفحات التنظيمات التكفيرية عبر إعادة النشر (RETWEET) أو التوزيع (SHARE).
تعليق من حسابات جبهة النصرة تتهم داعش بالعمل المخابراتي
من جهة ثانية يتحدث الدكتور ابراهيم لموقع "العهد" عن مفهوم "الحماية الأيديولوجية" التي توفرها إدارة المواقع لحسابات ناشطيها. ويقول إنه "ممتثلين بشعار الإسلام الزائف يتحرك التكفيريون، فتتحاشى إدارات المواقع تسكير صفحاتهم تجنباً للمس بشعار "حرية المعتقد الديني". وكذلك الأمر ايضاً حول "السياسة الإسلامية"، كالمشورة والخلافة .. الخ.
تعتبر "التفاعلية مع الآخرين"، أكبر معوقات إدارات مواقع التواصل الاجتماعي لإغلاق صفحات التنظيمات التكفيرية. ويقول الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع إنه "كلما زاد تفاعل الصفحة أو الحساب مع المغردين كلما أصبح تصنيفه "فعالاً". وتزيد الفعالية بإعادة نشر التعليقات أو إبداء إعجابات عليها، ما يضطر إدارة المواقع التعاطي معه بـ "احترام"، والتغاضي عن الاعتراضات الفردية عليه (spam).
لماذا الاعتماد على وسائل التواصل ؟
الخبيرة في "الإعلام الجديد" والدكتورة في الجامعة اللبنانية سهاد كحيل، ترى في اعتماد التنظيمات التكفيرية على وسائل التواصل الاجتماعي "كمنابر وأبواق إعلامية" الطريقة الأسهل لنشر البيانات والأسرع في الوصول الى اكبر شريحة جماهيرية. وتقول في حديث لموقع "العهد" الإخباري إن "الاعتماد على "تويتر" و"فايسبوك" سهل ومجاني، لا يضطر التنظيمات لإعداد اماكن خاصة لإطلاق البث كاستديوهات. فكل الامر يقتصر على جهاز ذكي (قد يكون هاتفاً) وإنترنت (قد يكون هوائياً متوفراً عبر شركة الاتصال)".
وعن سرعة شيوع بيانات التنظيمات التكفيرية، تؤكد الخبيرة في "الإعلام الجديد" أننا "اليوم في عصر التواصل الاجتماعي التفاعلي كل منا يحمل هاتفاً خليوياً ذكياً ويستطيع بسهولة تحميل تطبيقات "تويتر" و"فايسبوك" وتلقي بيانات هذه الجماعات لحظة بلحظة"، وتضيف أنه "لا داعي لهذه التنظيمات أن تبذل جهداً في الترويج أو النشر، فشركات وسائل التواصل الاجتماعي اتاحت لها مجاناً هذه الخدمة".
تعليق من حسابات داعش ترويجاً لإرهابييها
كيف يمكن ضبط انتشار مواقع التكفيريين ؟
يتفق الخبيران على أن "حكومات الدول هي اولى الجهات القادرة على ضبط حسابات التنظيمات الإرهابية المفعلة منها، فباستطاعتها (الحكومات) إبلاغ شركات التواصل الاجتماعي عن وجود مواقع مشبوهة تثير الذعر أو تهدد السلم الأهلي، أو تسيء لديانات أو مذاهب أو افكار. وبناءً على "الإخبار" تقوم الشركات بتوقيف تلك الحسابات، كما حصل مسبقاً في لبنان مع الحسابين "أهل السنة في بعلبك" و"أحرار الشام في الشمال"". ويرى الخبيران أن الإبلاغ (spam) من قبل المغردين ووسائل الإعلام عن أية حسابات تكفيرية، يسهل على الشركات الالتفات الى خطورتها.
من جهة ثانية، يعتبر إبراهيم أن الحل يكون ايضاً بصياغة لجان دولية إسلامية لمعايير تصنف على اساسها "إسلامية التيارات" على انها معتدلة أو أصولية أو متشددة تكفيرية. وعندها يصبح لإدارات مواقع التفاعل اسس عليها تغلق الصفحات أو تبقى، وعليها يراقب مدى تطرف التنظيم.
تعليق من حسابات داعش ضد الجولاني
احد صفحات جبهة النصرة على تويتر