ارشيف من :ترجمات ودراسات

’هآرتس’ تسأل: الى أي مدى الجبهة الداخلية مستعدة لمواجهة احتمال نشوب حرب؟

’هآرتس’ تسأل: الى أي مدى الجبهة الداخلية مستعدة لمواجهة احتمال نشوب حرب؟
بعد الاعتراف الضمني بمسؤولية "تل بيب" عن العدوان الذي استهدف موكب حزب الله في منطقة القنيطرة يوم الاحد، طرحت صحيفة "هآرتس" عدة أسئلة ينبغي ان تطرحها لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست على رئيس الحكومة أو وزير الحرب، كما قالت.

أسئلة "هآرتس" هي التالية: هل(الشهيد) جهاد مغنية كان الهدف لهذا الاغتيال أو أن منفذي العملية خططوا مسبقا لاغتيال الجنرال الايراني الذي سافر معه في القافلة؟ هل الاستخبارات العسكرية عرفت أن الجنرال كان هناك؟ هل الربح المتوقع من اغتيال مغنية الشاب، الذي بحكم وضعه العائلي مُعد ليكون شخصية قوية في حزب الله، يزيد من الضرر المحتمل في حالة تدهور الوضع؟

وتشير "هآرتس" الى أنه "في حالة (الشهيد القائد) مغنية الأب الذي تم اغتياله في 2008 كان الرد على هذا السؤال بالايجاب، بسبب الضرر الذي لحق بالقدرة التنفيذية لحزب الله. وهكذا ايضا عندما تم اغتيال فتحي الشقاقي، الامين العام لمنظمة الجهاد الاسلامي الذي اغتيل في مالطا في العام 1995. والنموذج المعاكس الآخر عندما تم اغتيال الامين العام لحزب الله السابق (السيد) عباس الموسوي في 1992، اذ رد حزب الله وايران بتفجير السفارة الاسرائيلية في الارجنتين بعد شهر، ودفعت هذه العملية الى تولي "زعيم أكثر تشدّداً" هو السيد حسن نصر الله القيادة".

’هآرتس’ تسأل: الى أي مدى الجبهة الداخلية مستعدة لمواجهة احتمال نشوب حرب؟
صحيفة "هآرتس"

وتتابع "هآرتس": "اسرائيل" حرصت حتى اليوم على تدخل بسيط جدا في الحرب السورية، وقيدت نشاطاتها ، في الحالات التي تم فيها اجتياز الخطوط الحمراء لتي وضعتها لنفسها في سوريا، مثل احباط محاولة نقل منظومات سلاح متطور من سوريا الى حزب الله. لكن السؤال هل تم الاخذ في الحسبان امكانية أن هذه العملية القاسية التي اغتيل فيها رجال حزب الله (وشخصية ايرانية كبيرة) ستؤدي الى التصعيد على الحدود؟ اذ فقط يوم الخميس الماضي صرح (السيد) نصر الله أن المقاومة ترى نفسها ملزمة بالرد على الهجمات الاسرائيلية ليس فقط في لبنان بل ايضا في سوريا".

وتردف الصحيفة "في تشرين الاول الماضي بعد (استشهاد) أحد عناصر حزب الله وهو خبير متفجرات في الجنوب اللبناني، حزب الله ردا على ذلك فجر عبوتين ناسفتين في مزارع شبعا أسفرت عن جرح جنديان اسرائيليان. فهل اجتمعت الحكومة في أعقاب هذه الحادثة للنقاش في تغيير طبيعة الرد لحزب الله (الذي كان مستعدا للمخاطرة بقتل جنود وإن أدى ذلك الى تصعيد كبير)، وضرورة الفحص المجدد للسياسات الاسرائيلية في الشمال؟".

وتتابع "الى أي مدى الجبهة الداخلية الاسرائيلية مستعدة لمواجهة احتمالية نشوب الحرب التي يهدد فيها حزب الله باطلاق عشرات آلاف الصواريخ والقذائف على المراكز السكانية، وهل يتطلب الامر استعدادات مسبقة لاحتمالية كهذه، على الرغم من الاحساس بأن حزب الله يريد الامتناع عن الدخول في حرب شاملة؟ وما هي نوعية الخطط العملية للجيش ضد هذا التنظيم الشيعي؟".

وشددت "هآرتس" على أنه منذ عملية الاغتيال يثير الخصوم السياسيون لحزب الليكود إمكانية أن يكون قرار الاغتيال له أبعاد سياسية أو أنه تم اتخاذه على خلفية الاعتبارات السياسية، وهذا الادعاء يصعب إثباته، ولا سيماأنه لا يمكن فصل السياسات الحزبية عن السياسة بشكل عام. ولكن من الواضح أن كل سياسي عندما يفكر بأي عمل أو خطوة معينة يأخذ في الحسبان مصالحه الشخصية. وبالتأكيد في فترة الانتخابات التي نمر بها لا بد أن يكون نتنياهو ويعلون قد أخذا في الحسبان مثل هذه الادعاءات".

وخلصت "هآرتس" الى أن "المداولات في سلسلة الاسئلة هذه هو أمر لا بد منه في هذه المرحلة، لأنه اذا تجسدت هذه التهديدات الايرانية واللبنانية من قبل حزب الله فسينشأ هنا وضع أمني جديد قد يضع الحملة الانتخابية كلها على الهامش. وعلى هذه الخلفية فان الاصرار الاسرائيلي على التخفي في هذه المساحة الضبابية لن يوحي بأي شيء. واذا كانت هناك أبعاد ممكنة لهذه العملية المذكورة، واذا أقرت الامم المتحدة أيضا أن "اسرائيل" هي التي نفذت العملية، فماذا ينفعنا البقاء في حالة الضبابية؟".
2015-01-21