نشرت صحيفة "هآرتس" في خبرها الرئيسي موضوعاً تناول استقالة رئيس لجنة التحقيق الدولية في عدوان "الجرف الصلب"، جاء فيه أن "رئيس اللجنة استقال من منصبه، وفي "اسرائيل" يطالب المعنيون الامم المتحدة منذ الآن باستبعاد مادة اللجنة وإلغائها".  وقد تبين في هذه الاثناء أن الرئيس المستقيل البروفيسور وليام شباس كان مستشارا سابقا لمنظمة التحرير الفلسطينية مقابل المال، وهي المسألة التي كانت في صلب قراره الاعتزال".

وبحسب الصحيفة، شرح رجل القانون الكندي أنه استقال من منصبه في اعقاب توجه اسرائيلي الى مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة، وانكشف في هذا التوجه أن شباس كتب لـ منظمة التحرير الفلسطينية فتوى قانونية قبل نحو سنتين ونصف السنة. ولقاء هذه الفتوى، التي عنيت بآثار رفع مستوى مكانة السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة، تلقى شباس مبلغ 1300 دولار.

وقال شباس أمس "إن استمرار تولي المنصب خلق عائقا أمام عمل اللجنة. لا أدري اذا كان أحد ما انتصر، لأن اللجنة تواصل عملها وأنا اؤمن بأنها ستصدر تقريرها". وبالفعل، قال مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى أمس إن "شباس استقال انطلاقا من التفكير بأن هكذا يمكنه أن يضر "اسرائيل" بقدر أكبر، بهدف أن يتم في نهاية المطاف نشر التقرير الذي عمل عليه".
 
 وتشير جهات في "اسرائيل"، كما تنقل صحيفة "هآرتس"،  الى أن كشف أمر الاستشارة مدفوعة الاجر هو الذي أدى الى الانجاز الذي رحب به أمس الكثيرون في القيادة السياسية. وقال أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه "بعد استقالته، ينبغي الآن سحب نشر التقرير الذي كتب بمبادرة مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة".

أما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان فقال إن "الاستقالة هي انجاز آخر للدبلوماسية الاسرائيلية. وهي تثبت بأن حتى الاكثر ازدواجية اخلاقيا من بين المحافل الدولية لا يمكنهم أن يتجاهلوا أن تعيين شباس كان كتعيين قابيل للتحقيق في من قتل هابيل".

 وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتس قال من ناحيته إن الاستقالة "تجعل مرفوضا كل عمل اللجنة حتى الآن". أما السفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة سابقة، مايكل اورن فقال امس إن تعيين شباس "ولد في الخطيئة". وعلى حد قول اورن، الذي يتنافس في الانتخابات للكنيست عن حزب كلنا، إن الاستقالة هي "خطوة لازمة ومباركة".

ومهما يكن من أمر، تخلص "هآرتس"، فان التقرير آخذ في الاقتراب،  فعضو لجنة التحقيق ميري مكغافن عينت لتحل محل البروفيسور شباس. ويعتبر الاسرائيليون مكغافن الامريكية من أصل يهودي وقاضية محكمة عليا متقاعدة، أقل عداءً من الرئيس المعتزل.