ارشيف من :آراء وتحليلات
الجيش اللبناني هدف أول للتكفيريين
لم يكن متوقعاً أن يؤدي استمرار استهداف الجيش اللبناني، وسقوط المزيد من الشهداء في صفوفه، الى صحوة وطنية لدى بعض الطبقة السياسية في لبنان. ومع أنه في أعقاب سقوط كل عسكري شهيد تشهد الساحة اللبنانية هبة تضامن، لكن لا تلبث أن تخمد ثم ينشغل الطاقم السياسي ومعه الرأي العام بقضايا وتحديات لاحقة.
هذا الواقع المؤلم، يجعل وصف ما يجري وبالتعابير التي تعكس الواقع، أكثر من عملية تذكير. بل كشفا عن حقائق يراد طمسها، خاصة أن هناك محاولة للتعامل مع الاحداث المتوالية كما لو أن لكل منها أسبابها الخاصة.
لا تكمن خطورة الاعتداءات التي يتعرض لها الجيش، فقط في اختطاف جنوده وسقوط شهدائه، بل ايضا بتقديم الدولة عاجزة أمام بضع مئات من المسلحين الارهابيين، وبتهشيم هيبتها والمس بسيادتها. وهو أمر لو تكرس لشكل بابا ومدخلا لما هو أخطر على لبنان وشعبه.
يكشف التنوع في اساليب الاستهداف التي تعتمدها الجماعات الارهابية عن أن ما يتعرض له الجيش هو حرب مفتوحة فعلية. مع ذلك تحرص جهات سياسية لبنانية على الا تبدو هذه الحرب على حقيقتها، أمام الشعب اللبناني. اذ يتم ربط كل حادثة بسياقات تفصيلية وجزئية. كما لو أن كل محطة من محطات المواجهة كانت نتيجة اعتقال هذا الارهابي هنا، أو مصادرة مخازن اسلحة هناك.. وهكذا يتم التعامل مع كل حادثة، كما لو انها معزولة عما سبقها وعما يخطط لاحقا..
وتهدف هذه المقاربة السياسية الاعلامية الى طمس حقيقة ان هذه المواجهات ترجمة لخطة تنطلق من رؤية محددة للواقع اللبناني وتستند الى رهانات منها ما يتصل بأداء (بعض) الطبقة السياسية في لبنان.. وباتجاه اهداف تتصل بنظرتهم إلى موقع لبنان في سلم اهدافهم الاستراتيجية، ولما يفترضون له من دور مرسوم في الخطة العامة التي تشمل المنطقة.
وباطلالة عابرة على موقع طرابلس البحري نكتشف خلفية المواجهة التي شهدتها المدينة وعلاقتها بالمخطط الاوسع الذي يتطلب توفير منفذ بحري..
واطلالة اخرى على موقع عرسال وجرودها من الساحة السورية، يتضح الموقع والدور الذي يهدف التكفيريين الى فرضه بل تكريسه، خاصة أن هذا الامر بات ملحا كبديل عن القصير والقلمون..
ولا يحتاج المراقب الى أن يكون خبيرا عسكريا، كي يدرك المسار الذي يسلكه تخطيط واعداد واستطلاع وتنفيذ كل اعتداء تعرض له الجيش.. مع ما يؤشر اليه ذلك لكون استهداف الجيش يحتل رأس أولويات الجماعات التكفيرية.
أما ما يُوحى به أو يلمح اليه بأن الجيش ليس هدفهم الاول، وانما هو من يضع نفسه في مواجهتهم ليس سوى جزء من عدة الشغل الاعلامي.
والهدف من ذلك حشر الجيش بين خيارين:
إما الغاء نفسه كقوة مسؤولة ومؤتمنة على حماية لبنان وشعبه..
أو مواصلة استهدافه تحت شعار مزيف يضع الجيش في موقع المعتدي، واعتداءات الارهابيين في موقع الرد.
وبعبارة اخرى هم يقولون له إما ان تنتحر عبر التخلي عن رسالتك ومسؤوليتك، أو أن ننحرك نحن.
ثم بعد ذلك، يأتي من يقول بأن الجيش اللبناني هو من استفز هؤلاء الارهابيين، عبر ملاحقتهم واعتقالهم. وما هذه المقولات إلا جزء من خطة تقوم على ضرورة تقديم اعتداءات التكفيريين على أنها في موقع الرد على الاخرين، وليست في موقع الاعتداء الابتدائي.
لكن الحقيقة أن استهداف الجيش اللبناني هو جزء من استراتيجيتهم العالمية التي يطبقونها في كل ساحة يتحركون عليها. وتقوم على ضرب مفاصل الدولة المركزية وعناصر قوتها. وفي حال لم تسمح لهم الظروف باسقاط النظام واقامة سلطتهم التي يطمحون اليها، فإن خيارهم البديل، كما أعلن ايمن الظواهري في احدى خطاباته العلنية، يتمثل باضعاف السلطة المركزية في كل بلد، والعامود الفقري لكل دولة تتمثل بمؤسستها العسكرية.
ويبدو أن هدفهم من هذه الاستراتيجية فرض واقع سياسي – أمني يوفر لهم هامشا أوسع من حرية الحركة. والتموضع بما يسمح لهم بالتجذر والتمدد وبناء القوة.
هذه الحقائق والتقديرات تعني، للأسف، أن الأسوأ ما زال أمامنا، على الأقل وفقا لما يخططون له (بغض النظر إن كان سينجح أم لا).
من هنا نلاحظ أن مسار الاعتداءات التي تعرض لها الجيش كانت في مسار تصاعدي. وبلحاظ الذهنية التي يختزنونها، وسوابقهم في البلاد الاخرى، ينبغي عدم استبعاد فرضية أنهم يعدون ويخططون لسيناريو أشد قسوة.
في كل الاحوال، تبقى الحقيقة التي ينبغي الصدع بها، أن أحد أهم عناصر قوة الارهابيين، تكمن في رهاناتهم الناجحة على الدور الذي تلعبه بعض القيادات السياسية عبر فرض القيود على المؤسسة العسكرية، بما يمنعها من القيام بما يقوم به كل جيش وطني ضد ارهابيين يحتلون جزء من وطنه ويحتجزون عناصر من قواته المسلحة ويهددون المواطنين.
الجيش اللبناني هدف اول للتكفيريين
هذا الواقع المؤلم، يجعل وصف ما يجري وبالتعابير التي تعكس الواقع، أكثر من عملية تذكير. بل كشفا عن حقائق يراد طمسها، خاصة أن هناك محاولة للتعامل مع الاحداث المتوالية كما لو أن لكل منها أسبابها الخاصة.
لا تكمن خطورة الاعتداءات التي يتعرض لها الجيش، فقط في اختطاف جنوده وسقوط شهدائه، بل ايضا بتقديم الدولة عاجزة أمام بضع مئات من المسلحين الارهابيين، وبتهشيم هيبتها والمس بسيادتها. وهو أمر لو تكرس لشكل بابا ومدخلا لما هو أخطر على لبنان وشعبه.
يكشف التنوع في اساليب الاستهداف التي تعتمدها الجماعات الارهابية عن أن ما يتعرض له الجيش هو حرب مفتوحة فعلية. مع ذلك تحرص جهات سياسية لبنانية على الا تبدو هذه الحرب على حقيقتها، أمام الشعب اللبناني. اذ يتم ربط كل حادثة بسياقات تفصيلية وجزئية. كما لو أن كل محطة من محطات المواجهة كانت نتيجة اعتقال هذا الارهابي هنا، أو مصادرة مخازن اسلحة هناك.. وهكذا يتم التعامل مع كل حادثة، كما لو انها معزولة عما سبقها وعما يخطط لاحقا..
وتهدف هذه المقاربة السياسية الاعلامية الى طمس حقيقة ان هذه المواجهات ترجمة لخطة تنطلق من رؤية محددة للواقع اللبناني وتستند الى رهانات منها ما يتصل بأداء (بعض) الطبقة السياسية في لبنان.. وباتجاه اهداف تتصل بنظرتهم إلى موقع لبنان في سلم اهدافهم الاستراتيجية، ولما يفترضون له من دور مرسوم في الخطة العامة التي تشمل المنطقة.
وباطلالة عابرة على موقع طرابلس البحري نكتشف خلفية المواجهة التي شهدتها المدينة وعلاقتها بالمخطط الاوسع الذي يتطلب توفير منفذ بحري..
واطلالة اخرى على موقع عرسال وجرودها من الساحة السورية، يتضح الموقع والدور الذي يهدف التكفيريين الى فرضه بل تكريسه، خاصة أن هذا الامر بات ملحا كبديل عن القصير والقلمون..
ولا يحتاج المراقب الى أن يكون خبيرا عسكريا، كي يدرك المسار الذي يسلكه تخطيط واعداد واستطلاع وتنفيذ كل اعتداء تعرض له الجيش.. مع ما يؤشر اليه ذلك لكون استهداف الجيش يحتل رأس أولويات الجماعات التكفيرية.
أما ما يُوحى به أو يلمح اليه بأن الجيش ليس هدفهم الاول، وانما هو من يضع نفسه في مواجهتهم ليس سوى جزء من عدة الشغل الاعلامي.
والهدف من ذلك حشر الجيش بين خيارين:
إما الغاء نفسه كقوة مسؤولة ومؤتمنة على حماية لبنان وشعبه..
أو مواصلة استهدافه تحت شعار مزيف يضع الجيش في موقع المعتدي، واعتداءات الارهابيين في موقع الرد.
وبعبارة اخرى هم يقولون له إما ان تنتحر عبر التخلي عن رسالتك ومسؤوليتك، أو أن ننحرك نحن.
ثم بعد ذلك، يأتي من يقول بأن الجيش اللبناني هو من استفز هؤلاء الارهابيين، عبر ملاحقتهم واعتقالهم. وما هذه المقولات إلا جزء من خطة تقوم على ضرورة تقديم اعتداءات التكفيريين على أنها في موقع الرد على الاخرين، وليست في موقع الاعتداء الابتدائي.
لكن الحقيقة أن استهداف الجيش اللبناني هو جزء من استراتيجيتهم العالمية التي يطبقونها في كل ساحة يتحركون عليها. وتقوم على ضرب مفاصل الدولة المركزية وعناصر قوتها. وفي حال لم تسمح لهم الظروف باسقاط النظام واقامة سلطتهم التي يطمحون اليها، فإن خيارهم البديل، كما أعلن ايمن الظواهري في احدى خطاباته العلنية، يتمثل باضعاف السلطة المركزية في كل بلد، والعامود الفقري لكل دولة تتمثل بمؤسستها العسكرية.
ويبدو أن هدفهم من هذه الاستراتيجية فرض واقع سياسي – أمني يوفر لهم هامشا أوسع من حرية الحركة. والتموضع بما يسمح لهم بالتجذر والتمدد وبناء القوة.
هذه الحقائق والتقديرات تعني، للأسف، أن الأسوأ ما زال أمامنا، على الأقل وفقا لما يخططون له (بغض النظر إن كان سينجح أم لا).
من هنا نلاحظ أن مسار الاعتداءات التي تعرض لها الجيش كانت في مسار تصاعدي. وبلحاظ الذهنية التي يختزنونها، وسوابقهم في البلاد الاخرى، ينبغي عدم استبعاد فرضية أنهم يعدون ويخططون لسيناريو أشد قسوة.
في كل الاحوال، تبقى الحقيقة التي ينبغي الصدع بها، أن أحد أهم عناصر قوة الارهابيين، تكمن في رهاناتهم الناجحة على الدور الذي تلعبه بعض القيادات السياسية عبر فرض القيود على المؤسسة العسكرية، بما يمنعها من القيام بما يقوم به كل جيش وطني ضد ارهابيين يحتلون جزء من وطنه ويحتجزون عناصر من قواته المسلحة ويهددون المواطنين.