ارشيف من :آراء وتحليلات
سباق التسلح الإيراني – الإسرائيلي :
نيكول يونس
"إن فرصة تأمين أنفسنا ضد الهزيمة في أيدينا، لكن فرصة قهر العدو يقدمها العدو نفسه." خلاصة مقتضبة من المعلم "سان تزو". فإذا ما قورن التخبط العسكري الصهيوني، في انتكاسات تجارب تسلّحه المتتالية مع نهاية العام المنصرم ، وَالصورةَ الصلبة التي يحاول ترويجها ، نجده لا محالة يزرع بذور الهزيمة المعنوية لنفسه بنفسه. آخرها خيبة " حيتس 3" ، الطبقة الأعلى من منظومة الدرع الصاروخية (ذات الأربع مستويات). وهي فرصتهم اليتيمة في التصدي للصواريخ البالستية الإيرانية متوسطة المدى. المنظومة هذه ، هي الأكثر كلفة في تاريخ الكيان الصهيوني. فقد بلغت تكلفتها حتى اليوم ما يعادل 2.2 مليار دولار أمريكي ، دفعت الولايات المتحدة الامريكية 80% منها .
في حين قابلها منذ أيام واحدة من أضخم المناورات العسكرية "البرية البحرية الجوية" الإيرانية على مساحة مليوني و مئتي كيلومتر مربع . من مضيق هرمز إلى خليج عدن و أجزاء من المحيط الهندي بنجاح.
فبينما يقدم الإيرانيون أجود مناوراتهم ، مختبرين أحدث أسلحتهم الاستراتيجية المصنوعة "بأيديهم". تجرّ التجارب الصهيونية - الأمريكية المشتركة، ذيول خيباتها المتراكمة والمتجددة، في ظرف زمني قصير لم يتعدَّ الأشهر الثلاث.
خيبة "حيتس 3" :
من قاعدة وحدة التجارب الصاروخية ، قاعدة "بلماخيم" لسلاح الجو، (حيث نُصبت واحدة من أربع بطاريات ال "حيتس" المفترضة) كان يجب أن تتم التجربة النهائية لصاروخ "حيتس 3" الاعتراضيّ ، مُدخلةً بنجاحها واحدة من أهم منظومات الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ ، في الخدمة الفعلية.
وصل خصيصاً لحضور عملية الاستعراض النوعي هذه، مسؤولون متخصصون وموفدون من وزارة الحرب الأمريكية ، وكذا من شركة "بوينغ" ، شركاء الصناعات الجوية "الإسرائيلية" في تطوير وإنتاج منظومة "حيتس 3" . إلى جانب شركات "ألتا" و"إلبيت" و"إليسرا" ، ليشاهدوا تجربة الاعتراض النهائية بعد أن مُنيت التجربة السابقة في أيلول/ سبتمبر بالخيبة و بحضور وفد أمريكي رسمي أيضاً. كان من المخطط لهذا الدرع الصاروخي أن يحمي الكيان الصهيوني من "شهاب 3" الإيراني بشكل أساسي.
استعدت الوكالات لتغطية أحدث تطويرتسَلُّحي تكنولوجي اسرائيلي/ أمريكي مشترك. كما انتظر الصهاينة حاميهم ومخلصهم "حيتس 3" الأعلى ، من التهديد الباليستي الإيراني.
و"حيتس 3" – أي "السهم 3" بالعبرية - هو عملياً الجيل الثالث الأكثر تحديثاً في كل منظومة الدرع الصاروخي التي من شأنها حماية سماء الكيان الصهيوني. وبحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في وزارة الحرب الصهيونية : " إنها - (أي منظومة حيتس 3) - تجعل "إسرائيل" أكثر دول العالم حماية من الهجمات الصاروخية ".
" و بامكانها تدمير الصواريخ الباليستية المعادية خارج الغلاف الجوي كصواريخ " شهاب 3 " الايرانية.
وبحسب مصممي المنظومة سيكون "حيتس 3" قادراً على اسقاط الصواريخ البالستية الإيرانية قبل وصولها إلى المجال الجوي المحتل. أي عملياً من المفترض ان تتم عملية الاعتراض فوق العراق وحتى قبل وصولها إلى الأردن.
أعلنت المصادر الرسمية الصهيونية نجاح تجربة الصاروخ الاعتراضي وتمكنه من اعتراض الصاروخ الهدف، لكن تبيَّن بعد أقل من ساعة أن البيان كاذب.
فواقع التجربة "النهائية" تلك كان أقل احتفاليةً من المُنتظر. أعلنت وكالة "رويترز" عبر مصدر رفيع المستوى من المشاركين ( رفض التصريح باسمه ) ان "التجربة فشلت" لأن رادار الصاروخ لم ينحج في الإطباق على الهدف. و "أن العدّ التنازلي للإطلاق بدأ ، لكن شيئاً بعد ذلك لم يحدث."
ثم أعلنت القناة الثانية العبرية على موقعها الالكتروني بأن صاروخ "حيتس 3 " لم ينطلق أساساً لاعتراض ال"أنكور كسوف" الهدف. مسجلاً بالتالي الانكسار الجديد أمام هاجس الباليستي الإيراني متوسط المدى.
هذا و "شهاب 3" أصبح قديماً في العرف العسكري الإيراني. في حين دخل (من القدرات الباليستية الإيرانية المُعلنة ) صاروخ "قدر 110" - "سجيل 2" - و"فجر 3 " ليرفع مستوى السباق إلى مداه الأبعد.
"حيتس" من البداية المتعرجة الى المحاولات "النهائية" الناقصة :
"إن عمل "حيتس" أشبه بمن هو مُطالب بأن يصيب الطلقة الخاصة بحامل المسدس أمامه ، بدلاً من إصابة المسدس نفسه" .
هذه واحدة من أشهر التوصيفات لمنظومة الدرع الصاروخي"حيتس 3" . أطلقها " ارييه ستاف " مدير مركز " اريال للأبحاث السياسية" و مدير تحرير مجلة "نتيف" الإسرائيلية الشهرية المتخصصة في الأبحاث السياسية والإستراتجية.
فتعابير مثل : "غير مجدٍ" . "تبذير" . "لن يكون عليه طلب" . "إخفاق". أصبحت لصيقة بكلمة "حيتس" .
إذ لم يخلق أي مشروع تسلّح جدلاً واعتراضاً في الكيان الصهيوني كالذي خلقه مشروع الدرع الصاروخي "حيتس" منذ مطلع التسعينيات حتى اليوم.
احد المنتقدين للمنظومة الجديدة المدعو د. "رؤوبين بدهتسور" ، قتل في حادث سشير غامض منذ اشهر قليلة . بدهتسور هذا تولى مواقع هامة في الكيان الصهيوني . انه من أهم المحللين العسكريين في الكيان الصهيوني و استاذ محاضر في جامعة تل ابيب والمحلل العسكري الرئيسي في صحيفة هآرتس ومدير مركز غليلي للدراسات الاسراتيجية و الامن القومي . موقفه كان واضحا من المنظومة . كان يجزم ان الاعتراض يستوجب اموالاً طائلة ، تحديداً في ظل مبدأ عمل الاعتراض كما يذكره "داف رفيف" – المدير السابق لمصنع (ملم) التابع للصناعات الجوية و الأب الروحي لصاروخ "حيتس" - : " يتم إطلاق صاروخي "حيتس" ضد صاروخ باليستي واحد، وإذا لم ينجح كلاهما في عملية الإسقاط، يتم إطلاق ثلاثة صواريخ. كل محاولة اعتراض تكلف تسعة ملايين دولا ر أمريكي . على هذه الدلة استند "بدهتسور" ليؤكد منطق "الاسراف" الذي لا يحتمله الكيان الصهيوني لا في زمن الحرب ولا في وقت الهدن المستقطعة.
لم يكتفِ الكيان الصهيوني و شريكه الأمريكي بخيبة أيلول الأولى التي عرّتها محطة ارمافير.ولا بخيبة أيلول الثانية منذ أشهر و محاولة اخفاء السقوط. ثم خيبة كانون الاول / ديسمبر الأخيرة ، بل تتابعت المحاولات لحفظ ماء الوجه عبثاً. فأًجري قبل أيام اختبار "نهائي" ثانٍ للدرع الصاروخي "حيتس 3" من جديد. لكن على غرار التجربتين السابقتين لم يتمكن من اعتراض أي هدف. بل هذه المرة لم يتم إطلاق الصاروخ الهدف "أنكور" (كحول او كسوف) من الطائرات الحربية. وإنما كانت مجرد تجربة ناقصة تضاف إلى السجل، أُطلق فيها "حيتس 3 " باتجاه اللاهدف ، إلى خارج الغلاف الجوي.
وتتابعت الخيبة بإعلان "نجاح" مزيَّف كالعادة من قبل وزارة الحرب الصهيونية. واصفةً التجربة ب "الخطوة الكبيرة إلى الأمام" مدعومة من "نظام الدفاع الجوي الأمريكي لحماية البلاد من إيران و سوريا و حزب الله". تجدر الإشارة إلى أن سعر الصاروخ الواحد ،"حيتس"، يبلغ حوالي ثلاثة مليون دولار.
في توصيف "حيتس 3" و كيفية عمله :
يتكون نظام "حيتس" من ثلاثة أقسام:
أولاً صواريخ "حيتس": هو موازٍ إلى حد كبير لصاروخ الاعتراض الأمريكي SM- 3 الذي يصل مداه إلى 500 كم. و ارتفاع اعتراضه إلى حوالي 250 كم.
صاروخ "حيتس" مؤلف من طبقتين. له محرّك خاص في الطبقة الثانية، يشغّل بعد فصله. وللمحرك فوهة تمنحه قدرة مناورة عالية لتمكينه من استهداف الصاروخ الهدف بشكل مباشر.
تجدر الإشارة إلى ان صاروخ "حيتس" يقوم باعتراض الصاروخ الهدف اعالي الغلاف الجوي. كما يفعل نظام ثاد (THAAD). وتدمير الهدف يكون فقط عبر إصابته بشكل مباشر.
ثانياً نظام التحكم Control System : Golden Citron او ما يعرف ب "الكباد الذهبي" او " Citron tree” اي شجرة الكباد الذهبي و هو " مركز ادارة المعركة. " و الذي يمكنه السيطرة على 14 حالة اعتراض في وقت واحد.
ثالثاً رادار تتبع الهدف : "أورن يروق" أي "الصنوبر الأخضر" – Green Pine. ثم الرادار "أورن أدير" أي "الصنوبر الجبار" - Super Green Pine. الذي يشخص إطلاق الصواريخ عن مدى 1000كم.
والأهم الرادار الامريكي الذكي (في النقب) 2-TPY الذي ينقل المعلومات من رادارات المدمرة AEGIS - ( التي تحمل صواريخ مضادة للصواريخ من نوع 3 -SM ، المخصّصة للاعتراض خارج الغلاف الجوي) - وكذا نقل المعلومات من الطائرات دون طيار المجهزة بالمنظومة المتناسبة.
محاكاة الصاروخ الهدف تأخُّر عن التطوير الإيراني:
إنَّ محاولة استبدال الصاروخ الهدف "أنكور كحول" ب "أنكور كسوف" ، في محاولة لمحاكاة "شهاب 3" ليست ناجعة تماماً.
وال "أنكورين" الأزرق – كحول، و الفضي – كسوف. يتم إنتاجهما بموجب ترخيص في الولايات المتحدة من قبل شركة رايثيون بالتعاون مع مؤسسة رفائيل. بموجب قرار مشترك بعد مؤتمر "إسرائيلي" في مجال الدفاع الصاروخي في أيار- مايو 2010.
يُعتبر "أنكور كسوف" أكبر وأكثر تقدماً من "أنكور كحول". وهو يسمح بالتصوير من مسارات مختلفة لاختراق ومناورة هجمات الصواريخ الباليستيه. مجهز برؤوس حربية مليئة بالمتفجرات لزيادة الفاعلية في محاولة الاعتراض. وفقاً للشركة المصنعة ، فقد تم تصميمه ليشابه " شهاب" الإيراني.
لكن وإن كان تشابه المواصفات حاصل إلى حد ما مع "شهاب 3" فماذا عن "قدر" و "سجيل" و "فجر 3" و التي وفقاً للتقارير صادرة عن القوات المسلحة الإيرانية هي الصواريخ التي تتصدر قائمة الترشيح ل "تدمير الكيان الصهيوني".
فصاروخ "شهاب 3" – يبلغ مداه ما فوق 1300 كم. وهو يعمل على الوقود السائل. سرعة التهاوي تصل إلى ال 7 ماخ. أي ما يقارب ال 2300 م/ث.
أما "قدر 110" – يعمل بالوقود السائل ، يصل مداه إلى حدود ال 2000 كم . وقد تمت صناعة اسطوانات تدفن تحت الارض لشحن الوقود بحيث يتم التغلب على ضرورة شحن المخازن و بالتالي عدم اعطاء اي فرصة زمنية للعدو بتحديد اماكن المنصات. ويتميز "قدر" بمقدمة مخروطية تساهم في تسهيل عملية الاطلاق وذلك بتقليل مقاومة الهواء. ما يجعل الصاروخ أكثر استقراراً.
في حين "سجيل 2" – يبلغ مداه نحو ألفي كم. يعمل بمزيج متطور من الوقود السائل و الصلب. وهو من فئة "مشروع عاشوراء". يمكن تهيئته للانطلاق في دقائق عدة فقط. ما يقلل احتمال تحديد مكان الاطلاق. يعمل ضمن مرحلتين، الاولى عند الاطلاق بالوقود الصلب. ثم الثانية بالوقود السائل- اي مرحلة التوجيه و التحكم. يخترق "سجيل" الغلاف الجوي عند الانطلاق ثم يعود للغلاف بسرعة تقارب ال 13 ماخ (اي ما يقارب ال 4300 م/ث ). وتتزايد سرعة الاقتراب من الهدف ما يجعل امكانية تدميره من قبل العدو شبه مستحيلة.
و "فجر 3 " - يعمل على الوقود السائل. مداه يقدر ب 2000 كم. وهو قادر على حمل رؤوس حربية متعددة “Multi War Head” .
فإذا ما عدنا إلى التعاليم صان تزو في "فن الحرب" : "يكمن عدم الهزيمة في الدفاع وتكمن إمكانية النصر في الهجوم". وإذا قورن ما يقدمه تحديث الدفاع الإسرائيلي/ الامريكي الأخير مع إمكانيات الهجوم الإيراني فقط. تتوضح بعض المشاهد من ميزان الحرب القادمة.
"إن فرصة تأمين أنفسنا ضد الهزيمة في أيدينا، لكن فرصة قهر العدو يقدمها العدو نفسه." خلاصة مقتضبة من المعلم "سان تزو". فإذا ما قورن التخبط العسكري الصهيوني، في انتكاسات تجارب تسلّحه المتتالية مع نهاية العام المنصرم ، وَالصورةَ الصلبة التي يحاول ترويجها ، نجده لا محالة يزرع بذور الهزيمة المعنوية لنفسه بنفسه. آخرها خيبة " حيتس 3" ، الطبقة الأعلى من منظومة الدرع الصاروخية (ذات الأربع مستويات). وهي فرصتهم اليتيمة في التصدي للصواريخ البالستية الإيرانية متوسطة المدى. المنظومة هذه ، هي الأكثر كلفة في تاريخ الكيان الصهيوني. فقد بلغت تكلفتها حتى اليوم ما يعادل 2.2 مليار دولار أمريكي ، دفعت الولايات المتحدة الامريكية 80% منها .
في حين قابلها منذ أيام واحدة من أضخم المناورات العسكرية "البرية البحرية الجوية" الإيرانية على مساحة مليوني و مئتي كيلومتر مربع . من مضيق هرمز إلى خليج عدن و أجزاء من المحيط الهندي بنجاح.
فبينما يقدم الإيرانيون أجود مناوراتهم ، مختبرين أحدث أسلحتهم الاستراتيجية المصنوعة "بأيديهم". تجرّ التجارب الصهيونية - الأمريكية المشتركة، ذيول خيباتها المتراكمة والمتجددة، في ظرف زمني قصير لم يتعدَّ الأشهر الثلاث.
خيبة "حيتس 3" :
من قاعدة وحدة التجارب الصاروخية ، قاعدة "بلماخيم" لسلاح الجو، (حيث نُصبت واحدة من أربع بطاريات ال "حيتس" المفترضة) كان يجب أن تتم التجربة النهائية لصاروخ "حيتس 3" الاعتراضيّ ، مُدخلةً بنجاحها واحدة من أهم منظومات الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ ، في الخدمة الفعلية.
وصل خصيصاً لحضور عملية الاستعراض النوعي هذه، مسؤولون متخصصون وموفدون من وزارة الحرب الأمريكية ، وكذا من شركة "بوينغ" ، شركاء الصناعات الجوية "الإسرائيلية" في تطوير وإنتاج منظومة "حيتس 3" . إلى جانب شركات "ألتا" و"إلبيت" و"إليسرا" ، ليشاهدوا تجربة الاعتراض النهائية بعد أن مُنيت التجربة السابقة في أيلول/ سبتمبر بالخيبة و بحضور وفد أمريكي رسمي أيضاً. كان من المخطط لهذا الدرع الصاروخي أن يحمي الكيان الصهيوني من "شهاب 3" الإيراني بشكل أساسي.
استعدت الوكالات لتغطية أحدث تطويرتسَلُّحي تكنولوجي اسرائيلي/ أمريكي مشترك. كما انتظر الصهاينة حاميهم ومخلصهم "حيتس 3" الأعلى ، من التهديد الباليستي الإيراني.
و"حيتس 3" – أي "السهم 3" بالعبرية - هو عملياً الجيل الثالث الأكثر تحديثاً في كل منظومة الدرع الصاروخي التي من شأنها حماية سماء الكيان الصهيوني. وبحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في وزارة الحرب الصهيونية : " إنها - (أي منظومة حيتس 3) - تجعل "إسرائيل" أكثر دول العالم حماية من الهجمات الصاروخية ".
" و بامكانها تدمير الصواريخ الباليستية المعادية خارج الغلاف الجوي كصواريخ " شهاب 3 " الايرانية.
وبحسب مصممي المنظومة سيكون "حيتس 3" قادراً على اسقاط الصواريخ البالستية الإيرانية قبل وصولها إلى المجال الجوي المحتل. أي عملياً من المفترض ان تتم عملية الاعتراض فوق العراق وحتى قبل وصولها إلى الأردن.
أعلنت المصادر الرسمية الصهيونية نجاح تجربة الصاروخ الاعتراضي وتمكنه من اعتراض الصاروخ الهدف، لكن تبيَّن بعد أقل من ساعة أن البيان كاذب.
فواقع التجربة "النهائية" تلك كان أقل احتفاليةً من المُنتظر. أعلنت وكالة "رويترز" عبر مصدر رفيع المستوى من المشاركين ( رفض التصريح باسمه ) ان "التجربة فشلت" لأن رادار الصاروخ لم ينحج في الإطباق على الهدف. و "أن العدّ التنازلي للإطلاق بدأ ، لكن شيئاً بعد ذلك لم يحدث."
ثم أعلنت القناة الثانية العبرية على موقعها الالكتروني بأن صاروخ "حيتس 3 " لم ينطلق أساساً لاعتراض ال"أنكور كسوف" الهدف. مسجلاً بالتالي الانكسار الجديد أمام هاجس الباليستي الإيراني متوسط المدى.
هذا و "شهاب 3" أصبح قديماً في العرف العسكري الإيراني. في حين دخل (من القدرات الباليستية الإيرانية المُعلنة ) صاروخ "قدر 110" - "سجيل 2" - و"فجر 3 " ليرفع مستوى السباق إلى مداه الأبعد.
"حيتس" من البداية المتعرجة الى المحاولات "النهائية" الناقصة :
"إن عمل "حيتس" أشبه بمن هو مُطالب بأن يصيب الطلقة الخاصة بحامل المسدس أمامه ، بدلاً من إصابة المسدس نفسه" .
هذه واحدة من أشهر التوصيفات لمنظومة الدرع الصاروخي"حيتس 3" . أطلقها " ارييه ستاف " مدير مركز " اريال للأبحاث السياسية" و مدير تحرير مجلة "نتيف" الإسرائيلية الشهرية المتخصصة في الأبحاث السياسية والإستراتجية.
فتعابير مثل : "غير مجدٍ" . "تبذير" . "لن يكون عليه طلب" . "إخفاق". أصبحت لصيقة بكلمة "حيتس" .
إذ لم يخلق أي مشروع تسلّح جدلاً واعتراضاً في الكيان الصهيوني كالذي خلقه مشروع الدرع الصاروخي "حيتس" منذ مطلع التسعينيات حتى اليوم.
احد المنتقدين للمنظومة الجديدة المدعو د. "رؤوبين بدهتسور" ، قتل في حادث سشير غامض منذ اشهر قليلة . بدهتسور هذا تولى مواقع هامة في الكيان الصهيوني . انه من أهم المحللين العسكريين في الكيان الصهيوني و استاذ محاضر في جامعة تل ابيب والمحلل العسكري الرئيسي في صحيفة هآرتس ومدير مركز غليلي للدراسات الاسراتيجية و الامن القومي . موقفه كان واضحا من المنظومة . كان يجزم ان الاعتراض يستوجب اموالاً طائلة ، تحديداً في ظل مبدأ عمل الاعتراض كما يذكره "داف رفيف" – المدير السابق لمصنع (ملم) التابع للصناعات الجوية و الأب الروحي لصاروخ "حيتس" - : " يتم إطلاق صاروخي "حيتس" ضد صاروخ باليستي واحد، وإذا لم ينجح كلاهما في عملية الإسقاط، يتم إطلاق ثلاثة صواريخ. كل محاولة اعتراض تكلف تسعة ملايين دولا ر أمريكي . على هذه الدلة استند "بدهتسور" ليؤكد منطق "الاسراف" الذي لا يحتمله الكيان الصهيوني لا في زمن الحرب ولا في وقت الهدن المستقطعة.
لم يكتفِ الكيان الصهيوني و شريكه الأمريكي بخيبة أيلول الأولى التي عرّتها محطة ارمافير.ولا بخيبة أيلول الثانية منذ أشهر و محاولة اخفاء السقوط. ثم خيبة كانون الاول / ديسمبر الأخيرة ، بل تتابعت المحاولات لحفظ ماء الوجه عبثاً. فأًجري قبل أيام اختبار "نهائي" ثانٍ للدرع الصاروخي "حيتس 3" من جديد. لكن على غرار التجربتين السابقتين لم يتمكن من اعتراض أي هدف. بل هذه المرة لم يتم إطلاق الصاروخ الهدف "أنكور" (كحول او كسوف) من الطائرات الحربية. وإنما كانت مجرد تجربة ناقصة تضاف إلى السجل، أُطلق فيها "حيتس 3 " باتجاه اللاهدف ، إلى خارج الغلاف الجوي.
وتتابعت الخيبة بإعلان "نجاح" مزيَّف كالعادة من قبل وزارة الحرب الصهيونية. واصفةً التجربة ب "الخطوة الكبيرة إلى الأمام" مدعومة من "نظام الدفاع الجوي الأمريكي لحماية البلاد من إيران و سوريا و حزب الله". تجدر الإشارة إلى أن سعر الصاروخ الواحد ،"حيتس"، يبلغ حوالي ثلاثة مليون دولار.
في توصيف "حيتس 3" و كيفية عمله :
يتكون نظام "حيتس" من ثلاثة أقسام:
أولاً صواريخ "حيتس": هو موازٍ إلى حد كبير لصاروخ الاعتراض الأمريكي SM- 3 الذي يصل مداه إلى 500 كم. و ارتفاع اعتراضه إلى حوالي 250 كم.
صاروخ "حيتس" مؤلف من طبقتين. له محرّك خاص في الطبقة الثانية، يشغّل بعد فصله. وللمحرك فوهة تمنحه قدرة مناورة عالية لتمكينه من استهداف الصاروخ الهدف بشكل مباشر.
تجدر الإشارة إلى ان صاروخ "حيتس" يقوم باعتراض الصاروخ الهدف اعالي الغلاف الجوي. كما يفعل نظام ثاد (THAAD). وتدمير الهدف يكون فقط عبر إصابته بشكل مباشر.
ثانياً نظام التحكم Control System : Golden Citron او ما يعرف ب "الكباد الذهبي" او " Citron tree” اي شجرة الكباد الذهبي و هو " مركز ادارة المعركة. " و الذي يمكنه السيطرة على 14 حالة اعتراض في وقت واحد.
ثالثاً رادار تتبع الهدف : "أورن يروق" أي "الصنوبر الأخضر" – Green Pine. ثم الرادار "أورن أدير" أي "الصنوبر الجبار" - Super Green Pine. الذي يشخص إطلاق الصواريخ عن مدى 1000كم.
والأهم الرادار الامريكي الذكي (في النقب) 2-TPY الذي ينقل المعلومات من رادارات المدمرة AEGIS - ( التي تحمل صواريخ مضادة للصواريخ من نوع 3 -SM ، المخصّصة للاعتراض خارج الغلاف الجوي) - وكذا نقل المعلومات من الطائرات دون طيار المجهزة بالمنظومة المتناسبة.
خيبة حيتس 3
محاكاة الصاروخ الهدف تأخُّر عن التطوير الإيراني:
إنَّ محاولة استبدال الصاروخ الهدف "أنكور كحول" ب "أنكور كسوف" ، في محاولة لمحاكاة "شهاب 3" ليست ناجعة تماماً.
وال "أنكورين" الأزرق – كحول، و الفضي – كسوف. يتم إنتاجهما بموجب ترخيص في الولايات المتحدة من قبل شركة رايثيون بالتعاون مع مؤسسة رفائيل. بموجب قرار مشترك بعد مؤتمر "إسرائيلي" في مجال الدفاع الصاروخي في أيار- مايو 2010.
يُعتبر "أنكور كسوف" أكبر وأكثر تقدماً من "أنكور كحول". وهو يسمح بالتصوير من مسارات مختلفة لاختراق ومناورة هجمات الصواريخ الباليستيه. مجهز برؤوس حربية مليئة بالمتفجرات لزيادة الفاعلية في محاولة الاعتراض. وفقاً للشركة المصنعة ، فقد تم تصميمه ليشابه " شهاب" الإيراني.
لكن وإن كان تشابه المواصفات حاصل إلى حد ما مع "شهاب 3" فماذا عن "قدر" و "سجيل" و "فجر 3" و التي وفقاً للتقارير صادرة عن القوات المسلحة الإيرانية هي الصواريخ التي تتصدر قائمة الترشيح ل "تدمير الكيان الصهيوني".
فصاروخ "شهاب 3" – يبلغ مداه ما فوق 1300 كم. وهو يعمل على الوقود السائل. سرعة التهاوي تصل إلى ال 7 ماخ. أي ما يقارب ال 2300 م/ث.
أما "قدر 110" – يعمل بالوقود السائل ، يصل مداه إلى حدود ال 2000 كم . وقد تمت صناعة اسطوانات تدفن تحت الارض لشحن الوقود بحيث يتم التغلب على ضرورة شحن المخازن و بالتالي عدم اعطاء اي فرصة زمنية للعدو بتحديد اماكن المنصات. ويتميز "قدر" بمقدمة مخروطية تساهم في تسهيل عملية الاطلاق وذلك بتقليل مقاومة الهواء. ما يجعل الصاروخ أكثر استقراراً.
في حين "سجيل 2" – يبلغ مداه نحو ألفي كم. يعمل بمزيج متطور من الوقود السائل و الصلب. وهو من فئة "مشروع عاشوراء". يمكن تهيئته للانطلاق في دقائق عدة فقط. ما يقلل احتمال تحديد مكان الاطلاق. يعمل ضمن مرحلتين، الاولى عند الاطلاق بالوقود الصلب. ثم الثانية بالوقود السائل- اي مرحلة التوجيه و التحكم. يخترق "سجيل" الغلاف الجوي عند الانطلاق ثم يعود للغلاف بسرعة تقارب ال 13 ماخ (اي ما يقارب ال 4300 م/ث ). وتتزايد سرعة الاقتراب من الهدف ما يجعل امكانية تدميره من قبل العدو شبه مستحيلة.
و "فجر 3 " - يعمل على الوقود السائل. مداه يقدر ب 2000 كم. وهو قادر على حمل رؤوس حربية متعددة “Multi War Head” .
فإذا ما عدنا إلى التعاليم صان تزو في "فن الحرب" : "يكمن عدم الهزيمة في الدفاع وتكمن إمكانية النصر في الهجوم". وإذا قورن ما يقدمه تحديث الدفاع الإسرائيلي/ الامريكي الأخير مع إمكانيات الهجوم الإيراني فقط. تتوضح بعض المشاهد من ميزان الحرب القادمة.