ارشيف من :نقاط على الحروف
إرهابي ينادي لا للإرهاب في تظاهرة زعماء الإرهاب
نشرت أسبوعية "شارلي إيبدو" في اخر عدد لها غلافاً يحتوي على رسم للنبي محمد (ص) دامع العينين ويحمل لوحة عليها عبارة "أنا شارلي" وتحتها عنوان يقول: "الكل مغفور له".. وقد وصلت عدد النسخ المباعة من الأسبوعية إلى ثلاثة ملايين نسخة وذلك بسبب الطلب المتزايد على أول طبعة بعد الهجوم الذي استهدف مقرها في 7 كانون الثاني / يناير 2015.
يبدو من خلال هذه المعطيات ، أن "شارلي إيبدو" بدأت تستغل مقتل عدد من موظفيها ورساميها لكسب المزيد من الانتشار، وهي التي لا يتجاوز عدد قرائها نحو ستين ألف في المعتاد، من بينهم أربعة آلاف من الأجانب. يضاف إلى ذلك منح "شارلي إيبدو" جائزة "دانييل بيرل للشجاعة والنزاهة الصحفية" في دورة العام 2015، وأعلن رئيس نادي الصحافة في لوس أنجلوس "روبرت كوفاسيك" إن "أي عمل إرهابي لا يمكنه أن يوقف حرية التعبير"، ومنح هذه الجائزة "هو رسالة قوية في هذا المعنى".
مسيرة زعماء الإرهاب
لا شك في أن "شارلي إيبدو" ستستمر في سياستها التي بدأتها منذ نحو 22 عاماً في نشر رسوم كاريكاتورية ساخرة من الأديان، ولا سيما الإسلام، ولم يخلُ أي عدد لها من رسوم من هذا النوع، في تحدًّ وقح للمعتقدات الدينية تحت شعار "حرية الرأي"، لا بل إن المسيرات الداعمة لها في فرنسا ومدن أخرى في العالم قد ساهمت بشكل فاعل في إصرار مسؤوليها على المضي في إثارة الجماهير على نحو سلبي دون احتساب العواقب التي قد تنشأ من جرّاء ازدراء الأديان ورموزها المقدّسة، على الرغم من أن عدد المشاركين في كل هذه المسيرات مجتمعة لم يتجاوز الأربع ملايين شخص.
ولعل ما يدفع إلى الاستفزاز أكثر المسيرة التي أقيمت في باريس وشارك فيها حوالى 50 من قادة العالم، وتصدّر الصف الأول فيها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فضلاً عن ممّثلين عن عدد من الدول العربية والإسلامية، ولم تأتِ هذه المسيرة لتدعم الأسبوعية الساخرة فحسب بل استنكاراً لمقتل أربعة من اليهود الفرنسيين في الهجوم الذي استهدف مكاتبها، وضمّت جمعاً من رؤساء أكثر الدول إرهاباً واحتلالاً في تاريخ البشرية، وهنا بيت القصيد.
الجزّار والضحية
اعتاد رؤساء الدول الغربية - أرباب الإرهاب - أن يطلقوا تصريحاتهم ويشنوا حملاتهم تحت عنوان "محاربة الارهاب"، وكان المسلمون والدين الاسلامي في مرمى الاستهداف سعياً إلى تكريس مبدأ "الاسلاموفوبيا" لدى الشعوب، لكن أن نرى نتنياهو وعباس يسيران في صف واحد في مسيرة دعم "حرية الرأي" وتحت شعار "أنا شارلي" فهذه هي المهزلة بعينها، فكيف يجتمع الجزّار والضحية في موقع واحد؟ كيف يمكن فهم مشاركة واحد من أكبر الإرهابيين في تاريخ الانسانية في مسيرة يشاركه فيها رئيس أكثر شعب عانى من جرائم هذا الإرهابي؟
هل من المفترض تعداد أو استذكار جرائم نتنياهو وحكومته وجيشه ومستوطنيه بحق الشعوب العربية ولا سيما في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا؟ هل من المفترض استحضار تاريخ "إسرائيل" وحاضرها في ارتكاب المجازر منذ ما قبل العام 1948 وحتى اليوم؟ ألم يستحضر أحد من قادة الدول المشاركين في المسيرة ومن ضمنهم محمود عباس مشاهد الطفل محمد الدرة والرضيعة إيمان حجو وغيرهما الكثير من الأطفال في فلسطين برصاص جنود الاحتلال بدم بارد؟ أين ذاكرة العالم من المجازر الإسرائيلية في حولا والطيبة وقانا والضاحية الجنوبية وسائر القرى في الجنوب والبقاع؟ هل استحضر هؤلاء المشاركون آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين لا يزالون يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية؟ لا حاجة لسرد المزيد.
ماذا بعد 11 أيلول باريس؟
إن أي اعتداء وقتل للأبرياء مرفوض تحت أي عنوان كان دون مبرّر، ولكن في المقابل لا يمكن السماح بإهانة أي معتقد ديني تحت عنوان "حرية الرأي" لأن السخرية من الأنبياء والكتب السماوية على طريقة "شارلي إيبدو" لا تندرج ضمن أي من معاني "حرية الرأي"، والحادث الذي وقع في باريس على أيدي من يدّعون الانتساب إلى الاسلام والدفاع عنه يرسم الكثير من علامات الاستفهام حول توقيت الهجوم وضحاياه والمسارعة إلى استغلاله للترويج لإمارة جديدة للجماعات التكفيرية، فضلاً عن ردة الفعل والتظاهرة الدولية الملفتة في باريس، ليبدو الحدث وكأنه محاكاة لأحداث 11 أيلول / سبتمبر.
ليست المرة الأولى التي تنشر فيه أسبوعية "شارلي" رسوماً ساخرة من هذا النوع، وليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها هذه الجريدة لهجوم من هذا النوع، ولكن الفارق أن هذه المرة سقط عدد أكبر من القتلى. وسبق لها أن نشرت رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد (ص) في أيلول / سبتمبرعام 2012، وتعرّضت لهجوم بقتبلة حارقة، وعلّق مديرها على ذلك بالقول: "إن هذه الرسوم قد تصدم الذين يريدون أن يصدموا عبر قراءة صحيفة لا يقرأونها على الإطلاق".
يبدو من خلال هذه المعطيات ، أن "شارلي إيبدو" بدأت تستغل مقتل عدد من موظفيها ورساميها لكسب المزيد من الانتشار، وهي التي لا يتجاوز عدد قرائها نحو ستين ألف في المعتاد، من بينهم أربعة آلاف من الأجانب. يضاف إلى ذلك منح "شارلي إيبدو" جائزة "دانييل بيرل للشجاعة والنزاهة الصحفية" في دورة العام 2015، وأعلن رئيس نادي الصحافة في لوس أنجلوس "روبرت كوفاسيك" إن "أي عمل إرهابي لا يمكنه أن يوقف حرية التعبير"، ومنح هذه الجائزة "هو رسالة قوية في هذا المعنى".
مسيرة زعماء الإرهاب
لا شك في أن "شارلي إيبدو" ستستمر في سياستها التي بدأتها منذ نحو 22 عاماً في نشر رسوم كاريكاتورية ساخرة من الأديان، ولا سيما الإسلام، ولم يخلُ أي عدد لها من رسوم من هذا النوع، في تحدًّ وقح للمعتقدات الدينية تحت شعار "حرية الرأي"، لا بل إن المسيرات الداعمة لها في فرنسا ومدن أخرى في العالم قد ساهمت بشكل فاعل في إصرار مسؤوليها على المضي في إثارة الجماهير على نحو سلبي دون احتساب العواقب التي قد تنشأ من جرّاء ازدراء الأديان ورموزها المقدّسة، على الرغم من أن عدد المشاركين في كل هذه المسيرات مجتمعة لم يتجاوز الأربع ملايين شخص.
ولعل ما يدفع إلى الاستفزاز أكثر المسيرة التي أقيمت في باريس وشارك فيها حوالى 50 من قادة العالم، وتصدّر الصف الأول فيها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فضلاً عن ممّثلين عن عدد من الدول العربية والإسلامية، ولم تأتِ هذه المسيرة لتدعم الأسبوعية الساخرة فحسب بل استنكاراً لمقتل أربعة من اليهود الفرنسيين في الهجوم الذي استهدف مكاتبها، وضمّت جمعاً من رؤساء أكثر الدول إرهاباً واحتلالاً في تاريخ البشرية، وهنا بيت القصيد.
ارهابي ينادي لا للارهاب
الجزّار والضحية
اعتاد رؤساء الدول الغربية - أرباب الإرهاب - أن يطلقوا تصريحاتهم ويشنوا حملاتهم تحت عنوان "محاربة الارهاب"، وكان المسلمون والدين الاسلامي في مرمى الاستهداف سعياً إلى تكريس مبدأ "الاسلاموفوبيا" لدى الشعوب، لكن أن نرى نتنياهو وعباس يسيران في صف واحد في مسيرة دعم "حرية الرأي" وتحت شعار "أنا شارلي" فهذه هي المهزلة بعينها، فكيف يجتمع الجزّار والضحية في موقع واحد؟ كيف يمكن فهم مشاركة واحد من أكبر الإرهابيين في تاريخ الانسانية في مسيرة يشاركه فيها رئيس أكثر شعب عانى من جرائم هذا الإرهابي؟
هل من المفترض تعداد أو استذكار جرائم نتنياهو وحكومته وجيشه ومستوطنيه بحق الشعوب العربية ولا سيما في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا؟ هل من المفترض استحضار تاريخ "إسرائيل" وحاضرها في ارتكاب المجازر منذ ما قبل العام 1948 وحتى اليوم؟ ألم يستحضر أحد من قادة الدول المشاركين في المسيرة ومن ضمنهم محمود عباس مشاهد الطفل محمد الدرة والرضيعة إيمان حجو وغيرهما الكثير من الأطفال في فلسطين برصاص جنود الاحتلال بدم بارد؟ أين ذاكرة العالم من المجازر الإسرائيلية في حولا والطيبة وقانا والضاحية الجنوبية وسائر القرى في الجنوب والبقاع؟ هل استحضر هؤلاء المشاركون آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين لا يزالون يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية؟ لا حاجة لسرد المزيد.
ماذا بعد 11 أيلول باريس؟
إن أي اعتداء وقتل للأبرياء مرفوض تحت أي عنوان كان دون مبرّر، ولكن في المقابل لا يمكن السماح بإهانة أي معتقد ديني تحت عنوان "حرية الرأي" لأن السخرية من الأنبياء والكتب السماوية على طريقة "شارلي إيبدو" لا تندرج ضمن أي من معاني "حرية الرأي"، والحادث الذي وقع في باريس على أيدي من يدّعون الانتساب إلى الاسلام والدفاع عنه يرسم الكثير من علامات الاستفهام حول توقيت الهجوم وضحاياه والمسارعة إلى استغلاله للترويج لإمارة جديدة للجماعات التكفيرية، فضلاً عن ردة الفعل والتظاهرة الدولية الملفتة في باريس، ليبدو الحدث وكأنه محاكاة لأحداث 11 أيلول / سبتمبر.
ليست المرة الأولى التي تنشر فيه أسبوعية "شارلي" رسوماً ساخرة من هذا النوع، وليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها هذه الجريدة لهجوم من هذا النوع، ولكن الفارق أن هذه المرة سقط عدد أكبر من القتلى. وسبق لها أن نشرت رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد (ص) في أيلول / سبتمبرعام 2012، وتعرّضت لهجوم بقتبلة حارقة، وعلّق مديرها على ذلك بالقول: "إن هذه الرسوم قد تصدم الذين يريدون أن يصدموا عبر قراءة صحيفة لا يقرأونها على الإطلاق".