ارشيف من :آراء وتحليلات

حدود الحوار اللبناني من حدود المتغيرات الاقليم

حدود الحوار اللبناني من حدود المتغيرات الاقليم
على الحدود الشرقية اشتباكات وهجمات تكفيرية على جيشه وأهله بالاضافة الى اعتداءات يتم التحضير لها  .
على مقربة من الحدود ، في الجولان ، غارات إسرائيلية ضد ابطال المقاومة قد تؤسس لمقاومة جديدة .
على بعد من الحدود ، في اليمن والسعودية تغيرات وتبدلات قد يكون لها دلالات على المنطقة ولبنان .


في داخل حدوده وفي ظل اشتداد المخاطر على لبنان، بدأ حواران، وسط حاجة ملحة لتوحيد الصف السياسي الداخلي اللبناني . وكلا هما  يحاذر الدخول مباشرة في موضوع رئاسة الجمهورية .

 حوار حزب الله- المستقبل وضع جانباً كل الملفات الخلافية وحصر البحث في ملفات تشكل مصلحة مشتركة تندرج تحت عنوانين ھما: تطبيق شامل للخطة الأمنية، وتفعيل عمل الحكومة والمجلس النيابي. وكان  الرئيس نبيه بري  قد حدد ھدفين للحوار: ھدف داخلي ھو تنفيس الاحتقان والتوتر بين السنة والشيعة، وھدف خارجي ھو ملاقاة التطورات المتوقعة على صعيد الاتفاق الأميركي- الإيراني وتداعياته في المنطقة.

 كما اكدت  مصادر أن المتحاورين سيبحثون الملفات السياسية والأمنية، ولن يتطرقوا الى الملفات الأخرى كالنفط وسلسلة الرتب والرواتب وقضية العسكريين، التي ھي من اختصاص الحكومة. كما تم الاتفاق على أنه لن يكون ھناك أي تصويت على قانون الانتخاب، قبل انتخاب رئيس جديد للجمھورية.

في حين ينقل عن مرشح رئاسي أن العد العكسي لانتخاب الرئيس الجديد قد بدأ مع انطلاقة الحوار بين الحريري وحزب لله، لان ھذا الحوار يوفر بيئة مؤاتية تساعد لانتخاب الرئيس.

حدود الحوار اللبناني من حدود المتغيرات الاقليم
حزب الله وتيار المستقبل

في حين أن الرئيس سعد الحريري أكد مضيّه في مشروعه الحواري مع حزب لله رغم  معارضة مستترة واحيانا معلنة  في أوساط المستقبل و14 أذار،  لان هذا الحوار سيساهم في تقويض فكرة الشراكة المسيحية  الإسلامية التي تقوم عليھا مصالح فريق مستفيد في 14 آذار.

وبالتالي فإن هذا الحوار اسقط كل الاتهامات الموجهة الى حزب الله بسبب قتاله في سوريا، ويعطي صورة انه و"المستقبل" في صف واحد ضد الإرهاب والتطرف.

على الخط الموازي لحوار حزب الله-المستقبل، هناك حوار التيار- القوات، الذي جاء نتيجة إلحاح من السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا، وتشجيع أميركي على وجوب مواكبة الحوار بين "المستقبل" وحزب لله لتنفيس الاحتقان السنّي - الشيعي بخطوات مماثلة تخفض مستوى التشنج المسيحي – المسيحي.

هذا الحوار أيضاً لقي تشجيعاً من البطريرك الماروني بشارة الراعي، و في رأي مصدر سياسي مراقب أن عون وجعجع  متى جلسا الى طاولة حوار وخرجا من الحرب المعلنة أحدھما على الآخر من دون أن يتحالفا بالضرورة  قادران على الإمساك بالقرار الماروني والمسيحي في المؤسسات والشارع، في معزل عن الأفرقاء الآخرين.

حوار التيار-القوات، تفادى موضع الرئاسة والخلافات السياسية، وركز مناقشاته على المسائل والملفات "المسيحية" وھي كثيرة وتندرج تحت عنوان عريض ھو تفعيل الحضور المسيحي في الدولة والحكم ورد الاعتبار للدور والتأثير المسيحي وتحقيق المشاركة الفعلية ومن بينھا: قانون الانتخابات و"المناصفة"، اللامركزية الإدارية الموسعة، التجنيس وتملك الأجانب، النازحون السوريون، المخميات الفلسطينية، المخاطر الأمنية، الانخراط المسيحي في الدولة لا سيما في السلك العسكري الأمني، صلاحيات رئيس الجمھورية إلخ...

وخلال الاجتماعات  التي تضم ممثلي الطرفين ( النائب ابراھيم كنعان وملحم رياشي (مسؤول جھاز الإعلام والتواصل في "القوات")  تم تناول كل طرف حيثيات تحالفاته الداخلية ("القوات" مع "المستقبل"، و"التيار" مع حزب لله)، وشرح نظرته الى العلاقة بالقوى الإقليمية.

وبعد عدة مناقشات ظهرأن ھناك أموراً جرى تطابق أو تقارب في شأنھا، ومنھا مسألة الإصلاح الإدراي والمالي في الدولة وملف النازحين السوريين، إضافة الى وضع قاعدة مشتركة لقانون الانتخاب يمكن البناء عليھا.

أما في ما خص الاستحقاق الرئاسي، فتفيد المعلومات أن تقاطعات حصلت حول بعض جوانبه، وأكد مصدرقيادي في التيار الوطني الحر، تمسك التيار كليا برئيسه العماد ميشال عون رئيسا للجمھورية  .

أما العماد ميشال عون فقد أبدى أمام مقربين منه حرصه الشديد على الحوار الدائر مع الدكتور سمير جعجع وعلى استمرار ثنائية كنعان-  رياشي في عملھا، ولكنه لا يبدي استعجالا للقاء بينه وبين جعجع، ولا يراه ملحا وضروريا طالما لم يحدد جعجع موقفه من موضوع رئاسة الجمھورية(تأييد انتخاب عون) معتبرا أن الاتفاق على الرئاسة ھو المدخل الى إبرام تفاھمات حول مختلف المسائل.

وأما عن رأي حزب "الكتائب" فهناك من يرى ان إنجاز الحوار بين عون وجعجع لن يكتمل نظراً للتباعد في مواقف الزعيمين المارونيين، وأن الخلافات القديمة بين العونيين و"القواتيين" كلّفت  المسيحي الكثير من الأضرار والمآسي خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ولا يزال المسيحيون يدفعون أثمانھا الباھظة، وبالتالي فإن عدم التوصل الى اتفاق حقيقي وراسخ بين الطرفين سيحيي الماضي الأليم من جديد ويعيد التشنج الى العلاقات التي سرعان ما تدفع ثمنھا القاعدة الشعبية لدى "التيار الوطني الحر" و"القوات" كما حصل في الماضي.

أما تيار "المردة"، فهناك من يقول أن زيارة رئيس التيار النائب سليمان فرنجية للرابية  تحت عنوان معايدة العماد عون جدد الروح لهذا التحالف .
فبالرغم من ترحيب فرنجيه بحوار عون- جعجع  ودعمه له، وتجديد تأييده للعماد عون كمرشح وحيد لقوى 8 آذار لرئاسة الجمھورية، ينبه فرنجية  من أن يوفر الحوار غطاء لجعجع من أجل "تجميل" صورته السياسية.

غير أن هناك  مصادر مسيحية أخرى تؤكدعلى ضرورة ان تكون هناك مرجعية ضامنة للاتفاق بين عون وجعجع.  وترى ھذه المصادر أن الثقة المفقودة بين عون وجعجع ھي المشكلة وبالتالي، الحل الوحيد ھو في البحث عن دول راعية لأي تفاھم محتمَل بين الطرفين، وقد تكون الفاتيكان أفضل من يرعى تفاھماً من ھذا النوع لجملة أسباب: حرص الفاتيكان على المسيحيين في المشرق العربي ولبنان، يضاف عليه الدور الذي اضطلع به البابا فرنسيس في كوبا كدليل على نياته واستعداداته لعب أدوار لا الاكتفاء بمواقف لفظية، والمساعي التي بذلھا ويبذلھا الفاتيكان في الملف الرئاسي على أكثر من مستوى واتجاه، واكثر من ذلك القيمة المعنوية التي يجسدھا الفاتيكان تجعل التفلّت من أي تفاھم صعباً.

   ثمة من يعتبر أن التفاھم بين عون وجعجع سيقف عند باب قصر بعبدا، في حين يرى آخرون أن الإشارة الإقليمية التي حركت حوار تيار "المستقبل"-  حزب لله، ھي التي حركت أيضا حوار عون- جعجع، وبالتالي فإن المصير مشترك بين الحوارين، فإن حصل تقدم في عين التينة ينسحب على الرابية، والعكس صحيح...كما ان تقدم الأوضاع على الحدود وعبر الحدود القريبة والبعيدة ينعكس إيجابا على الحوار داخل الحدود .
2015-01-27