ارشيف من :ترجمات ودراسات

’هآرتس’: التنسيق الأمني مع الفلسطينيين مصيري لمنع انتفاضة ثالثة

’هآرتس’: التنسيق الأمني مع الفلسطينيين مصيري لمنع انتفاضة ثالثة
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن "أبعاد تأثير حادثة قتل الوزير الفلسطيني زياد أبو عين بعد مواجهة مع جنود الجيش الإسرائيلي ستتضح في الأيام القادمة"، وأضافت أن "أبو عين سيُدفن اليوم بجنازة ضخمة في رام الله وبعدها ستأتي صلاة الجمعة، اذ يتوقع أن تحصل موجة مظاهرات احتجاجية بمبادرة من فتح والسلطة الفلسطينية"، وتابعت "ضخامة المصادمات نهاية الأسبوع وعدد المُصابين فيها ستُطلعنا إذا كان الأمر يتعلق بأزمة يمكن كبحها، جراء مسعى مشترك بين الطرفين، أم أنها نقطة تحول تؤدي إلى التصعيد في الوضع بالمناطق".

ورأت "هآرتس" أن "تهدئة النفوس مرتبطة إلى حد كبير بمواصلة التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والاسرائيليين"، وأردفت "يوم أمس اجتمعت القيادة الفلسطينية في رام الله لمناقشة مسألة التنسيق الأمني، ومن المتوقع أن يبادر الفلسطينيون الى اتخاذ خطوة احتجاجية قاسية، على الأقل على المستوى الإعلاني، وذلك من اجل الاستجابة لتوقعات الجمهور في الضفة، لكن بعد ذلك ستتواصل الاتصالات غير الرسمية بين الأطراف للتأكد من عدم فقدان السيطرة على الوضع بشكل تام".

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن التنسيق الأمني مصيري لمنع التدهور. عمليا، التواصل اليومي الجاري بين الجيش الإسرائيلي  و"الشاباك" والأجهزة الأمنية الفلسطينية يشكل حتى اليوم احد العوائق الرئيسية أمام اندلاع الانتفاضة الثالثة في الضفة".

وتشير الصحيفة الى أن ""إسرائيل" اقترحت فتح تحقيق مشترك بالحادثة يتضمن تشريحا للجثة بمشاركة طبيب إسرائيلي، بهدف المساعدة على تهدئة النفوس. نتيجة التشريح ستنشر هذا المساء، لكن في الوقت الحالي عزز الجيش الإسرائيلي من قواته في الضفة بكتيبتين إضافيتين من سلاح المشاة وسريتين من حرس الحدود. هم يفترضون أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيفضل الامتناع عن التصعيد الواسع والعنيف".

’هآرتس’: التنسيق الأمني مع الفلسطينيين مصيري لمنع انتفاضة ثالثة
صحيفة "هآرتس"

كما جاء في "هآرتس": "في بداية أيام أوسلو، عندما كان اللواء غادي آيزنكوت (الذي تم تعيينه رئيسا للأركان)  قائد لواء مناطقي في الضفة، أكثر المسؤولون في الجيش الحديث عن "ضابط إستراتيجي"، وهذا السيناريو تحقق أكثر من مرة، بما في ذلك حادثة موضعية لقوة من الجيش، تؤدي إلى انعكاسات إستراتيجية، على سبيل المثال، موجة ضخمة من العنف الشعبي الفلسطيني تشوش على مواصلة عملية السلام. الحادثة الموضوعية يوم أمس، بالقرب من قرية ترمس، يمكن أن يكون لها نتائج مضرة وواسعة. الخطر ناتج من هوية الضحية، ومن حقيقة أن الحادثة قد تم تصويرها".

ووفق "هآرتس"، موت أبو عين قد يعطي مؤشرا حول الأحداث التي قد تقع في الأشهر القادمة، في ساحات مختلفة. الانتخابات الكنيست قد تحدث في ظل التوتر الأمني المتوقع في المناطق وعلى الحدود. الانتخابات قد تعطي إغراءً لأعداء "إسرائيل" لزيادة التوتر في ساحة معينة من اجل وضع حكومة نتنياهو على المحك والتأثير بشكل غير مباشر على نتيجة الانتخابات".

كذلك تلفت "هآرتس" الى أن "الحكومة الاسرائيلية قد تميل إلى التصعيد في المواجهات الأمنية نظرا لوجود رياح تغيير سياسي في الأجواء، شهادة أولى على ذلك جاءت بالذات في تصريحين للشخص الأكثر حذرا من بين وزراء الليكود، وزير الدفاع موشيه يعلون، وبطريقة غير معتادة تحدث أول أمس عن مسؤولية "إسرائيل" عن القصف في سوريا وحذر من أن "إسرائيل" مصممة على إفشال تسلح أعدائها في حال تم تجاوز الخطوط الحمراء، وهذه هي الشيفرة السرية التي تستخدمها القيادة الإسرائيلية منذ سنين من اجل منع تسلح حزب الله بسلاح متقدم".

رغم أن اعتبارات جوهرية كانت وراء القصف (بخلاف ادعاء اليسار)، تتابع "هآرتس"، فإن كلام يعلون بدا وكأنه تحملا للمسؤولية. يمكن بيقين أن تُناقش من جديد سياسة عدم الوضوح التي تنتهجها "إسرائيل" في الشمال ـ حيث لا تأخذ المسؤولية بشكل علني ولا ترمز إلى ذلك. لكن في هذه المرة تأثر إعلان يعلون من الظروف السياسية: في ظل وضع الليكود المتدني في الاستطلاعات وفي ظل التوقع أن نتنياهو سيضع مكان يعلون نفتالي بينيت.

وتلفت "هآرتس" الى ان تسجيلات ليعلون بثّت على اذاعة الجيش هذا الأسبوع في محاضرة في غوش عتسيون. ليس سراً أن علاقته مع الجناح اليميني للمستوطنين متوترة، فقد توقعوا مساعدة أكبر من وزير "الدفاع"(الحرب) الذي كان يفترض أن يكون واحدا منهم. لكن يعلون وجد نفسه مقيدا باعتبارات سياسية (العلاقات بالولايات المتحدة) وقضائية (اعاقات قانونية)، والآن هو يجب أن يتصالح معهم. يمكن أنه بسبب هذه الامور فإن يعلون عاد وانتقد الادارة الامريكية.
2014-12-11