ارشيف من :آراء وتحليلات
الناشطة الحقوقية أميرة مسعود لـ’العهد’: ليبيا لا تزال تنزف والعالم يتفرج
استبعدت الناشطة الحقوقية الليبية والمحكّمة الدولية بمركز التحكيم الدولي في القاهرة أميرة الجليدي مسعود انتهاء الصراع في بلادها في وقت قريب، لافتة إلى أن ما يجري في ليبيا هو "حرب تقرير مصير" بين الاطراف المتنازعة. وأشارت في حديث لموقع لـ " العهد الاخباري" إلى أن ليبيا لا تزال تنزف والعالم يتفرج وأن آلاف العائلات مهجرة داخل البلاد وخارجها.
وفيما يلي نص الحوار:
1- من يحكم ليبيا اليوم ؟ وما مستقبل الصراع الدائر هناك بين قوات حفتر وقوات فجر ليبيا؟
ليبيا محكومة من عدة أطراف متعددة التوجهات وهي ايضا محكومة من بعض العصابات الخارجة عن القانون والتي تستغل الفراغ الامني. وايضا وجد المتطرفون مكانا آمنا في ليبيا وفي مقدمتهم داعش التي تحركها قوى خارجية هي التي سمحت لها بدخول البلاد. ليبيا اليوم محكومة من اطراف جعلت المنطقة ممزقة وأسهمت في تعثر العملية السياسية، وهي محتاجه لأبنائها الوطنيين وإلى أبناء مؤسسات الدولة. إذ لا يمكن القضاء على الارهاب إلا بالبدء بوقف اطلاق النار بين الإخوة. صحيح ان السلطة تهم الجميع ويسعى الجميع للوصول اليها، لكن لا بد من منهج واضح ديمقراطي حتى يتقبل الشعب الليبي ذلك الأمر. وأنا أرى أن الاطراف الموجودة حاليا على الساحة لا تستحوذ على ثقة الشعب الليبي، ويمكن القول ان الحاكم الفعلي اليوم هو السلاح.
ليبيا
2- كيف تفسرين وجود حكومتين وبرلمانين اليوم في ليبيا؟
وجود حكومتين وبرلمانين أصبح للأسف أمرا واقعا في ليبيا لا ينكره أحد، وتسعى كل حكومة لتقديم الأفضل لمؤيديها، ولكن الأداء لا يزال ضعيفا للحكومتين. لقد تسببت كلتا الحكومتين في زيادة معاناة الشعب الليبي. وأتمنى أن تكون الحكومة التوافقية أفضل حظا منهما.
3- ما هي برأيك فرص نجاح حوار جنيف؟
هنا لا بد من طرح تساؤل، هل ذهب المتحاورون من أجل الحوار ووقف اطلاق النار أم من أجل تحقيق مكاسب سياسية؟ اليوم، وبعد جولات من الحوار، أجد أن النار لم تتوقف في بلادي وأرى أن الأمم المتحدة لا تلتزم الحياد ولم تشرك جميع الاطراف. يطلبون من الليبيين حل مشاكلهم برعاية الأمم المتحدة ويتناسون أنهم طرف فيما يحصل. وأنا أجزم بأن بعثة الامم المتحدة قصرت في أداء واجبها نحو ليبيا سواء فيما يتعلق بإعطاء المشورة أو بإلزام السلطة التشريعية على الالتزام بالمعاهدات الدولية أو بالحفاظ على المال العام . حوار جنيف هو آخر المشوار، وفي حال نجاحه نكون قد تجاوزنا الازمة، ولكن المعطيات التي تلوح في الأفق لا تبشر بقرب الحسم، بل تؤكد ان الحسم سيكون عسكريا وان حوار جنيف ما هو إلا مراوحة في المكان من وجهة نظري، وأرجو، شخصيا ألا يكون ذلك. أتمنى أن ينجح الحوار وأن تتم المصالحة بين الليبيين بعيدا عن أي تدخل خارجي.
4- بوصفك ناشطة حقوقية وقانونية كيف ترين دور المرأة في ليبيا اليوم؟
لا تزال المرأة الليبية تحاول ان تتقدم رغم ان صوتها لا يزال باهتا وغير مسموع. ومن المؤسف أن الامم المتحدة عندما دعت للحوار أقصت المرأة ولم تلتزم بقراراتها وخاصة القرار رقم 1325 الصادر عن مجلس الامن والذي يتحدث عن التمثيل العادل.