ارشيف من :آراء وتحليلات
مأزق نتنياهو ..’اسرائيل’ تعيش قلق الغاء قواعد الاشتباك
رفيق زهور
لا يختلف اثنان على مدى دقة وحرفية ومهارة عملية شبعا التي نفذها مجاهدو المقاومة رداً على اغتيال "اسرائيل" الآثم لثلة من المجاهدين الابرار في القنيطرة، حرفية عالية في التنفيذ بدت واضحة ان من حيث التوقيت والاسلوب أو مشهد حطام الاليات المحترقة في نقطة المقتل، الا ان الدلالات التي حملها خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الجمعة كانت بدون أدنى شك أشد وقعاً وايلاماً على قلوب وعقول القادة والمخططين "الاسرائيلين" ومستوطنيهم على حد سواء، ما أدخلهم في دوامة من التحليلات والتكهنات التي وصلت الى حد تقاذف اتهامات بالتسرع والتهور وسوء التقدير وجهت الى من اتخذ قرار الغارة في القنيطرة، خاصة على ضوء الانتخابات القادمة التي خطط نتانياهو لخوضها بدماء شهداء القنيطرة، فاذا به يجد نفسه مضطراً لخوضها بدماء جنود "جفعاتي" ومشهد آلياته المحترقة وبردع "اسرائيلي" تآكل حتى بات يشبه كل شيئ ..الا الردع.
آليات اسرائيلية محترقة في أرض العملية
فنتانياهو الذي كان يدعو الله وحزبه ألّا يكون ردّ فعل المقاومة مؤلماً جداً قبل الانتخابات، لم يعد مضطراً للتعامل فقط مع رد أكثر من مؤلم عبّر عنه أحد جنود "جفعاتي" الناجين من العملية بالقول " لو أكملنا طريقنا صعوداً الى الجبل لقتلنا جميعاً ومزقنا تمزيقاً" من جهة، بل عليه من جهة اخرى أن يتعامل مع خطاب مزلزل غيّر وجه الصراع ورسم له قواعد جديدة مفادها أن لا قواعد اشتباك بعد اليوم ولا حدود لحرية عمل المقاومة، الأمر الذي يحمل "الاسرائيليون" مسؤليته لرئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو بشكل اساسي، حيث رأى الكاتب في "هآرتس" يؤئيل ماركوس أنه" من الصعب أن نؤمن أن نتنياهو لا يتحمل مسؤولية الدم المسفوك أول أمس في لبنان، والدم الذي سيُسفك بعد ذلك لنفس السبب."
ونتنياهو نفسه كان قد هدد وتوعد بعد العملية، وقال خلال جولة في سديروت أن "كل من يحاول اختبارنا على جبهة الحدود الشمالية الإسرائيلية، أقترح عليه أن يرى ما حصل بالقرب من سديروت، في قطاع غزة التي عانت منها حماس الصيف الماضي من الضربة الأكثر إيلاماً لها منذ قيامها، والجيش الإسرائيلي مستعد للتعامل بقوة على جميع الجبهات،” كما هدد في وقت لاحق " المسؤولين عن الهجوم على قافلة عسكرية جنوب لبنان بـ"دفع الثمن كامل،" وأعلن أن "الجيش الإسرائيلي مستعد للرد بقوة على أي جبهة."
الا ان رد نتنياهو لم يأت، ونبرة التهديد الصباحية انقلبت الى نبرة تهدئة مسائية أعقبها في الايام الماضية رسائل تهدئة في كل حدب وصوب، فـ"اسرائيل قررت "بلع" الضربة وعدم ارتكاب حماقات بتوسيع دائرة العمليات بشكل يكون الثمن باهظاً وهو ما لا تقوى عليه لا هي ولا جيشها.
قرار نتنياهو بالتهدئة استدعى رداً من وزير خارجيته افيغدور ليبرمان الذي هاجم عبر صفحته الخاصة على موقع " فيسبوك" رئيسه نتنياهو، معتبراً أنه" اضر بقدرة الردع الاسرائيلي"، واضاف "إن ابتلاع الضربة تعني أن إسرائيل توافق على قواعد هذه اللعبة وعلى دفع الأثمان المترتبة عليها،" معتبراً أن "عدم الرد على حزب الله يتجلى بخضوع اسرائيل وتسليمها بقواعد اللعبة التي يمليها حزب الله ومن يقول بأنه يجب علينا ابتلاع الضربة والانتظار يتيح بذلك لحزب الله متسعاً من الوقت لبناء قوته على حدودنا مع سوريا وان ينشر في المنطقة "مخربين" وكميات كبيرة من السلاح القاتل حتى يتمكن من الانطلاق للعمل ضدنا من هذه المنطقة في الوقت الذي يراه مناسبا".
اذن، نتنياهو و"اسرائيل" اليوم في أزمة بكل المقاييس، أزمة نتنياهو قد تودي بمستقبله السياسي والانتخابي، فرئيس الوزراء الذي سعى عبر القرار باغتيال الشهداء في القنيطرة الى منح نفسه صورة الرجل المستعد لاخذ أي قرار من أجل الحفاظ على أمن "اسرائيل"، بات اليوم بنظر "اسرائيل" و"الاسرائيليين" الرجل المتهور الذي أودت قراراته بحياة جنود "جفعاتي" وبنظرية الردع "الاسرائيلية" ومنحت عدو "اسرائيل" اللدود حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله الفرصة الذهبية لالغاء قواعد الاشتباك وكسب هامش واسع من الحرية في عملهم المقاوم ضد "اسرائيل"، أما أزمة "اسرائيل" فهي ان عمل المقاومة بات لا يحده زمان ولا جغرافيا ولا اسلوب، ولسان حال مستوطني الجولان والشمال يقول:"وداعاً لايام الهدوء الذهبية في الجولان، ولايام السياحة والتزلج في حرمون والحياة الوادعة في الجليل..ولنستعد لأيام الرعب والقلق وليالي الخوف من نفق هنا أو عبوة هناك أو صاروخ يأتينا من سوريا أو لبنان.. والفضل يعود لك..سيد نتنياهو ."
لا يختلف اثنان على مدى دقة وحرفية ومهارة عملية شبعا التي نفذها مجاهدو المقاومة رداً على اغتيال "اسرائيل" الآثم لثلة من المجاهدين الابرار في القنيطرة، حرفية عالية في التنفيذ بدت واضحة ان من حيث التوقيت والاسلوب أو مشهد حطام الاليات المحترقة في نقطة المقتل، الا ان الدلالات التي حملها خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الجمعة كانت بدون أدنى شك أشد وقعاً وايلاماً على قلوب وعقول القادة والمخططين "الاسرائيلين" ومستوطنيهم على حد سواء، ما أدخلهم في دوامة من التحليلات والتكهنات التي وصلت الى حد تقاذف اتهامات بالتسرع والتهور وسوء التقدير وجهت الى من اتخذ قرار الغارة في القنيطرة، خاصة على ضوء الانتخابات القادمة التي خطط نتانياهو لخوضها بدماء شهداء القنيطرة، فاذا به يجد نفسه مضطراً لخوضها بدماء جنود "جفعاتي" ومشهد آلياته المحترقة وبردع "اسرائيلي" تآكل حتى بات يشبه كل شيئ ..الا الردع.
آليات اسرائيلية محترقة في أرض العملية
فنتانياهو الذي كان يدعو الله وحزبه ألّا يكون ردّ فعل المقاومة مؤلماً جداً قبل الانتخابات، لم يعد مضطراً للتعامل فقط مع رد أكثر من مؤلم عبّر عنه أحد جنود "جفعاتي" الناجين من العملية بالقول " لو أكملنا طريقنا صعوداً الى الجبل لقتلنا جميعاً ومزقنا تمزيقاً" من جهة، بل عليه من جهة اخرى أن يتعامل مع خطاب مزلزل غيّر وجه الصراع ورسم له قواعد جديدة مفادها أن لا قواعد اشتباك بعد اليوم ولا حدود لحرية عمل المقاومة، الأمر الذي يحمل "الاسرائيليون" مسؤليته لرئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو بشكل اساسي، حيث رأى الكاتب في "هآرتس" يؤئيل ماركوس أنه" من الصعب أن نؤمن أن نتنياهو لا يتحمل مسؤولية الدم المسفوك أول أمس في لبنان، والدم الذي سيُسفك بعد ذلك لنفس السبب."
ونتنياهو نفسه كان قد هدد وتوعد بعد العملية، وقال خلال جولة في سديروت أن "كل من يحاول اختبارنا على جبهة الحدود الشمالية الإسرائيلية، أقترح عليه أن يرى ما حصل بالقرب من سديروت، في قطاع غزة التي عانت منها حماس الصيف الماضي من الضربة الأكثر إيلاماً لها منذ قيامها، والجيش الإسرائيلي مستعد للتعامل بقوة على جميع الجبهات،” كما هدد في وقت لاحق " المسؤولين عن الهجوم على قافلة عسكرية جنوب لبنان بـ"دفع الثمن كامل،" وأعلن أن "الجيش الإسرائيلي مستعد للرد بقوة على أي جبهة."
الا ان رد نتنياهو لم يأت، ونبرة التهديد الصباحية انقلبت الى نبرة تهدئة مسائية أعقبها في الايام الماضية رسائل تهدئة في كل حدب وصوب، فـ"اسرائيل قررت "بلع" الضربة وعدم ارتكاب حماقات بتوسيع دائرة العمليات بشكل يكون الثمن باهظاً وهو ما لا تقوى عليه لا هي ولا جيشها.
قرار نتنياهو بالتهدئة استدعى رداً من وزير خارجيته افيغدور ليبرمان الذي هاجم عبر صفحته الخاصة على موقع " فيسبوك" رئيسه نتنياهو، معتبراً أنه" اضر بقدرة الردع الاسرائيلي"، واضاف "إن ابتلاع الضربة تعني أن إسرائيل توافق على قواعد هذه اللعبة وعلى دفع الأثمان المترتبة عليها،" معتبراً أن "عدم الرد على حزب الله يتجلى بخضوع اسرائيل وتسليمها بقواعد اللعبة التي يمليها حزب الله ومن يقول بأنه يجب علينا ابتلاع الضربة والانتظار يتيح بذلك لحزب الله متسعاً من الوقت لبناء قوته على حدودنا مع سوريا وان ينشر في المنطقة "مخربين" وكميات كبيرة من السلاح القاتل حتى يتمكن من الانطلاق للعمل ضدنا من هذه المنطقة في الوقت الذي يراه مناسبا".
اذن، نتنياهو و"اسرائيل" اليوم في أزمة بكل المقاييس، أزمة نتنياهو قد تودي بمستقبله السياسي والانتخابي، فرئيس الوزراء الذي سعى عبر القرار باغتيال الشهداء في القنيطرة الى منح نفسه صورة الرجل المستعد لاخذ أي قرار من أجل الحفاظ على أمن "اسرائيل"، بات اليوم بنظر "اسرائيل" و"الاسرائيليين" الرجل المتهور الذي أودت قراراته بحياة جنود "جفعاتي" وبنظرية الردع "الاسرائيلية" ومنحت عدو "اسرائيل" اللدود حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله الفرصة الذهبية لالغاء قواعد الاشتباك وكسب هامش واسع من الحرية في عملهم المقاوم ضد "اسرائيل"، أما أزمة "اسرائيل" فهي ان عمل المقاومة بات لا يحده زمان ولا جغرافيا ولا اسلوب، ولسان حال مستوطني الجولان والشمال يقول:"وداعاً لايام الهدوء الذهبية في الجولان، ولايام السياحة والتزلج في حرمون والحياة الوادعة في الجليل..ولنستعد لأيام الرعب والقلق وليالي الخوف من نفق هنا أو عبوة هناك أو صاروخ يأتينا من سوريا أو لبنان.. والفضل يعود لك..سيد نتنياهو ."