ارشيف من :ترجمات ودراسات
باراك حقّق «تقدّماً» مع ميتشل: لا إعلان بتجميد المستوطنات
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، عقب لقائه الثاني في أقل من أسبوع مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في لندن أمس، «حصول تقدم» في الخلاف القائم مع الولايات المتحدة على وقف البناء الاستيطاني، مستبعداً في الوقت نفسه إعلاناً فورياً بتجميد تل أبيب هذا البناء. وأعرب باراك عن اعتقاده بـ«وجود تقدم، إلا أن هناك طريقاً ينبغي استكمالها». تقدّم لم يفصح عن تفاصيله، مكتفياً باستبعاد إعلان حكومته، «إعلاناً فورياً»، وقف البناء الاستيطاني.
واستغرق اجتماع يوم أمس، نحو ثلاث ساعات، وشارك في جزء منه رئيس الدائرة الأمنية السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، والمبعوث الخاص لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للشؤون الفلسطينية إسحاق مولخو.
وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أنّ باراك عرض على ميتشل صيغة التسوية التي ترغب تل أبيب في تطبيقها في شأن البناء الاستيطاني. صيغة سبق أن تحدثت تقارير عبرية عن مضمونها، إذ تستند إلى تجميد مؤقت لمدة ثلاثة أشهر للبناء الاستيطاني، تُستثنى منه 2000 وحدة سكنية قيد الإنشاء.
ونقلت وسائل إعلام دولة الاحتلال عن مقربين من وزير الدفاع قوله إن «التقدم في المفاوضات بشأن المستوطنات تواصل في الاجتماع»، مستنداً في كلامه إلى «تقارب مواقف الطرفين».
ومن المتوقع أن يزور ميتشل الأراضي المحتلة الأسبوع المقبل، حيث يلتقي نتنياهو الذي سبق أن نفى، خلال اجتماع كتلة حزبه «الليكود» أول من أمس، وجود تفاهمات أو اتفاق مع الأميركيين في موضوع المستوطنات، مشدداً على أن كل ما يُنشر عن اقتراح تجميد البناء في المستوطنات «هو على مسؤولية الناشر فقط».
وكانت صحيفة «معاريف» قد سرّبت معلومات مفادها أنّ مشكلة الاستيطان بين إسرائيل والولايات المتحدة، تصطدم بعقدة «عدم توفير الأميركيين لثمن مقبول يقدمه العالم العربي للدولة العبرية» في مقابل وقف البناء. وبحسب هذه الرواية، فإن الأميركيين «لا ينجحون في انتزاع بادرات حسن نية من العالم العربي المعتدل، رغم أن الرئيس شمعون بيريز، كعادته، يقتحم هذا الطريق المسدود ويجتهد لدى الجميع، وفي مقدمتهم الرئيس المصري حسني مبارك، ليمارس الضغط على السعودية».
ونقلت الصحيفة عن بيريز وباراك اعتقادهما أنّ «مفتاح الحل موجود في الرياض»، فإذا وافق السعوديون على فتح مجالهم الجوي أمام الطيران التجاري الإسرائيلي «يكون ذلك ثمناً مناسباً». وأشارت إلى أن بيريز «مستعد لزيارة الرياض صباح الغد مع تذكرة سفر باتجاه واحد»، كي يشرح للسعوديين موقفه؛ «فإذا كان هناك مقابل من العالم العربي المعتدل، فسيكون بالإمكان إقناع بيبي كي يقنع وزراء المجلس المصغَّر بتجميد الاستيطان، ولو كان ذلك مؤقتاً».
ورغم تمنّيات بيريز وباراك، إلا أن الصحيفة توقعت ألا يتوصل اللقاء بين باراك وميتشل إلى نتائج، بما أنّه «ليس لدى ميتشل تفويض رئاسي لتقديم تنازلات حيال إسرائيل، والرئيس باراك أوباما يطالب بتجميد المستوطنات، من دون أي إمكان لاستئناف كلامه».
وتساءلت الصحيفة عن إمكانات باراك خلال المفاوضات مع ميتشل، و«هل بإمكانه أن يمتشق شيئاً ما يغيّر الطريق المسدود، في الوقت الذي لا يوافق فيه الأميركيون، حتى الآن، على إخراج القدس من خريطة المستوطنات، وكذلك لا نية لديهم للتصديق على استكمال بناء وحدات سكنية قيد الإنشاء».
وفي السياق، كتب مراسل «معاريف» للشؤون السياسية، بن كسبيت، ما مفاده أنّ «فكرة تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر جاءت من مدرسة إيهود باراك، وقد حظيت بمساندة من نتنياهو، بينما رفضها باقي أعضاء المجلس الوزاري المصغر». ويدعّم كسبيت رأيه، بالإشارة إلى أنّ الوزيرين موشيه يعلون وبني بيغن، أوضحا لزملائهما أن التجميد المؤقت «من دون مقابل حقيقي، سيؤدي في المستقبل إلى نشوب أزمة كبيرة في إسرائيل».
غير أنّ كبير المتشدّدين، وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، لم يرَ ضرراً في تكليف باراك مهامّ المفاوضات مع الأميركيين، مبرراً عدم اجتماعه مع ميتشل بشأن قضية المستوطنات بحجة أن ذلك «ينطوي على تناقض مصالح»، لكونه هو نفسه مستوطناً.
الاخبار