ارشيف من :ترجمات ودراسات

ايلاند : ’إسرائيل’ ليست قادرة على القضاء على حزب الله

ايلاند : ’إسرائيل’ ليست قادرة على القضاء على حزب الله
كتب اللواء(احتياط)غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في "إسرائيل" مقالا عن عملية شبعا التي نفذها حزب الله والرد الاسرائيلي، في موقع "يديعوت احرونوت"،  فقال "انه في الوقت الذي اكتب فيه هذا المقال، ما زال الغموض يكتنف طريقة تطور الحادثة التي بدأت بعد ظهر يوم الأربعاء في مزارع شبعا، لكن من طبيعة العملية يمكنني ان أقدر بأن حزب الله ليس معنياً بتصعيد الموقف".


واضاف آيلاند ان "ذلك ليس بسبب عدم امتلاكه قدرة عسكرية مدهشة، فبالرغم من خسائره الكبيرة في سوريا، فإن الترسانة الصاروخية التي بحوزة الحزب، وهي بمثابة سلاحه الأساسي، ولم تتضرر إطلاقاً. علاوة على ذلك، مقارنة بالعام 2006، فهو أصبح أكثر قوة: لديه صواريخ أكثر، وذات مدى أبعد، وقدرة مدمرة أكبر وازدادت دقتها أيضاً".

ويسأل غيورا آيلاند "لماذا إذا حزب الله ليس معنيا بالتصعيد؟ انه غير معني بالأساس بسبب عدم شرعيته في لبنان، على حد قوله "في حين هناك شرعية كاملة في لبنان لهجوم ضد "إسرائيل"، من سوريا أو من لبنان، لكن لا توجد شرعية لعملية قد تؤدي الى دمار كبير في الدولة اللبنانية".

أكبر خطأ لـ"إسرائيل" خلال حرب لبنان الثانية العام 2006، يكتب غيورا آيلاند، كان القرار بمحاربة حزب الله لوحده وترك الحكومة اللبنانية، والجيش اللبناني والبنى التحتية جانباً. النتيجة كانت معركة استمرت مدة 33 يوماً وحصدت ثمناً باهظاً وأضرارا كبيرة في الجانب الإسرائيلي. لكن هذه الغلطة الاستراتيجية لم تذكر حتى في التقرير الذي نشرته لجنة "فينوغراد"، التي قامت بفحص الحرب.
ايلاند : ’إسرائيل’ ليست قادرة على القضاء على حزب الله
غيورا ايلاند ..الرئيس السابق لمجلس الامن القومي الاسرائيلي

ويقول آيلاند، ماذا لو خضنا حرب لبنان الثالثة بناء على نفس الوصفة؟ النتيجة على الأغلب ستكون أسوأ من نتيجة العام 2006. ليكن واضحاً، "إسرائيل" ليست قادرة على القضاء على حزب الله من دون ان تدفع ثمناً لا يحتمل من الضحايا والأضرار".

فعلى المستوى الأساسي، يتابع آيلاند، دولة سيادية لا يمكنها القضاء على منظمة ميليشياوية ناجعة في حال توفرت هذه الشروط الثلاثة، العدو موجود على الجانب الآخر من الحدود، المنظمة تتمتع بحماية كاملة من قبل الدولة، والدولة الحامية محصنة من أي رد".

الاستنتاج إذا واضح، يلفت غيورا آيلاند، في حال استمر إطلاق النيران من لبنان وقررنا ان هذا يستحق رداً إسرائيليا، فيجب الإعلان عن حرب ضد لبنان. لحسن الحظ، لا أحد يريد رؤية دمار لبنان، لا السوريين ولا إيران ولا المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة وفرنسا، التي استثمرت كثيراً في البنى التحتية للدولة. كلما أصبح الخوف من دمار لبنان واقعياً، كلما حقق رادعا حقيقيا وكلما منع نزاعا شاملا. في حال اندلع النزاع على أي حال، التهديد بدمار لبنان سيؤدي الى وقف إطلاق نار خلال 3 أيام، بدلاً من 33 يوما".

ويخلص غيورا آيلاند الى القول ان "التهديد ضد لبنان يمكنه ان يخلق ردعاً حقيقياً، لأنه حتى حزب الله، كمنظمة سياسية، قلق من إمكانية التسبب بضرر كبير لدولته."
2015-02-01