ارشيف من :ترجمات ودراسات
إسرائيل تعد لفشل الحوار مع إيران: منـاورات جويـة في أوروبـا وأميركا
استغلت اسرائيل الضوء الأخضر الذي منحتها إياه ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، لترفع من وتيرة التهديدات العسكرية لطهران، واعلنت انها طلبت من الدول الغربية الاستعداد لاحتمال فشل الحوار بين الولايات المتحدة وإيران، وسط تقارير تشير الى ان سلاح الجو الإسرائيلي يستعد للمشاركة في مناورات جوية في الولايات المتحدة وأوروبا لتدريب طياريه على طلعات جوية بعيدة المدى.
وذكرت «هآرتس» ان رسالة إسرائيل إلى الدول الغربية، تفيد بانه «يجب الاستعداد منذ الآن لإمكانية فشل الحوار بين إيران والولايات المتحدة» وإعداد خطة بديلة تشمل رزمة «عقوبات تشل إيران» وخطوات أخرى. وقد تم تمرير الرسالة في مناسبات عديدة مؤخرا إلى البيت الأبيض وألمانيا وروسيا وفرنسا واليابان.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله ان «إسرائيل لاءمت رسائلها مع الظروف الجديدة الناشئة في أعقاب التظاهرات في إيران» احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية. وأضاف المصدر أنه «يجب إطلاق تصريحات واضحة الآن لكي لا يكون هناك أي ارتباك حيال موقفنا».
وتابع المصدر أنه قبل التظاهرات، كانت التقديرات في اسرائيل تشير إلى أن هناك «احتمالا ضئيلا» بنجاح الحوار بين إيران والولايات المتحدة، لكن بعد الاحتجاجات «وفي ضوء سعي النظام المحافظ في إيران إلى ترسيخ سيطرته، أصبح الاعتقاد السائد لدى أجهزة الاستخبارات (الإسرائيلية) أن احتمال بدء حوار ضئيل، وفي حال جرى حوار كهذا فإن احتمال نجاحه ضئيل للغاية».
في موازاة ذلك، اعلنت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية، ان سلاح الجو الإسرائيلي يخطط للمشاركة في مناورات جوية في الولايات المتحدة وأوروبا في الأشهر القليلة المقبلة بهدف تدريب طياريه على الطلعات الجوية طويلة المدى. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية، ان المناورات قد تستخدم للتدريب على الطلعات الجوية بعيدة المدى.
واوضحت الصحيفة ان سلاح الجو سيشارك هذا العام في مناورات جوية مشتركة مع دولة عضو في حلف شمال الأطلسي لا يمكن الكشف عن اسمها. وفي وقت لاحق من شهر تموز الحالي، سيرسل سلاح الجو الإسرائيلي مقاتلات «أف 16» للمشاركة في مناورات «العلم الأحمر» التي ستجريها القوات الأميركية في قاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا. وفي الوقت ذاته، تشارك طائرات نقل إسرائيلية من طراز «هركليز سي ـ 130» في مسابقة «روديو 2009» في قاعدة ماكورد الجوية في ولاية واشنطن. وفي السياق، رحب وزير الخارجية الاسرائيلية المتطرف افيغدور ليبرمان، بمنح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اسرائيل امس الأول، الضوء الأخضر لمهاجمة ايران. وقال ان تصريح بايدن «منطقي جدا.. ورغم اننا في بعض الاوقات قد لا نتفق، الا ان القرار في نهاية اليوم يبقى في يدنا».
في مقابل ذلك، حذر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إسرائيل من مهاجمة بلاده. وقال في طوكيو ان «مثل هذا الهجوم سيكون بمثابة تهديد للسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها والعالم أجمع». وشدد على أن إيران «على استعداد للرد بقوة وحسم إذا أقدمت إسرائيل على مهاجمة منشآتها النووية»، مشيرا الى ان الولايات المتحدة واسرائيل «تدركان عواقب القرار الخاطئ».
وأعلن المدير التنفيذي لشركة الملاحة البحرية الايرانية محمد حسين دمجر، عن نشر المزيد من سفن تابعة للقوة البحرية الايرانية في خليج عدن، «لحماية السفن التجارية الايرانية من هجمات القراصنة»، وذلك بعد ساعات من استعراض الغواصة الاسرائيلية «دولفين» في ظهور نادر عند قناة السويس.
وفي الدوحة، حذر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الأميركيين من انهم سيعتبرون المسؤولين عن أي ضربة يمكن ان توجهها اسرائيل الى إيران. وقال في ختام زيارة رسمية ان «بايدن بقوله: لا يمكن ان نحول دون هذه العملية... قد سار في الطريق الخطأ وفضح ما بيده وكشف أوراقه بشكل سريع». إلا انه اعتبر هذا الكلام مجرد «مناورة سياسية أكثر منها عملية»، مضيفا «نحن سمعنا الكثير من هذا الكلام مسبقا وليسمعوا أيضا بأن ردنا سيكون قويا وضربتنا ستكون قارصة».
من جهتها، نفت الرياض تقريرا لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، عن ان السعودية منحت اسرائيل موافقة ضمنية على تحليق طائرات اسرائيلية فوق أراضيها لضرب ايران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أسامة النقلي «من المؤكد ان ذلك ليس صحيحا. ليس لدينا اي شكل من العلاقات مع الإسرائيليين». واضاف ان «سياستنا واضحة جدا وموقفنا متشدد جدا بشأن اي شكل من أشكال العلاقات مع اسرائيل»، معتبرا انه «من حسن الحظ ان هذه الادعاءات المستمرة لا تؤخذ على محمل الجد».
السفير