دعا وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان "اليهود" للمجيء إلى "إسرائيل"، وقال في مقابلة مع موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" إثر مشاركته في المسيرة الحاشدة التي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس "ضد الإرهاب"، إنه لمس "الكثير من التضامن الكامل مع ضحايا مجلة شارلي إيبدو في مقابل اللامبالاة بقتلى المتجر اليهودي".


وتحدث ليبرمان مع مسؤول الأمن في الجالية "اليهودية" بالعاصمة الفرنسية، وأخبره الأخير عن قلقه من جراء التأييد الذي تلقاه منفذ الهجوم على المتجر "اليهودي" أميدي كوليبالي في شبكات التواصل الاجتماعي والذي أسفر الجمعة الماضية عن مقتل أربعة "يهود".

وأشار المسؤول الأمني إلى أن "هناك آلاف التغريدات المؤيدة لكوليبالي والتي يؤكد فيها المعلقون عزمهم تسمية أبنائهم على اسم منفذ الهجوم".

ووفقا لأقوال ليبرمان فقد طلبت "إسرائيل" من فرنسا رسمياً إعادة تحديث وتشديد الإجراءات الأمنية حول المدارس والمؤسسات "اليهودية"، لافتة إلى أن حوادث عديدة وقعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة ضد أهداف "يهودية" في أوروبا أبرزها في طولوز وبروكسل وباريس".

وقال ليبرمان إن "على أوروبا وفرنسا بشكل خاص تغيير سلم الأولويات، فالأوروبيون لم يستوعبوا بعد مشكلتهم الأساسية، ونحن على تواصل مع الفرنسيين فيما يتعلق بالحرب ضد الجهاديين".
 
أما بخصوص الهجرة "اليهودية" من فرنسا، فدعا وزير الخارجية "الإسرائيلي" جميع "اليهود للإنتقال للعيش في إسرائيل.. فقد وصلنا إلى ذروة هجرة يهود فرنسا لكن ذلك ليس كافيا.. ففي عام 2014 وصل لإسرائيل 7000 مهاجرا فرنسياً".

وأضاف أنه "في الأسبوع الأخير والأيام الماضية قررنا زيادة عدد موظفينا في السفارات والممثليات "الإسرائيلية" الخاصة باستيعاب المهاجرين، ويوجد لـ"إسرائيل" الكثير مما يجب القيام به عشية ذلك، كتحويل الأموال ومعادلة الشهادات، على سبيل المثال.. حيث تسعى وزارة الاستيعاب لإزالة جميع الحواجز البيروقراطية في هذا المجال".
 
فرنسا ترد على ليبرمان

من جهتها ردّت فرنسا على لسان رئيس وزرائها مانويل فالس، على دعوة ليبرمان لليهود بالهجرة إلى "اسرائيل" بالقول إن "مكان يهود فرنسا هو فرنسا".

وتحدثت وسائل إعلام "إسرائيلية" عن أن فرنسا غاضبة من دعوات المسؤولين "الإسرائيليين" لـ"اليهود" إلى الهجرة إلى "إسرائيل"، ونقلت عن مصادر فرنسية رفيعة قولها إنها تُعد "خطوة فظة ووقحة".


ونقلت وسائل اعلام "اسرائيلية" عن رئيس مجلس المؤسسات التابعة لـ"اليهود" في فرنسا روجر كوكير قوله إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تعهد بحماية المؤسسات "اليهودية" والكنس في فرنسا من قبل الجيش "في حال الضرورة"، بالتعاون مع الشرطة أيضاً.
 
وإستقبلت الرئاسة الفرنسية عدداً كبيراً من ممثلي الطائفة "اليهودية" في فرنسا، الذين طالبوها بتعزيز إجراءات الحماية.

وأوضح كوكير في هذا الإطار أنه من بين المواضيع التي تمت مناقشتها مراقبة "الشبكات الاجتماعية" أو القنوات التلفزيونية الفضائية التي "تبث عبرها رسائل معادية للسامية"، ويجب اتخاذ إجراءات جزائية ضدها. قائلاً إنه "مع احترام قرار اليهود الراغبين في الرحيل إلى إسرائيل علينا أن نحارب في فرنسا كل أعداء اليهودية".

وسائل اعلام "اسرائيلية" كشفت عن أن الجدل حول هجرة "يهود" فرنسا إلى "اسرائيل" ليس جديداً، ففي تشرين الأول من العام 2012 وبعد أشهر على الهجوم الذي قام به محمد مراح والذي قتل بنتيجته عسكريون من أصول مغاربية ويهود في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا، طالب نتنياهو "يهود فرنسا بالمجيء إلى إسرائيل"، فردّ حينها الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرنسوا هولاند بالقول إن "مكان يهود فرنسا هو فرنسا"، متعهدا "بملاحقة معادي السامية والقضاء عليهم".

وذكرت أن نتنياهو كلف لجنة وزارية ببحث سبل تشجيع هجرة "اليهود" الفرنسيين والأوروبيين إلى "إسرائيل"، خلال الأسبوع الجاري. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية "الإسرائيلية" عيمانويل نحشون إن ليبرمان اجتمع مع مسؤولين في وزارته وآخرين في أجهزة الأمن "لمناقشة تعزيز الروابط مع زعماء الجالية اليهودية في فرنسا".

ويشكل "يهود فرنسا"، الذين يقدر عددهم بنحو 500 إلى 600 ألف شخص، أكبر حشد "يهودي" في أوروبا والثالث في العالم بعد "اسرائيل" والولايات المتحدة. ومنذ عام 1948 هاجر أكثر من تسعين ألف يهودي من فرنسا إلى "إسرائيل"، على ما أوردت وسائل اعلام "اسرائيلية".