ارشيف من :آراء وتحليلات
شركة «داعش» التجارية
رغم ابداء السلطات الاردنية استعدادها للتفاوض حول الافراج عن السجينة ساجدة الريشاوي وآخرين مقابل الافراج عن طيارها معاذ الكساسبة، الا ان التنظيم عرض التبادل مقابل الرهينة اليابانية لديه. لتنتهي المساعي بقيام داعش باعدام الرهينة الياباني اولا ومن ثم الطيار ثانيا، لترد السلطات الاردنية بالمقابل بتنفيذ حكم الاعدام الصادر منذ سنوات بحق كل من الريشاوي وزياد الكربولي.
لا شك ان رفض داعش للتفاوض حول التبادل يرخي بظلاله على القضية وعن الدوافع التي منعت داعش من محاولة اطلاق سراح بعض معتقليه لدى السلطات الاردنية. وبالتالي السؤال عن سبب قيام داعش باعدام الكساسبة مفوتا فرصة التبادل؟
داعش
والواقع أن القول بان الطيار كان أعدم في وقت سابق من التاريخ المعلن لنشر الشريط المصور لا يغير من واقع السؤال، فسواء كانت عملية الاعدام قد حصلت في التاريخ المعلن او او قبله لا يجيب عن السؤال الاساس : لماذا الاعدام في ظل امكانية التفاوض لاطلاق سراح داعشيين من السجون الاردنية؟
التنظيم لا يهتم لعناصره
يملك داعش المئات من المعتقلين لديه في كل من العراق وسوريا من مختلف المذاهب والاعراق، وفي المقابل لدى السلطات العراقية والسورية المئات من الداعشيين الاسرى لديه ايضا.
ورغم وجود هذا الكم الهائل من المعتقلين فان داعش لم يبد في يوم من الايام استعداده للتفاوض حول عمليات تبادل، بل غالبا ما كان يلجأ الى اعدامات جماعية، ما يشير الى ان داعش لا يهتم لعناصره بقدر اهتمامه بالحصول على أموال مقابل الخطف.
في بدايات انطلاقة التنظيم وقبل توسعه في العراق وسوريا، كانت عمليات الخطف تمثل لداعش اسلوبا من اساليب الحصول على التمويل عن طريق طلب الفدية مقابل اطلاح سراح المختطف لديه، ولئن كان هذا الاسلوب قد يبدو مفهوما ( وان كان غير مبرر) في ظل الضائقة المالية في المراحل الاولى، الا انه غير مفهوم بعد التوسع والسيطرة على مناطق نفطية وارتفاع مدخولاته الى نسب قياسية، ما يضع داعش امام اسئلة كبيرة امام مناصريه ومحازبية عن سر اهمال السعي لاطلاق سراح من هم في السجون (رغم ان البعض يتحدث عن تراجع كبير في ايرادات التنظيم بعد تراجع اسعار النفط).
مرتزقة يسعون للمال والسلطة
وبعيدا عن وجود سبب شرعي يمنع حصول هذا النوع من التبادل والذي اكد على شرعيته ابو محمد المقدسي، فان السبب الابرز، كما يبدو بشكل اولي، هو ان داعش يريد ان يبعث برسالة الى عناصره بضرورة عدم الاستسلام والقتال حتى آخر نقطة دم . ولكن حتى هذا التبرير مستبعد ايضا لسببين:
الاول : ان عملية الوقوع بالاسر ليست بالضرورة ناجمة عن استسلام، بل قد تكون لاسباب قاهرة لا يستطيع العنصر الداعشي تجنبها، كمداهمة امنية، او فشل تفجير انتحاري ( كما حصل مع الريشاوي التي تعطل حزامها الناسف)، او نفاد الذخيرة.
الثاني : أن داعش شهد ومنذ مدة عدة عمليات هروب لبعض قادته محملين باموال طائلة، ما يشير الى وجود صراع كبير حول أموال «الدولة» وبيت مالها.
ورغم الشعارات الدينية الحادة التي يرفعها الا أن داعش ليس سوى مجموعات من المرتزقة البعثيين العراقيين وقطاع الطرق ومهربي السلاح والآثار، والانتفاعيين من بعض العشائر العراقية والسورية اضافة الى عناصر تكفيرية قادمة من بيئة محرومة ومهمشة تم غسل أدمغتها.
بهذا المعنى يصبح مفهوما لماذا تسعى داعش للأموال مقابل المختطفين لديها بدل مبادلتهم بمعتقلين واسرى لدى الأطراف الأخرى ما دام داعش ليس سوى «شركة مساهمة تجارية».
لا شك ان رفض داعش للتفاوض حول التبادل يرخي بظلاله على القضية وعن الدوافع التي منعت داعش من محاولة اطلاق سراح بعض معتقليه لدى السلطات الاردنية. وبالتالي السؤال عن سبب قيام داعش باعدام الكساسبة مفوتا فرصة التبادل؟
داعش
والواقع أن القول بان الطيار كان أعدم في وقت سابق من التاريخ المعلن لنشر الشريط المصور لا يغير من واقع السؤال، فسواء كانت عملية الاعدام قد حصلت في التاريخ المعلن او او قبله لا يجيب عن السؤال الاساس : لماذا الاعدام في ظل امكانية التفاوض لاطلاق سراح داعشيين من السجون الاردنية؟
التنظيم لا يهتم لعناصره
يملك داعش المئات من المعتقلين لديه في كل من العراق وسوريا من مختلف المذاهب والاعراق، وفي المقابل لدى السلطات العراقية والسورية المئات من الداعشيين الاسرى لديه ايضا.
ورغم وجود هذا الكم الهائل من المعتقلين فان داعش لم يبد في يوم من الايام استعداده للتفاوض حول عمليات تبادل، بل غالبا ما كان يلجأ الى اعدامات جماعية، ما يشير الى ان داعش لا يهتم لعناصره بقدر اهتمامه بالحصول على أموال مقابل الخطف.
في بدايات انطلاقة التنظيم وقبل توسعه في العراق وسوريا، كانت عمليات الخطف تمثل لداعش اسلوبا من اساليب الحصول على التمويل عن طريق طلب الفدية مقابل اطلاح سراح المختطف لديه، ولئن كان هذا الاسلوب قد يبدو مفهوما ( وان كان غير مبرر) في ظل الضائقة المالية في المراحل الاولى، الا انه غير مفهوم بعد التوسع والسيطرة على مناطق نفطية وارتفاع مدخولاته الى نسب قياسية، ما يضع داعش امام اسئلة كبيرة امام مناصريه ومحازبية عن سر اهمال السعي لاطلاق سراح من هم في السجون (رغم ان البعض يتحدث عن تراجع كبير في ايرادات التنظيم بعد تراجع اسعار النفط).
مرتزقة يسعون للمال والسلطة
وبعيدا عن وجود سبب شرعي يمنع حصول هذا النوع من التبادل والذي اكد على شرعيته ابو محمد المقدسي، فان السبب الابرز، كما يبدو بشكل اولي، هو ان داعش يريد ان يبعث برسالة الى عناصره بضرورة عدم الاستسلام والقتال حتى آخر نقطة دم . ولكن حتى هذا التبرير مستبعد ايضا لسببين:
الاول : ان عملية الوقوع بالاسر ليست بالضرورة ناجمة عن استسلام، بل قد تكون لاسباب قاهرة لا يستطيع العنصر الداعشي تجنبها، كمداهمة امنية، او فشل تفجير انتحاري ( كما حصل مع الريشاوي التي تعطل حزامها الناسف)، او نفاد الذخيرة.
الثاني : أن داعش شهد ومنذ مدة عدة عمليات هروب لبعض قادته محملين باموال طائلة، ما يشير الى وجود صراع كبير حول أموال «الدولة» وبيت مالها.
ورغم الشعارات الدينية الحادة التي يرفعها الا أن داعش ليس سوى مجموعات من المرتزقة البعثيين العراقيين وقطاع الطرق ومهربي السلاح والآثار، والانتفاعيين من بعض العشائر العراقية والسورية اضافة الى عناصر تكفيرية قادمة من بيئة محرومة ومهمشة تم غسل أدمغتها.
بهذا المعنى يصبح مفهوما لماذا تسعى داعش للأموال مقابل المختطفين لديها بدل مبادلتهم بمعتقلين واسرى لدى الأطراف الأخرى ما دام داعش ليس سوى «شركة مساهمة تجارية».