ارشيف من :ترجمات ودراسات

مناورة سياسية على حرب مع لبنان تظهر ضعف ’اسرائيل’

مناورة سياسية على حرب مع لبنان تظهر ضعف ’اسرائيل’
كشفت صحيفة "هآرتس" ان "معهد ابحاث الأمن القومي" في جامعة "تل ابيب" أجرى خلال الاسبوع الماضي نموذجاً سياسياً أمنياً، يحاكي تصعيدا في شمال فلسطين في أعقاب عملية مزدوجة ضد "الجيش الاسرائيلي" مع قتلى وجندي مخطوف. وقام بأداء الدور العقيد المتقاعد د. غابي سيبوني، رئيس برنامج الجيش والاستراتيجية في المعهد. فيما قام بأداء دور المستوى السياسي (الوزير دان مريدور، ونائب الوزير يهودا بن مئير)، الجيش الاسرائيلي، وزارة الخارجية والموساد، مع خبراء من الاكاديمية، ووضعت سيناريوهات مواجهة جديدة بين "اسرائيل" وحزب الله، مع مشاركة سورية وايرانية، امريكية وفلسطينية وروسية.

ولفتت الصحيفة الى أن "هذه المناورة أظهرت أن التعاطي الاسرائيلي مع مواجهات كهذه يناسبه مصطلح "تخصيد" (تخفيض وتصعيد). موضحة ان "هذه المواجهة ذات تكلفة عالية بالجنود المصابين وباستمرار مدة الحرب"، مشيرة الى ان "هذا لن يأتي بنتيجة. فـ"اسرائيل" تريد معاقبة المهاجمين بضربة قاسية، لكنها تخاف من الاندفاع الى داخل لبنان والتورط في جبهات أخرى". وخلصت الصحيفة الى القول :"هذه هي الـ "تخصيد": تخفيض مع لمسات تصعيدية". مشيرة الى انه "من السهل الاقتراح ولكن من الصعب التنفيذ".

النموذج المصغر في معهد الابحاث، بحسب "هآرتس"، يريد مساعدة متخذي القرارات في القدس و"تل ابيب"، الحكومة والمؤسسة الامنية. والهدف المعلن كان التعلم وتقديم مواد خام من أجل انشاء بدائل لاتخاذ القرارات. المشكلة هي أن هوية المقررين الرئيسيين الذين يفترض أن يستفيدوا بعد نصف عام من نتائج المناورة، غير معروفة. ليست كحكومة يتوسطها نتنياهو – بينيت – ليبرمان وليست كحكومة مكونة من هرتسوغ – لفني – لبيد.

مناورة سياسية على حرب مع لبنان تظهر ضعف ’اسرائيل’
صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية

وتتابع الصحيفة انه "بالرغم من المناورات السياسية لنتنياهو فإن نهاية عهده باتت في الأفق، وايضاً من خلال شهادة مسؤول أرشيف الدولة يعقوب لازوبك".

وتروي الصحيفة ان كيف لازوبك ذهب الى سيده من أجل تقديم مجلد تخليد لمناحيم بيغن، "فاراد نتنياهو معرفة الفرق بين ادارة بيغن لحرب لبنان وادارته لعملية الجرف الصلب، وتحدث عن الصعوبة في دفع الثمن الباهظ للحرب".

وتشير الصحيفة الى ان "نتنياهو تفاجأ من تقرير مسؤول الأرشيف، حيث تبين له أن ارسال الجنود لملاقاة حتفهم هو محاولة لا يمكن التنبؤ بصعوباتها مسبقاً".

وتعلق الصحيفة :"بعد 18 سنة على انتخابه لاول مرة لرئاسة الحكومة يكتشف أخيراً صعوبة ارسال الجنود الى الحرب مع العلم أن بعضهم سيُقتلون وأنه يجب ارسالهم فقط عندما لا يكون هناك بديل. ويجب اخراجهم منذ اللحظة الاولى وإتمام المهمة". وتخلص الصحيفة :"لم يفهم نتنياهو الى أي حد هذا الامر صعب، والقائد الذي ليست لديه القدرة على الشعور بهذه الصعوبة من الافضل أن يذهب الى البيت".

وفي الختام، تذكر الصحيفة بمناحيم بيغن، الذي استوعب حجم الكارثة التي تسبب بها، فاعتكف في قوقعته وأعلن أنه لا يستطيع الاستمرار. وتسأل :"هل سيقول نتنياهو وهو يدافع عن نفسه لمسؤول الأرشيف "فكرت كثيراً في بيغن هذا الصيف، وفهمته أكثر من السابق؟". هل هذا رمز للاعتزال الذي يوفر عليه الهزيمة؟ ليس بالامكان نفي هذا الاحتمال، ولكن يجب ألا نعتمد عليه، يجب أن يأتي أحد من حزبه ويبشرنا بأنه لا يستطيع المتابعة".
2014-12-08