ارشيف من :نقاط على الحروف
تكفيريون على شاشاتنا؟؟!!
منذ انطلاقتها رفعت قناة الجزيرة شعار « الرأي والرأي والآخر»، لكن هذا الشعار ما لبث ان ظهر على انه ليس سوى واجهة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي. فتحت هذا الشعار اخذت المحطة تستضيف اعلاميين وامنيين وعسكريين صهاينة يقدمون أراءهم يحاورون ويتحاورون.
وبمعزل عن الموقف المبدئي من اصل الجلوس او استضافة «اسرائيلي» فان مبدأ « الرأي والرأي الآخر» انما يصلح مع طرف يعترف بهذا المبدأ ويفتح اعلامه للرأي الآخر ايضاً، والرأي الآخر هنا هو الذي يعتبر ان هذا الكيان هو كيان غاصب ونظام عنصر ارهابي، فهل يفتح الاعلام «الاسرائيلي» فضاءه لهذا الرأي؟
الجديد : ما الجديد؟؟
وليس بعيدا عن هذا الاسلوب من المعالجة والانفتاح برز بعض الاعلام اللبناني في تعاطيه مع القضايا الساخنة المتعلقة بالجماعات الارهابية التكفيرية.
ففي سياق تسليط الضوء على فتاوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف التي صدرت عن هذه الجماعات التكفيرية استضافت الاعلامية ريما كركي في برنامجها للنشر على قناة الجديد الدكتور هاني السباعي من لندن( حلقة 5-1-2015).
عُرف السباعي على انه مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية ومركزه العاصمة البريطانية لندن. وهذا صحيح لكن ماذا عن حقيقة هوية السباعي الفكرية والتي برز بعض منها في حلقة للنشر حيث اخذ يطلق احكام الكفر والردة يمنة وشمالا، ويصنف المشاركين في البرنامج بين صوفيين واحباش وغير ذلك مما يعرف القاصي والداني انها توصيفات تعني كفر او ارتداد من يُطلق عليه هذه التسميات؟
لا يحتاج الباحث لكثير عناء ليجد موقع المقريزي على الانترنت وليقرأ التالي على انه اهداف المركز :
«يهتم المركز بالدراسات التاريخية والأدبية والفكرية
* الدعوة لإعادة النظر بكتابة التاريخ الإسلامي وتنقيته مما علق به من شبهات ومرويات دخيلة.
* الدعوة لإعمال قواعد علماء الجرح والتعديل لتمحيص المرويات التاريخية
* نشر الدراسات الجادة التي تعنى بالتاريخ الاسلامي
* استضافة بعض الشخصيات الهامة التي لها باع في الدراسات التاريخية
* التعامل مع القضايا الساخنة من خلال رؤية تاريخية
* إعادة الإعتبار لرموز الأمة وقادتها وعلمائها
* الرد على أباطيل وشبهات المستشرقين والعلمانيين الذين يهتمون بالتاريخ الإسلامي
* الإهتمام بالدراسات التاريخية التي تعنى بمستقبل الأمة الإسلامية ونهضتها»
ولكن وبنظرة سريعة على الموقع وفصوله ستجد انه خالي من هذه الدراسات التاريخية المزعومة في وقت تمتلئ صفحاته بمقالات التكفير .
ومن طرائف الموقع انشاءه محكمة شرعية تحاكم الناس وتصنفهم وتجعلهم مطلوبين لها. واللافت في هذه اللائحة ليس فقط اسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي تتصدر صورته اللائحة وهو معلق على حبل المشنقة بل تتضمن اللائحة شيخ الازهر الدكتور الشيخ احمد الطيب ايضا .
يحكم الدكتور السباعي، كما زميله وصديقه الدكتور طارق عبد الحليم، على الرئيس السيسي بانه وكل من يؤيده مرتدون عن الدين، وهو لم يخفِ رأيه بتكفير كل الانظمة العربية على الهواء مباشرة في البرنامج المذكور. وايضا لمن لا يعرف السباعي هذا فانه من المبايعين لزعيم القاعدة ايمن الظواهري وكان على رأس اللائحة التي وقعها اربع وعشرون شخصية في مبادرة الصلح بين جبهة النصرة وداعش في سوريا وشارك معه في التوقيع امير امارة القوقاز والدكتور عبد الحليم وابي محمد المقدسي وابي قتادة الفلسطيني.
قد تدعي قناة الجديد ان عملها هذا يأتي في سياق السبق الصحفي وتسليط الضوء على هذه الجماعات، لكن من يلوم المحطة ان هي لم تبرز هذه الاراء؟ لا سيما وان هذه الجماعات لا تعترف بالعمل الديمقراطي اصلا بل تعتبره من الشرك والبدع، وهل تفتح هذه الجماعات مواقعها واعلامها للرأي الآخر، بل هل تقبل اصلا بوجود رأي آخر؟
ولا تنحصر المؤاخذة على قناة الجديد باستضافة هذا النوع من الاشخاص بل ايضا باستضافة طرف مقابل( معتدل) لكنه يبدو مؤدباً جداً امام شتائم خصمه وتهجماته ما دفع بمقدمة و معدي البرنامج الى قطع الاتصال مع السباعي بعد عن عجزت عن اسكاته وضبطه ولجمه حيث لم يسمح لاحد المشايخ المتصلين بالكلام وابداء الرأي.
المؤسسة اللبنانية للارسال «منبر اعلامي جهادي»
والحقيقة ان هذا الاسلوب في التعاطي مع ملفات بهذا القدر من الحساسية لا يقتصر على قناة الجديد وحسب بل اننا نجد محطات تلفزيونية اخرى لا تقل استهتارا، حتى لا نقول امرا آخر. فالمؤسسة اللبنانية للارسال ( lbc ) على سبيل المثال ايضا لا تتوقف عن نشر فبركات لهذه التنظيمات وعن احتلال مواقع للجيش اللبناني او لحزب الله هنا وهناك قبل التأكد من صحتها. ولا تتعاطى المؤسسة بحس «وطني» مع مثل هذه الاخبار حتى ان المرء يظن ان نشر هذه الاخبار المفبركة فيها نوع من التشفي والكيدية ، ولا تتعلق بقوى يشتركون معهم في وطن واحد ويجمعهم مصير واحد وعدو واحد.
فمتى يترفع الاعلام اللبناني عن حضيض الحياة السياسية اللبنانية ويمارس دورا فاعلا في تحسين الخطاب السياسي وتطويره ورفع الحس الوطني الوحدوي بدلا من لعب دور المحرض في معظم ايام السنة بينما يرفع الشعارات ويبث الاناشيد الوطنية في الاعياد والمناسبات فقط؟؟!!
محمد محمود مرتضى
وبمعزل عن الموقف المبدئي من اصل الجلوس او استضافة «اسرائيلي» فان مبدأ « الرأي والرأي الآخر» انما يصلح مع طرف يعترف بهذا المبدأ ويفتح اعلامه للرأي الآخر ايضاً، والرأي الآخر هنا هو الذي يعتبر ان هذا الكيان هو كيان غاصب ونظام عنصر ارهابي، فهل يفتح الاعلام «الاسرائيلي» فضاءه لهذا الرأي؟
الجديد : ما الجديد؟؟
وليس بعيدا عن هذا الاسلوب من المعالجة والانفتاح برز بعض الاعلام اللبناني في تعاطيه مع القضايا الساخنة المتعلقة بالجماعات الارهابية التكفيرية.
ففي سياق تسليط الضوء على فتاوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف التي صدرت عن هذه الجماعات التكفيرية استضافت الاعلامية ريما كركي في برنامجها للنشر على قناة الجديد الدكتور هاني السباعي من لندن( حلقة 5-1-2015).
عُرف السباعي على انه مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية ومركزه العاصمة البريطانية لندن. وهذا صحيح لكن ماذا عن حقيقة هوية السباعي الفكرية والتي برز بعض منها في حلقة للنشر حيث اخذ يطلق احكام الكفر والردة يمنة وشمالا، ويصنف المشاركين في البرنامج بين صوفيين واحباش وغير ذلك مما يعرف القاصي والداني انها توصيفات تعني كفر او ارتداد من يُطلق عليه هذه التسميات؟
لا يحتاج الباحث لكثير عناء ليجد موقع المقريزي على الانترنت وليقرأ التالي على انه اهداف المركز :
«يهتم المركز بالدراسات التاريخية والأدبية والفكرية
* الدعوة لإعادة النظر بكتابة التاريخ الإسلامي وتنقيته مما علق به من شبهات ومرويات دخيلة.
* الدعوة لإعمال قواعد علماء الجرح والتعديل لتمحيص المرويات التاريخية
* نشر الدراسات الجادة التي تعنى بالتاريخ الاسلامي
* استضافة بعض الشخصيات الهامة التي لها باع في الدراسات التاريخية
* التعامل مع القضايا الساخنة من خلال رؤية تاريخية
* إعادة الإعتبار لرموز الأمة وقادتها وعلمائها
* الرد على أباطيل وشبهات المستشرقين والعلمانيين الذين يهتمون بالتاريخ الإسلامي
* الإهتمام بالدراسات التاريخية التي تعنى بمستقبل الأمة الإسلامية ونهضتها»
ولكن وبنظرة سريعة على الموقع وفصوله ستجد انه خالي من هذه الدراسات التاريخية المزعومة في وقت تمتلئ صفحاته بمقالات التكفير .
ومن طرائف الموقع انشاءه محكمة شرعية تحاكم الناس وتصنفهم وتجعلهم مطلوبين لها. واللافت في هذه اللائحة ليس فقط اسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي تتصدر صورته اللائحة وهو معلق على حبل المشنقة بل تتضمن اللائحة شيخ الازهر الدكتور الشيخ احمد الطيب ايضا .
يحكم الدكتور السباعي، كما زميله وصديقه الدكتور طارق عبد الحليم، على الرئيس السيسي بانه وكل من يؤيده مرتدون عن الدين، وهو لم يخفِ رأيه بتكفير كل الانظمة العربية على الهواء مباشرة في البرنامج المذكور. وايضا لمن لا يعرف السباعي هذا فانه من المبايعين لزعيم القاعدة ايمن الظواهري وكان على رأس اللائحة التي وقعها اربع وعشرون شخصية في مبادرة الصلح بين جبهة النصرة وداعش في سوريا وشارك معه في التوقيع امير امارة القوقاز والدكتور عبد الحليم وابي محمد المقدسي وابي قتادة الفلسطيني.
قد تدعي قناة الجديد ان عملها هذا يأتي في سياق السبق الصحفي وتسليط الضوء على هذه الجماعات، لكن من يلوم المحطة ان هي لم تبرز هذه الاراء؟ لا سيما وان هذه الجماعات لا تعترف بالعمل الديمقراطي اصلا بل تعتبره من الشرك والبدع، وهل تفتح هذه الجماعات مواقعها واعلامها للرأي الآخر، بل هل تقبل اصلا بوجود رأي آخر؟
ولا تنحصر المؤاخذة على قناة الجديد باستضافة هذا النوع من الاشخاص بل ايضا باستضافة طرف مقابل( معتدل) لكنه يبدو مؤدباً جداً امام شتائم خصمه وتهجماته ما دفع بمقدمة و معدي البرنامج الى قطع الاتصال مع السباعي بعد عن عجزت عن اسكاته وضبطه ولجمه حيث لم يسمح لاحد المشايخ المتصلين بالكلام وابداء الرأي.
المؤسسة اللبنانية للارسال «منبر اعلامي جهادي»
والحقيقة ان هذا الاسلوب في التعاطي مع ملفات بهذا القدر من الحساسية لا يقتصر على قناة الجديد وحسب بل اننا نجد محطات تلفزيونية اخرى لا تقل استهتارا، حتى لا نقول امرا آخر. فالمؤسسة اللبنانية للارسال ( lbc ) على سبيل المثال ايضا لا تتوقف عن نشر فبركات لهذه التنظيمات وعن احتلال مواقع للجيش اللبناني او لحزب الله هنا وهناك قبل التأكد من صحتها. ولا تتعاطى المؤسسة بحس «وطني» مع مثل هذه الاخبار حتى ان المرء يظن ان نشر هذه الاخبار المفبركة فيها نوع من التشفي والكيدية ، ولا تتعلق بقوى يشتركون معهم في وطن واحد ويجمعهم مصير واحد وعدو واحد.
فمتى يترفع الاعلام اللبناني عن حضيض الحياة السياسية اللبنانية ويمارس دورا فاعلا في تحسين الخطاب السياسي وتطويره ورفع الحس الوطني الوحدوي بدلا من لعب دور المحرض في معظم ايام السنة بينما يرفع الشعارات ويبث الاناشيد الوطنية في الاعياد والمناسبات فقط؟؟!!
محمد محمود مرتضى