رأت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم أن "الهجوم "الفتّاك" في مزارع شبعا يوم أمس ، والذي قتل فيه جنديان بإصابة صاروخ مضاد للدروع في مركبة للجيش الاسرائيلي وإصابة سبعة، هو رد متوقع على عملية التصفية في سوريا قبل نحو أسبوعين، المنسوبة لـ"تل أبيب"، والتي قتل فيها ستة "نشطاء" من حزب الله، وبينهم جهاد مغنية، ومسؤول كبير في الجيش الايراني".

وتضيف الصحيفة أنه "على خلفية التخوف من التصعيد وفتح جبهة اخرى في الشمال يحتدم الاحساس بأن العملية المنسوبة لـ"اسرائيل" كانت مغلوطة من ناحية عملياتية واستراتيجية، بل إنها تطرح علامات استفهام حول تفكير مقرري السياسة، رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان".

وتنتقد الصحيفة هذه السياسة بالقول إنه "لا يجب على أي "مواطن" اسرائيلي أن يتملّص من الاسئلة، اذا كانت عملية الهجوم التي نُسبت لـ"اسرائيل" ضرورية ومجدية في شيء لأمن "سكانها"، فاذا كانت تبرر فقدان حياة الجنديين اللذين قتلا في عملية الرد، اذاً هي تبرر الحساب الدموي الجديد الذي فتح في اعقابها مع حزب الله وايران والخطر في التصعيد الاقليمي".


وتلفت الصحيفة الى أنه "يمكن أن نفهم انه لا يمكن القول انه توجد صلة بين التصفية في جنوب سوريا والحملة الانتخابية بنيامين نتنياهو، الذي يتدهور في الاستطلاعات. ومع ذلك، فإن يوآف غالنت هو الذي كشف النقاب عن أنه في عهد ولايته كقائد للمنطقة الجنوبية كان يمكن تصفية احمد الجعبري في فرص مختلفة ولكن "لسبب ما لم تحصل التصفية في تلك المواعيد. فاذا نظرت الى الانتخابات السابقة، يتبيّن أن تصفية الجعبري لم يكن حدثا يمكن ان يتم فقط في الموعد اياه".

وعندما يسارع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، تتابع الصحيفة، الذي يغرق حزبه في التحقيقات على شبهات بفساد خطيرة للاعلان عن أن "على "اسرائيل" أن ترد بشكل غير متوازن"، يصعب على المرء ألّا يتعجب اذا لم تكن دعواته هذه للحرب تنبع من مصلحة سياسية ومن صرف الانتباه العام عن حزبه".

وتختم صحيفة "هآرتس": "محظور أن تؤثر اصوات من هذا النوع على ما يجري في الساحة العسكرية والسياسية وتقود "اسرائيل" الى المصيبة. على رئيس الوزراء، في فترة الحملة الانتخابية ايضا، ان يحافظ قبل كل شيء على أمن سكان "اسرائيل" وجنود الجيش الاسرائيلي والامتناع عن الاستفزازات والاعمال التي تؤدي الى التصعيد، كما أن لقائدي المعسكر الذي يدعي طرح بديل لنتنياهو، اسحق هرتسوغ وتسيفي لفني دورا هاما في هذا الوقت. عليهما ان يطلقا صوتهما بشكل حاد وواضح والعمل على منع التصعيد في الشمال. هكذا فقط سيثبتان بانهما بديل بالفعل لحكم الخوف والحرب الذي يمثله نتنياهو".