ارشيف من :آراء وتحليلات

أسباب الأزمة بين المغرب ومصر

أسباب الأزمة بين المغرب ومصر
يرى جانب هام من الخبراء والمحللين بأن من أسباب الأزمة المغربية المصرية هو التقارب الحاصل في الآونة الأخيرة بين القاهرة والجزائر. فالأخيرة ساهمت في إرجاع مصر ونظامها الجديد إلى حظيرة الإتحاد الإفريقي بعد أن تم تجميد عضويتها بعد إطاحة الفريق عبد الفتاح السيسي بحكم الإخوان.

فللجزائر نفوذ واسع في هذا التجمع الإقليمي للقارة السمراء بفعل مساهمتها الضخمة في ميزانيته ووجود ديبلوماسييها وموظفي خارجيتها بشكل كثيف في مختلف دوائره ومؤسساته. فالجزائر هي التي دفعت في وقت سابق منظمة الوحدة الإفريقية كما كانت تسمى إلى الإعتراف بدولة الصحراء الغربية ما دفع المغرب إلى الإنسحاب من هذا التجمع الإقليمي.

الملف الليبي

كما يرى جانب من المحللين بأن القاهرة بصدد التقرب من الجزائر لدفعها على مد العون في الملف الليبي الذي لا تبدو مصر قادرة على حله بصورة منفردة. 

أسباب الأزمة بين المغرب ومصر
مصر والمغرب

فالرئيس بوتفليقة وفريقه ووفقا لتأكيدات مصادر ليبية يحاولون الوقوف على الحياد بين فريقي الصراع في ليبيا رغم ما يردده البعض خطأ ودون أدلة من مساندة الجزائر لجماعة طبرق أو لقوات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس.

وتدرك القاهرة أكثر من غيرها بأنه يصعب حل هذا الملف الشائك بل يستحيل دون مشاركة دول جوار ليبيا جميعا وكذا المجتمع الدولي وخصوصا الجزائر التي تمتلك مؤسسة عسكرية قوية مدججة بأعتى أنواع الأسلحة والعتاد ولديها خبرة واسعة في مجال مكافحة الإرهاب. ويبدو لكثير من المحللين بأن هذا التقارب بين البلدين يزعج المملكة المغربية التي رد إعلامها الفعل على ما يحصل معتبرا أن ما قامه عبد الفتاح السيسي في مصر لا يعدو أن يكون إلا انقلابا على الشرعية.

حملة ممنهجة

في المقابل فإن جانبا من الإعلام المصري يشن حربا شعواء على المغرب استعمل فيها المباح وغيره. ويبدو للكثير من المحللين بأنها حملة ممنهجة وغير عفوية تأتي في إطار الرد المصري على موقف المغرب المفاجئ المساند للتنظيم الإخواني.

كما قام بعض الإعلاميين المصريين بزيارة الجزائر والتحول منها إلى مخيمات الصحراويين في تندوف بدعوة من بعض الناشطين الصحراويين ثم عادوا إلى القاهرة وأصدروا كتابا عن مشاهداتهم. ورأى الإعلام المغربي في ما أبداه الصحفيون المصريون من آراء في هذا الكتاب انحيازا لموقف الجزائر من قضية الصحراء.

زيارة اسطنبول

وبحسب المحللين فان السبب في هذا التنافر بين المغرب ومصر هو التقارب الجديد الحاصل بين الرباط وأنقرة والذي تدعم بالزيارة الأخيرة للملك المغربي محمد السادس إلى تركيا والتي تمخضت عنها اتفاقيات بين البلدين. ويطمح المغرب إلى مزيد التعاون مع الأتراك خاصة وأن العلاقات بين البلدين وحجم المبادلات التجارية ليس في مستوى المأمول رغم أهمية البلدين كل في محيطه الإقليمي.

ومعلوم أن تركيا كانت من أشد المساندين لنظام الرئيس المطاح به في مصر محمد مرسي وأنها رفضت عملية الإطاحة ووصفتها رسميا بالإنقلاب، وهي مازالت إلى اليوم لا تعترف بنظام الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي. ومن غير المستبعد بحسب هؤلاء المحللين أن يسعى المغاربة إلى التقرب من أردوغان من خلال إثارة الملف المصري والتعبير صراحة عن موقفه غير المساند لنظام الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي.  

ولعل ما يدعم هذه الشكوك هو هذا التغير الحاصل في موقف المغرب. فالرباط كانت تساند في البداية ما شهدته مصر وسارعت إلى تهنئة السيسي بعد انتخابه رئيسا، لكنها فجأة أصبحت تعتبر ما حصل انقلابا وأن السيسي مغتصب للسلطة ما يعني دعما لشرعية الإخوان والرئيس المطاح به محمد مرسي.
2015-01-09