ارشيف من :ترجمات ودراسات

’هآرتس’: المستوى السياسي في ’اسرائيل’ يعيش وضعاً غير مريح

’هآرتس’: المستوى السياسي في ’اسرائيل’ يعيش وضعاً غير مريح
رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، "انهم في المؤسسة الامنية في "اسرائيل" قدروا يوم أمس أن هذه المرة سيحصل رد عسكري من حزب الله، ولكن الى الآن غير معروف بأي مستوى سيكون هذا الرد، وفي مستوطنات الشمال رُفع أمس مستوى الاستعداد لدرجة عالية جدا خشية أي تصعيد محتمل. شعبة  الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي كانت قد قدرت في الفترة الاخيرة أن حزب الله غير معني بمواجهة مباشرة مع "اسرائيل"، لأن حزب الله متورط الآن بصورة عميقة في الحرب الاهلية في سوريا، وهو يتعرض للاعتداءات في لبنان ايضا من قبل منظمات سنية جهادية متطرفة ومنها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وبعض الجهات التابعة للقاعدة."
 
’هآرتس’: المستوى السياسي في ’اسرائيل’ يعيش وضعاً غير مريح
منصة صواريخ قصيرة المدى عيار 107 ملم تابعة للمقاومة الاسلامية في وضع الجهوزية

ومع ذلك، يتابع هرئيل، فان "الحادثة في الجولان تغير الى حد كبير الظروف الاقليمية بسبب أن هذا التنظيم الشيعي قد يرى في تلك الحادثة تحدياً له، وهو ملزم بالرد عليها كي لا يعتبر ضعيفا في نظر الجمهور اللبناني، وقد يؤجل حزب الله الرد الى أن تنشأ ظروف تنفيذية ملائمة يستطيع من خلالها اختيار المجريات في أكثر من موقع وفي أكثر من اجراء قد تعتبر بالنسبة اليه على درجة من الأهمية، إن مستوى القوة التي سيعمل بها حزب الله ونتائجها ستُملي الرد الاسرائيلي المناسب."   

"اسرائيل" كما في حالات اعتداء سابقة، التي نسبت اليها في سوريا وفي لبنان في السنوات الاخيرة، امتنعت أمس عن تحمل المسؤولية الرسمية عن الهجوم في الجولان، الذي تم بواسطة مروحيات قتالية.

ويكتب "هرئيل" في صحيفة "هآرتس" انه "على هذه الخلفية فان القرار الاسرائيلي مفاجىء حيث لم يتم التطرق الى الاتهامات المباشرة من لبنان، ومن ناحية عملية فان هذا السلوك الاسرائيلي يشهد على أن الوسط السياسي في "اسرائيل" يعيش في وضع غير مريح، فهل كانت هذه العملية مثلا نتيجة انذار استخباري فوري تم تلقيه في زمن ضيق نسبيا قبل وصول قافلة القادة من حزب الله بالقرب من الحدود مع اسرائيل؟ ومن الذي ضغط لتنفيذ العملية من اجل استغلال هذه الفرصة التنفيذية التي توفرت، هل كانت بايحاء من الوسط السياسي أو بتوصية من المستوى المهني العسكري."

هذه الاسئلة تعتبر مهمة بسبب الابعاد المحتملة لهذه العملية التي قد تؤدي الى تصعيد حقيقي في الشمال وفي هذه الاجواء الانتخابية، يضيف هرئيل، التي يعيش فيها حزب الليكود في وضع غير مريح الى حد ما، حسب استطلاعات الرأي العام. في بداية كانون الاول الماضي عندما نسبت لـ"اسرائيل" عملية الهجوم على قافلة السلاح من سوريا الى حزب الله تم تقديم ادعاءات على الدوافع السياسية التي تقف من ورائها، ولكن فحص الامور لدى المصادر العسكرية المختلفة قوبل بالرفض، والتأكيد على أن جميع الاعتبارات التي تقف من وراء هذه العملية هي اعتبارات موضوعية.

يوجد لـ"اسرائيل" تاريخ طويل من التعرض لحياة شخصيات رفيعة المستوى في حزب الله وحماس ومنظمات ارهابية اخرى، وفي بعض هذه الحالات كانت العمليات نتيجة توفر فرص بعد انذار استخباري فوري، ويلفت هرئيل الى ان العلاقة بين الاجراءات العسكرية والخلفيات السياسية قد ظهرت في الماضي ايضا عند الذهاب الى عمليتين عسكريتين في قطاع غزة: عملية "الرصاص المصبوب" في 2008 (حكومة اولمرت – لفني قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات)، وعملية "عمود السحاب" في 2012 (حكومة نتنياهو قبل اربعة اشهر من الانتخابات).

ويذكر هرئيل في صحيفة "هآرتس" أن شخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى كانت قد اوضحت في عدة حالات أن "اسرائيل" ليست طرفا في الحرب الاهلية الدائرة في سوريا، وأنها قلقة من موجات القتل الجارية بين الطرفين، معسكر الرئيس الاسد، حزب الله وايران ومقابلهم منظمات المتمردين التي تبرز من بينها تنظيمات جهادية. ومن الصعب الاعتقاد أن رئيس الاركان بني غانتس أو من يحل محله، الجنرال غادي آيزنكوت، يدعمان الآن اجراءات قد تؤدي الى تصعيد واسع النطاق.

ويخلص هرئيل الى القول إن "الهجوم في هضبة الجولان أمس هو حدث دراماتيكي قد يؤدي الى تدهور الجبهة الشمالية، والمصالح الاساسية للطرفين، غير المستعدين للحرب، ستبقى كما هي. ولكن هذا الوضع المركب أضيف اليه اليوم عاملا جديدا على شكل عملية مُهينة لحزب الله، التي على أثرها بدأت أبواق هذا الحزب بالقول أنهم لن يحافظوا على ضبط النفس بعد هذه العملية."

ويشير هرئيل الى ان "رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يستضيف اليوم في القدس ضيف مهم هو رئيس حكومة اليابان، شنزو آبا. والمرة الاخيرة التي زار فيها رئيس حكومة ياباني "اسرائيل" كانت في 12 تموز 2006، وكان المضيف في ذلك الوقت هو سلف نتنياهو، اهود اولمرت، الذي بدل أن يعمل على توثيق العلاقات مع اليابان اضطر للحديث عن عملية لحزب الله الذي اختطف في ذلك الصباح جنديين من الاحتياط. على الرغم من أن التاريخ لا يعيد نفسه، إلا أن ذلك يحدث احيانا، ونرجو أن لا يكون
2015-01-19