ارشيف من :ترجمات ودراسات

رون بن يشاي: الاحتواء هو الخيار المفضل للقيادة الأمنية والسياسية الاسرائيلية

رون بن يشاي: الاحتواء هو الخيار المفضل للقيادة الأمنية والسياسية الاسرائيلية
رأى المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن حزب الله ارسل رسالة واضحة مفادها أنه صفّى حسابه مع "إسرائيل"، وقال إن "الكمين الذي نصبه حزب الله صباح الأربعاء والذي قتل جراءه جندي إسرائيلي وضابط، وأصيب 7 اخرين، يعتبر رداً وفقا لكل المعايير، ورداً ملائماً على "مقتل" مسؤولين كبار وجنرال إيراني الأسبوع الماضي في هضبة الجولان".

وأشار بن يشاي الى أن "الكرة الآن موجودة في الملعب الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير "الدفاع" (الحرب) موشيه يعالون، رئيس هيئة الأركان بيني غانتس ونائبه هم في الواقع الأشخاص الذين سيقررون ماذا سيحدث؟ فهم يواجهون معضلة صعبة: في حال سددوا ضربة قوية لحزب الله في لبنان، فإن النتائج قد تؤدي لاشتعال كامل وحرب لبنان ثالثة".

وتابع بن يشاي ستكون هذه حرب سيتكبد فيها حزب الله ولبنان خسائر هائلة ودمار واسع، لكن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتضرر بشكل كبير، أو ربما أكثر من ذلك، في حال أبدت "إسرائيل" بعض ضبط النفس، فإنها قد تخسر تأثير الردع الذي حققته خلال حرب لبنان الثانية. من جانب آخر، فإن حزب الله قد يتفاخر عن حق بأنه هو الذي يردع "إسرائيل" وليس العكس".

رون بن يشاي: الاحتواء هو الخيار المفضل للقيادة الأمنية والسياسية الاسرائيلية
رون بن يشاي

نتيجة ذلك، يردف بن يشاي، قد يستمر حزب الله في المستقبل بشن عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، بطريقة مدروسة تشبه أحداث يوم الأربعاء، بناء على الفرضية بأن الجيش الإسرائيلي سيستمر بسياسة ضبط النفس. حسب هذه الظروف سيكون من الصعب على"إسرائيل" وجيشها منع انتقال الأسلحة من سوريا الى قوافل حزب الله في لبنان ومنع إقامة جبهة ثانية ضد "إسرائيل" في الجولان السوري.

هذان الاعتباران الاستراتيجيان يوازنان بعضهما، مما يجعل القرار أصعب. لكن هنالك أيضا اعتبارات أخرى، يشرح المحلل العسكري رون بن يشاي:

الأول، عن طريق القضاء على "الجبهة الثانية في هضبة الجولان" فإن "إسرائيل" سترى أن خطوتها الاستراتيجية كانت ناجحة.

في المقابل، يقول بن يشاي، "إنجاز" حزب الله يوم الأربعاء كان بسفك دماء جنود إسرائيلي. بالنسبة لـ"تل أبيب"، فإنه من الصعب ان توافق على مقتل وإصابة جنودها، لكن الحزب وحده لا يبرر خطوة التي من شأنها ان تؤدي الى عشرات ومئات القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي، في حال اندلعت حرب لبنانية ثالثة. هذا اعتبار بارد وقاسي، لكن يجب على أحدهم ان يقوم به.

اعتبار آخر هو تركيبة الحكومة الاسرائيلية الحالية،  بعد الإطاحة بوزراء "يش عاتيد" و"الحركة"، فإن تركيبة الحكومة يمينية بحتة، وهي خالية من الشرعية والتوازن الضروريين لاتخاذ قرارات حول الحرب والسلم.

الاعتبار الأخير يتعلق بالانتخابات القريبة، يواصل بن يشاي، في حال قررت الحكومة الحالية الرد بشكل قوي فإن ذلك سيؤدي الى تصعيد كبير، وسيتم اتهامها فوراً بجر "إسرائيل" نحو حرب سياسية لتخدم مصالح نتنياهو، أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت. لن تكون هنالك ادعاءات منطقية، تبريرات استراتيجية أو اعتبارات حول الكبرياء القومي التي من شأنها ان تساعد القيادة السياسية الحالية في "إسرائيل". فهم سيخسرون في صناديق الإقتراع.

هذه الاعتبارات الثلاثة، بحسب كلام رون بن يشاي،  يمكن القول انها سترجح كفة الميزان. يمكن التوقع ان الحكومة برئاسة نتنياهو ويعالون، وبعد سماعها لتوصيات من قبل مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، ستقرر "احتواء" أحداث يوم الأربعاء وستنتظر تصفية حسابها مع حزب الله حتى تصبح الظروف لصالح "إسرائيل" من وجهة النظر العامة، عندما يكون بالإمكان القيام بعملية عسكرية خاطفة وبأضرار قليلة للجانب الإسرائيلي. هذا ليس الوضع حالياً.

جميع ما تم ذكره هو بدون الاخذ بعين الاعتبار الجانب الدولي، يلفت بن يشاي، فإيران، على عكس حزب الله، لم تعلن انه تم تصفية حسابها بكل ما يتعلق بالهجوم على هضبة الجولان. لذلك يمكن لـ"إسرائيل" أن تقدر ان الإيرانيين ما زالوا يحضرون لعملية انتقام. لكنهم الآن موجودين في مفاوضات مع الولايات المتحدة وأوروبا لتسوية برنامجها النووي. لذلك عليهم ان يعتمدوا ضبط النفس، بدل الاستعجال لكسب الرأي العام الدولي في حال قررت "إسرائيل" العمل ضد حزب الله.

ويكتب بن يشاي أن في الختام "لا أحد يمكنه ان يتجاهل حقيقة ان نتنياهو قام بتخفيض العلاقات بين "إسرائيل" والإدارة الأمريكية الى مستوى غير مسبوق. وفي هذه الحالة، ليس مضموناً ان تحظى "إسرائيل" بدعم أمريكي على الساحة الدولية في حال قررت تنفيذ هجوم كامل في لبنان. لذلك ستواجه "إسرائيل" مشكلة مع الشرعية الدولية في حال قررت الرد بشكل قوي ضد حزب الله في لبنان على أحداث يوم الأربعاء. "الاحتواء" هو الاحتمال المفضل للقيادة الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
2015-01-29