ارشيف من :ترجمات ودراسات
التوتر في الشمال: العلاج المؤقت بالاحتواء أو الحرب
كتب رئيس "الموساد" السابق أفرايم هليفي، في افتتاحية صحيفة "يديعوت احرونوت"، مقالاً تناول فيه الاحداث الاخيرة في الشمال، فقال إن "هناك وجه شبه مفاجئ بين طرق تعبير قادة "اسرائيل" وقادة "اعدائها" في الجبهة الشمالية، سواء في كل ما يتعلق بجوهر النزاع أم بالتقنيات التي يتخذها الطرفان في اطار سلوكيهما فـ"اسرائيل" وحزب الله على حد سواء انشغلا الشهر الماضي سواء في محاولات تصميم "قواعد اللعب" على طول خط الفصل بين سوريا و"اسرائيل" في هضبة الجولان أم بتغيير الرواية التي اضطر الطرفان اليها".
ويتابع هليفي انه "قبل بضعة ايام من الحدث الذي سقط فيه جهاد مغنية والجنرال الايراني أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن منظمته لا تتواجد في هضبة الجولان. وعندما سقط ستة رجال من حزب الله في ذالك الحدث، لم تنف المنظمة مرة اخرى بأن رجالها يعملون هناك. وما سعى حزب الله الى اخفائه اصبح علنا. وحزب الله والايرانيون ردّوا كل على حدة على العملية وقالوا إنه سيكون انتقام".
ويضيف "أما سلوك "اسرائيل" فكان اكثر تعقيدا في المراحل الاولى.. فـ"اسرائيل" لم تتبنَ المسؤولية عن التصفية فما بالك أن ظروف التنفيذ في وضح النهار لم تسهل أمر فرض الغموض على هوية المنفذين. كان واضحا أن "اسرائيل" تطلعت منذ البداية الى "احتواء" الحدث من خلال نوع من نفي الدور، وعلى ما يبدو أملت في أنها بهذا الشكل تمنع تدهورا آخر. غير أن هناك هدفان بالنسبة لها الاول "احتواء" الحدث في مواجهة حزب الله والايرانيين، والثاني تشجيع الجمهور في "اسرائيل". في البداية نقل عن مصدر كبير في القدس قوله إن "اسرائيل" لم تعرف بوجود الايراني في المكان، غير أن بعد بضعة ايام من ذلك حسم وزير الدفاع بأن تصفية الجنرال كانت ضرورية".
ويشير رئيس "الموساد" السابق الى أنه "عندها جاءت الحادثة في مزارع شبعا التي قتل فيها جنديان من "جفعاتي"، وأدت الى ظهور السيد نصر الله في خطاب مفصل حرص فيه على أن يعقد مساواة بين الحدثين في هضبة الجولان وفي هار دوف. فكلاهما وقعا في وضح النهار، كلاهما حققا هدفيهما، ومن هنا الجبهتان، هضبة الجولان وجنوب لبنان جبهة واحدة. كما قضى بأنه لا يسارع الى الحرب في الوقت الحالي، ولكن اذا ما فرضت على حزب الله، فانه مستعد لها وبرأيه سينتصر فيها. عمليا سعى السيد نصر الله لأن يقول بأن "اسرائيل" ولبنان يعيشان اليوم في وضع من الردع المتبادل".
ويردف كاتب المقال "في الظاهر اتخذت "اسرائيل" في هذه المرحلة تكتيكا مختلفا، فقد قالت إنها لا تقبل صيغة السيد نصر الله في أن جنوب لبنان وهضبة الجولان جبهة واحدة، ولهذا فإنها لا تمتنع عن مواصلة العمل لمنع سيطرة حزب الله والايرانيين في الجولان، غير أن هذا ترافق مع خطوتين إضافتين، على ما يبدو هما الاهم من ناحية القدس. فقد تكبد الناطقون بلسان الحكومة العناء للتشديد في منتصف الاسبوع الماضي على مسؤولية حكام لبنان وسوريا عن كل ما يجري على جانبي المتراس، بينما في نهاية الاسبوع قال رئيس الوزراء ووزير (الدفاع) الحرب إن المنفذ الاساس للجولة الاخيرة هي ايران، في اطار المواجهة الشاملة الآخذة في التصاعد بين القدس وطهران. أما كل الباقين فلم يذكروا على الاطلاق. القيادات العليا في الحكم الايراني، الذين يحللون احداث الاسابيع الاخيرة والتصريحات الواضحة في "اسرائيل" قد يستنتجون بأن الأخيرة قررت تحدي ايران. والتعريف الذي أعطي لتصفية الجنرال الايراني لا يقبل تفسيرا آخر".
ويتابع هليفي بالقول "بالفعل، يتحدث الايرانيون عن أن هذا الحساب مفتوح وبرأيهم سيسددون الدين. لست واثقا من أنه جرت مراجعة في القدس لما حصل ولكن هذه هي النتيجة في هذه اللحظة، فالمواجهة العسكرية بين "اسرائيل" وايران على الارض السورية، اذا ما وقعت، ستبدأ في شروط افتتاح مفضلة بالنسبة لنا. فايران توجد في موقع ادنى في مواجهة "اسرائيل" في كثير من الجوانب الاستراتيجية. وهزيمة ساحقة لها في سوريا كفيلة بأن تمس بشدة بمكانتها الاقليمية والدولية. غير أن على "اسرائيل" أن تفكر ايضا بموقف روسيا من مثل هذه الحرب بصفتها مشاركة في الازمة السورية من خلال التوريد المكثف للسلاح والتواجد الواسع في الميدان. والاسناد الامريكي الجدي، الامني والسياسي، سيكون حيويا أكثر من أي وقت مضى لحكومة "اسرائيل".
ويخلص هليفي الى القول "لعل هذه الاعتبارات تدفع "اسرائيل" الى تفضيل "احتواء" المواجهة الاخيرة، التي رغب فيها حزب الله ايضا، ولكن الاحتواء هو دوماً علاج مؤقت".
ويتابع هليفي انه "قبل بضعة ايام من الحدث الذي سقط فيه جهاد مغنية والجنرال الايراني أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن منظمته لا تتواجد في هضبة الجولان. وعندما سقط ستة رجال من حزب الله في ذالك الحدث، لم تنف المنظمة مرة اخرى بأن رجالها يعملون هناك. وما سعى حزب الله الى اخفائه اصبح علنا. وحزب الله والايرانيون ردّوا كل على حدة على العملية وقالوا إنه سيكون انتقام".
ويضيف "أما سلوك "اسرائيل" فكان اكثر تعقيدا في المراحل الاولى.. فـ"اسرائيل" لم تتبنَ المسؤولية عن التصفية فما بالك أن ظروف التنفيذ في وضح النهار لم تسهل أمر فرض الغموض على هوية المنفذين. كان واضحا أن "اسرائيل" تطلعت منذ البداية الى "احتواء" الحدث من خلال نوع من نفي الدور، وعلى ما يبدو أملت في أنها بهذا الشكل تمنع تدهورا آخر. غير أن هناك هدفان بالنسبة لها الاول "احتواء" الحدث في مواجهة حزب الله والايرانيين، والثاني تشجيع الجمهور في "اسرائيل". في البداية نقل عن مصدر كبير في القدس قوله إن "اسرائيل" لم تعرف بوجود الايراني في المكان، غير أن بعد بضعة ايام من ذلك حسم وزير الدفاع بأن تصفية الجنرال كانت ضرورية".
رئيس "الموساد" السابق أفرايم هليفي
ويشير رئيس "الموساد" السابق الى أنه "عندها جاءت الحادثة في مزارع شبعا التي قتل فيها جنديان من "جفعاتي"، وأدت الى ظهور السيد نصر الله في خطاب مفصل حرص فيه على أن يعقد مساواة بين الحدثين في هضبة الجولان وفي هار دوف. فكلاهما وقعا في وضح النهار، كلاهما حققا هدفيهما، ومن هنا الجبهتان، هضبة الجولان وجنوب لبنان جبهة واحدة. كما قضى بأنه لا يسارع الى الحرب في الوقت الحالي، ولكن اذا ما فرضت على حزب الله، فانه مستعد لها وبرأيه سينتصر فيها. عمليا سعى السيد نصر الله لأن يقول بأن "اسرائيل" ولبنان يعيشان اليوم في وضع من الردع المتبادل".
ويردف كاتب المقال "في الظاهر اتخذت "اسرائيل" في هذه المرحلة تكتيكا مختلفا، فقد قالت إنها لا تقبل صيغة السيد نصر الله في أن جنوب لبنان وهضبة الجولان جبهة واحدة، ولهذا فإنها لا تمتنع عن مواصلة العمل لمنع سيطرة حزب الله والايرانيين في الجولان، غير أن هذا ترافق مع خطوتين إضافتين، على ما يبدو هما الاهم من ناحية القدس. فقد تكبد الناطقون بلسان الحكومة العناء للتشديد في منتصف الاسبوع الماضي على مسؤولية حكام لبنان وسوريا عن كل ما يجري على جانبي المتراس، بينما في نهاية الاسبوع قال رئيس الوزراء ووزير (الدفاع) الحرب إن المنفذ الاساس للجولة الاخيرة هي ايران، في اطار المواجهة الشاملة الآخذة في التصاعد بين القدس وطهران. أما كل الباقين فلم يذكروا على الاطلاق. القيادات العليا في الحكم الايراني، الذين يحللون احداث الاسابيع الاخيرة والتصريحات الواضحة في "اسرائيل" قد يستنتجون بأن الأخيرة قررت تحدي ايران. والتعريف الذي أعطي لتصفية الجنرال الايراني لا يقبل تفسيرا آخر".
ويتابع هليفي بالقول "بالفعل، يتحدث الايرانيون عن أن هذا الحساب مفتوح وبرأيهم سيسددون الدين. لست واثقا من أنه جرت مراجعة في القدس لما حصل ولكن هذه هي النتيجة في هذه اللحظة، فالمواجهة العسكرية بين "اسرائيل" وايران على الارض السورية، اذا ما وقعت، ستبدأ في شروط افتتاح مفضلة بالنسبة لنا. فايران توجد في موقع ادنى في مواجهة "اسرائيل" في كثير من الجوانب الاستراتيجية. وهزيمة ساحقة لها في سوريا كفيلة بأن تمس بشدة بمكانتها الاقليمية والدولية. غير أن على "اسرائيل" أن تفكر ايضا بموقف روسيا من مثل هذه الحرب بصفتها مشاركة في الازمة السورية من خلال التوريد المكثف للسلاح والتواجد الواسع في الميدان. والاسناد الامريكي الجدي، الامني والسياسي، سيكون حيويا أكثر من أي وقت مضى لحكومة "اسرائيل".
ويخلص هليفي الى القول "لعل هذه الاعتبارات تدفع "اسرائيل" الى تفضيل "احتواء" المواجهة الاخيرة، التي رغب فيها حزب الله ايضا، ولكن الاحتواء هو دوماً علاج مؤقت".