ارشيف من :نقاط على الحروف
عندما تستعين ’هآرتس’ بجعجع
فارس فارس
يعتقد الرجل بأنه "نبي". حال معرفةِ ذلك؛ يصبح تقبل الأشياء، أياً كان نوعها، تصرفها، صرفها، أو حتى جمعها بسيطاً على عقل المتلقي. إنه ملك معراب غير المتوج بحسب رؤاه هو نفسه. إنه الدكتور سمير جعجع، هو لا يحتاج أبداً إلى "بورتريه" لتعريفه، أو حتى لوشمه. فاسم الرجل محفورٌ –حرفياً- في عقول كثيرين تسبب في فقدان أحبتهم، اللافت في الأمر هو اعتذاره –يوماً- عن ذلك، داعياً الجميع إلى ذلك، كما لو أنَّ الاعتذار يعيد أحباءنا إلينا، أو كأنه بذلك يطفئ لهيب أشواق آلاف الأمهات من دفن أحبتهم –ذات يومٍ- وغابوا.
لن ندخل اليوم في تفاصيل الماضي. فالتفاصيل الكثيرة تجعل الرجل أشبه بلوحة السهام (Darts) ذات الألوان المحددة للهدف. لكن البارحة كان واضحاً بجميع ألوانه. استعانت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية في عددها (عقب عملية شهداء القنيطرة مباشرةً) بكلامه ليكون أول "تعليقٍ" على العملية التي نفذتها المقاومة الإسلامية. بكل هذه المباشرة استعانت الجريدة الصهيونية بكلام الرجل معتبرةً بأنه (وكلامه) بشكلٍ أو بآخر يمثّلها ويمثّل وجهة النظر الصهيونية. لهذه الدرجة استطاع "الدكتور" إقناع الصهاينة أنه وإياهم على "سكةٍ" واحدة. لكن في ذلك لا مشكلة، فحزب الأمس اعترف غير مرةٍ بشرائه واستحضاره سلاحاً من الأرض المحتلة، فضلاً عن التدريبات الكثيرة. الأمر عاديٌ إذاً.
سمير جعجع واستعانة هارتس بكلامه
"نبوة" الرجل الإفتراضية (هو وحده يفترضها) تجعله يعتقد بأنه "مؤيدٌ" من قبل الإله، إنه ببساطة متأكدٌ من أنه "مقدّر" له أن يكون "رئيساً" للبنان، لكن، أيُّ لبنانٍ يريد؟ يسرُ الرجل بأنه يريد "لبناناً" مسالماً: قوته في ضعفه. هكذا هي أغنية كثيرٍ من الأفرقاء. لبنان الضعيف، مكسر عصا الصهيوني وسواه. هو يختلف عن لبناننا الذي نعرفه ونحبه. هو لبنان مختلف، لبنان حيث المقاومة ببساطة هي "كفر". هكذا هو لبنان بحسب جعجع. لبنان الذي لا يشبه شيئاً إلا ما في عقله. لبنان الذي لن يصبح هكذا إلا على جماجمنا.
أطل الدكتور بعد العملية مباشرةً، وسيطل غداً أو بعد غدٍ لربما بعد خطاب سماحة الأمين العام يوم الجمعة مباشرةً. هو ينتظر هذه الفرص كي يشع. هكذا هي لعبته بشكلٍ دائم، كلما حدث شأن مهم، هو يعرف بأن اللبنانيين يتسمرون أمام الشاشات خوفاً مما سيحدث، توقعاً لما سيأتي. يلجأ إلى رمي فكرته ساعياً إلى إحداث أكبر ضجة. إذا وقف حزب الله يميناً، اتجه أقصى الشمال، وإذا ما كان العكس، عكس أشرعته. ذكي هو لربما، لكنه ليس بالنضج الكافي كي يفهم بأن السياسة لا تؤخذ هكذا، وبأنَّ الأمور لم تعد كما كانت في العام 1982. "إنها 2015 دكتور جعجع!" يجدر أن يخبره أحدٌ بذلك. فحرفة السياسة لديه باتت "قديمة". رغم أنه يجيد بعض "تقنيات" الحواة سياسياً، إلا أنها ولشدة "تكرارها" واستعمالها، باتت أمراً يحفظه الجميع عن ظهر قلب. سيتكلم "السيد" اليوم، إذاً سيطل جعجع في اليوم الذي يليه. سيشقلب الكلام، سيقول كلاماً غير مفهوم، سيسعى جاهداً للحصول على فتات الضجة.
هي ليست المرة الأولى التي سيخاطب فيها الرجل "جمهوره" الذي يعتقد بأنه يسيطر عليه، لكن ما لا يعرفه أبداً، أنه حتى هذا الجمهور بات يسأم من خطابه هذا، بات يسأل فعلياً: ماذا بعد؟ ماذا تريد أن تقول لنا؟ لِمَ لا تفعل شيئاً "حقيقياً"؟ لم يعد جمهوره يريد أن يعيش في بعض "أمجادٍ" وهمية بنيت هنا وهناك، لذلك باتوا ينسلون بعيداً عنه. هو يدرك ذلك تماماً، لذلك فإنه يلجأ إلى "إطلاق" تصريحات "ناريةٍ" عند كل مناسبة، يعادي الجميع، يصخب بهدوئه المعهود؛ لإقناع من ابتعد: أنا ما زلت رقماً صعباً. لهذا: لم يكن من المنطقي أن يترك عملية "شهداء القنيطرة" تمر دون تعليق حتى ولو كان ذلك ابتعاداً تاماً عن "الوحدة الوطنية". فهو لا يرى فكرة "الوحدة الوطنية" أمراً ضرورياً على الإطلاق، هو لم يفعل في السابق، إذاً لِمَ يفعل الآن؟ ما هي الحكمة؟ صخب الرجل: ضغط أفكاره كما يريد، وانطلق يشرح كيف أن "حزب الله" سيدمر لبنان، وبأنه سيجلب "حرباً" وسواها من الأغنيات التي مل الجميع –محازبوه قبل الآخرين- من سماعها. كيف سيدمر "الحزب" لبنان؟ لا يعلم أحد. كيف سيجلب "الحزب" الخراب على البلد التي من المفترض أن يحميها؟ لا أحد أيضاً يعلم. هل "سيدفع" جعجع شخصياً شيئاً حال الدمار لإغاثة الناس ومساعدتهم؟ لن يفعل بالتأكيد. إذاً لِمَ كل هذا الغضب والتوتر والاشتعال؟ إنها الشهرة والبقاء تحت الضوء.
هو حال رجلٍ في أواخر عمره. "يشحذ" شيئاً من ضوءٍ كي يستمر فيه، ينتظر أن يرمى له الأمر، لكن البقاء تحت الضوء مكلفٌ وللغاية.
حزينٌ هو حال الرجل، لكنه ليس في قلب من أفقدهم أحبتهم له منه شيء!
هذا ما قالته ستريدا جعجع!!
يعتقد الرجل بأنه "نبي". حال معرفةِ ذلك؛ يصبح تقبل الأشياء، أياً كان نوعها، تصرفها، صرفها، أو حتى جمعها بسيطاً على عقل المتلقي. إنه ملك معراب غير المتوج بحسب رؤاه هو نفسه. إنه الدكتور سمير جعجع، هو لا يحتاج أبداً إلى "بورتريه" لتعريفه، أو حتى لوشمه. فاسم الرجل محفورٌ –حرفياً- في عقول كثيرين تسبب في فقدان أحبتهم، اللافت في الأمر هو اعتذاره –يوماً- عن ذلك، داعياً الجميع إلى ذلك، كما لو أنَّ الاعتذار يعيد أحباءنا إلينا، أو كأنه بذلك يطفئ لهيب أشواق آلاف الأمهات من دفن أحبتهم –ذات يومٍ- وغابوا.
لن ندخل اليوم في تفاصيل الماضي. فالتفاصيل الكثيرة تجعل الرجل أشبه بلوحة السهام (Darts) ذات الألوان المحددة للهدف. لكن البارحة كان واضحاً بجميع ألوانه. استعانت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية في عددها (عقب عملية شهداء القنيطرة مباشرةً) بكلامه ليكون أول "تعليقٍ" على العملية التي نفذتها المقاومة الإسلامية. بكل هذه المباشرة استعانت الجريدة الصهيونية بكلام الرجل معتبرةً بأنه (وكلامه) بشكلٍ أو بآخر يمثّلها ويمثّل وجهة النظر الصهيونية. لهذه الدرجة استطاع "الدكتور" إقناع الصهاينة أنه وإياهم على "سكةٍ" واحدة. لكن في ذلك لا مشكلة، فحزب الأمس اعترف غير مرةٍ بشرائه واستحضاره سلاحاً من الأرض المحتلة، فضلاً عن التدريبات الكثيرة. الأمر عاديٌ إذاً.
سمير جعجع واستعانة هارتس بكلامه
"نبوة" الرجل الإفتراضية (هو وحده يفترضها) تجعله يعتقد بأنه "مؤيدٌ" من قبل الإله، إنه ببساطة متأكدٌ من أنه "مقدّر" له أن يكون "رئيساً" للبنان، لكن، أيُّ لبنانٍ يريد؟ يسرُ الرجل بأنه يريد "لبناناً" مسالماً: قوته في ضعفه. هكذا هي أغنية كثيرٍ من الأفرقاء. لبنان الضعيف، مكسر عصا الصهيوني وسواه. هو يختلف عن لبناننا الذي نعرفه ونحبه. هو لبنان مختلف، لبنان حيث المقاومة ببساطة هي "كفر". هكذا هو لبنان بحسب جعجع. لبنان الذي لا يشبه شيئاً إلا ما في عقله. لبنان الذي لن يصبح هكذا إلا على جماجمنا.
أطل الدكتور بعد العملية مباشرةً، وسيطل غداً أو بعد غدٍ لربما بعد خطاب سماحة الأمين العام يوم الجمعة مباشرةً. هو ينتظر هذه الفرص كي يشع. هكذا هي لعبته بشكلٍ دائم، كلما حدث شأن مهم، هو يعرف بأن اللبنانيين يتسمرون أمام الشاشات خوفاً مما سيحدث، توقعاً لما سيأتي. يلجأ إلى رمي فكرته ساعياً إلى إحداث أكبر ضجة. إذا وقف حزب الله يميناً، اتجه أقصى الشمال، وإذا ما كان العكس، عكس أشرعته. ذكي هو لربما، لكنه ليس بالنضج الكافي كي يفهم بأن السياسة لا تؤخذ هكذا، وبأنَّ الأمور لم تعد كما كانت في العام 1982. "إنها 2015 دكتور جعجع!" يجدر أن يخبره أحدٌ بذلك. فحرفة السياسة لديه باتت "قديمة". رغم أنه يجيد بعض "تقنيات" الحواة سياسياً، إلا أنها ولشدة "تكرارها" واستعمالها، باتت أمراً يحفظه الجميع عن ظهر قلب. سيتكلم "السيد" اليوم، إذاً سيطل جعجع في اليوم الذي يليه. سيشقلب الكلام، سيقول كلاماً غير مفهوم، سيسعى جاهداً للحصول على فتات الضجة.
هي ليست المرة الأولى التي سيخاطب فيها الرجل "جمهوره" الذي يعتقد بأنه يسيطر عليه، لكن ما لا يعرفه أبداً، أنه حتى هذا الجمهور بات يسأم من خطابه هذا، بات يسأل فعلياً: ماذا بعد؟ ماذا تريد أن تقول لنا؟ لِمَ لا تفعل شيئاً "حقيقياً"؟ لم يعد جمهوره يريد أن يعيش في بعض "أمجادٍ" وهمية بنيت هنا وهناك، لذلك باتوا ينسلون بعيداً عنه. هو يدرك ذلك تماماً، لذلك فإنه يلجأ إلى "إطلاق" تصريحات "ناريةٍ" عند كل مناسبة، يعادي الجميع، يصخب بهدوئه المعهود؛ لإقناع من ابتعد: أنا ما زلت رقماً صعباً. لهذا: لم يكن من المنطقي أن يترك عملية "شهداء القنيطرة" تمر دون تعليق حتى ولو كان ذلك ابتعاداً تاماً عن "الوحدة الوطنية". فهو لا يرى فكرة "الوحدة الوطنية" أمراً ضرورياً على الإطلاق، هو لم يفعل في السابق، إذاً لِمَ يفعل الآن؟ ما هي الحكمة؟ صخب الرجل: ضغط أفكاره كما يريد، وانطلق يشرح كيف أن "حزب الله" سيدمر لبنان، وبأنه سيجلب "حرباً" وسواها من الأغنيات التي مل الجميع –محازبوه قبل الآخرين- من سماعها. كيف سيدمر "الحزب" لبنان؟ لا يعلم أحد. كيف سيجلب "الحزب" الخراب على البلد التي من المفترض أن يحميها؟ لا أحد أيضاً يعلم. هل "سيدفع" جعجع شخصياً شيئاً حال الدمار لإغاثة الناس ومساعدتهم؟ لن يفعل بالتأكيد. إذاً لِمَ كل هذا الغضب والتوتر والاشتعال؟ إنها الشهرة والبقاء تحت الضوء.
هو حال رجلٍ في أواخر عمره. "يشحذ" شيئاً من ضوءٍ كي يستمر فيه، ينتظر أن يرمى له الأمر، لكن البقاء تحت الضوء مكلفٌ وللغاية.
حزينٌ هو حال الرجل، لكنه ليس في قلب من أفقدهم أحبتهم له منه شيء!
هذا ما قالته ستريدا جعجع!!