ارشيف من :أخبار عالمية
معنى تهديدات بايدن
المحرر الاقليمي + "الخليج"
كلام نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إيران خطير، ويشي بتغيير محتمل في السياسة الأمريكية إزاء التعاطي مع ملف إيران النووي، خصوصاً لجهة منح “إسرائيل” الضوء الأخضر للقيام بما تراه مناسباً إزاء ما تعتبره يهدد وجودها.
ما قاله بايدن من أن “إسرائيل” لها “مطلق الحرية في أن تفعل ما تراه ضرورياً، وأن واشنطن لن تقف في طريقها”، فهذا يعني أمراً من اثنين، إما أن إدارة أوباما تراجعت عن سياسة اليد الممدودة والحوار إزاء إيران والتي كان الرئيس الأمريكي أعلنها عقب فوزه في انتخابات الرئاسة، وإما أن هذه الإدارة بدأت تمارس الضغط على طهران لتليين مواقفها قبيل بدء الحوار الرسمي، مستغلة الأحداث الأخيرة التي جرت في أعقاب الانتخابات الرئاسية، وما أدت إليه من ظهور حالة انشقاق داخل النظام يمكن استغلاله لإضعاف موقف طهران التفاوضي.
لكن، في مطلق الأحوال، يحمل كلام بايدن توجهاً خطيراً يحمل نبرة المحافظين الجدد ويتوافق مع سياساتهم واستراتيجياتهم في تعميم الفوضى والحروب، واستغلال الأوضاع الداخلية للدول لإثارة الفتن والاضطرابات والصراعات المذهبية والاثنية، ويمنح “إسرائيل” أدواراً عظمى إقليمية لتأكيد سيطرتها وتفوقها ونفوذها كقوة وحيدة تحدد مستقبل المنطقة وخياراتها.
قد يقال، إن الولايات المتحدة في وضع دولي صعب، وخصوصاً في العراق وأفغانستان وباكستان، وهي تحتاج إلى حوار مع إيران للتوصل إلى اتفاق معها، لأنها بحاجة إليها في الملفات الثلاثة الساخنة المفتوحة، كما أنها تحتاج إليها في جهود التسوية في الشرق الأوسط، لكن وبسبب ذلك فإن إدارة أوباما ربما بدأت تعيد النظر في طريقة مقاربتها لهذه الملفات ودور إيران فيها، من خلال تصعيد الضغوط عليها، والتهويل بالعمل العسكري “الإسرائيلي” من أجل حمل طهران على التخفيف من مطالباتها وعدم إعطائها الأثمان الباهظة التي تريدها.
مهما يكن، المطلوب مراقبة دقيقة للمواقف الأمريكية في مقبل الأيام، وكيف سيكون رد فعل إيران عليها.