ارشيف من :خاص
مقارنة بين مشهدين
تطل الذكرى السنوية للقادة الشهداء لهذا العام على واقع مغاير عن سابقاتها، بعدما ارست المقاومة الاسلامية معادلة جديدة في مواجهة العدو الصهيوني على اثر اغتيال جيش الاحتلال لكوكبة من مجاهدي حزب الله في القنيطرة والرد السريع الذي قامت به المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا المحتلة ضد قافلة "إسرائيلية" أدت الى مقتل جنديين بينهم ضابط وجرح 7 آخرين. لكن هذا الواقع اخذ بعدا آخر تمثل في بروز مشهدين مختلفين على جانبي الحدود، فمن جهة يسود الخوف والقلق في صفوف المستوطنين بعدما فقد هؤلاء الثقة بجيشهم، بحيث لم تعد "إسرائيل" الملاذ الآمن للمستوطنين، ولم تعد الواحة التي يراد لها أن تكون أيقونة الشرق الأوسط . في المقابل ، صورة معاكسة لدى المجتمع اللبناني الذي يظهر بمظهر القوة والثقة بالنفس، والشعور بحالة الهدوء والإطمئنان وعدم مبالاته للتهديدات "الاسرائيلية".
ولتفسير حالة التناقض بين هذين المشهدين أجرى موقع "العهد" حديثا مع كل من الدكتور طلال عتريسي وعضو كتلة الوفاء للمقاومة العميد المتقاعد وليد سكرية والعميد المتقاعد الياس فرحات .
مشروع الدولة "الحلم" لم يعد يجد المحفزات القوية
يرى الدكتور طلال عتريسي أن حالة الذعر التي يعيشها المجتمع "الاسرائيلي" يعود الى مسألة جوهرية، هي أن "الاسرائيلي" لم يعد يثق بالحروب التي تندلع أو التي تتسبب بها قيادته . ويستدل عتريسي على ذلك من التقارير "الاسرائيلية" التي تتحدث عن عدم الرغبة في الانخراط في الجيش، واختفاء هذا النموذج الذي كان يقدمه الجندي البطل الشجاع. لذلك يرى عتريسي أنه عندما حصلت عملية الاغتيال و جاء الرد السريع من المقاومة ، دب الذعر في قلوب الصهاينة خشية أن يؤدي الرد الى حرب جديدة لا يرغبون فيها. ويلفت عتريسي الى نقطة مهمة على المستوى الاستراتيجي، هي أن مشروع الدولة الحلم أي الدولة " اليهودية " الموعودة لم يعد يجد المحفزات القوية، وهذا ما يفسر لماذا تراجعت الحماسة للقتال في الجيش أو الخوف من إندلاع الحرب، ولم يعد هناك ثقة
بالمشروع "الاسرائيلي" كله
.
جمهور المقاومة لا يشعر بالاحباط
بالمقابل يرى عتريسي أن الجمهور المؤيد للمقاومة لا يشعر بالخوف ولا بالاحباط، بل يشعر بالغضب والاستعداد للرد، وهذا يعكس حالة متناقضة تماما للحالة "الاسرائيلية" أي أن جمهور المقاومة مؤيد للمقاومة ، متمسك بها، يقدم الشهداء وأبناء الشهداء، ولا يزال على استعداد لتحمل كل ما ينتج عن هذا المشروع.
النقطة الثانية التي أضاء عليها الدكتور عتريسي هي أن لدى هذا الطرف ثقة تامة بقيادة المقاومة، في حين أن "الاسرائيلي" لا يثق بقيادته ويخشى من أن تكون قيادته فعلت ذلك، لأغراض إنتخابية يدفع ثمنها الجمهور الصهيوني. في حين أن جمهور المقاومة يبايع قيادته ويثق في قدرتها على حمايته، وعلى رد أي إعتداء.
ويختم الدكتور عتريسي بالقول: " هكذا يمكن أن نفهم المشهد من الجانب"الاسرائيلي" والمشهد من جانب المقاومة وجمهورها.
ارادة المواجهة
لا تختلف رؤية العميد المتقاعد وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الوليد سكرية عن رؤية عتريسي ويعتبر أن العامل الاساسي في هذه الحالة هو عامل إرادة المواجهة في المجتمع .
ويصف سكرية المجتمع الصهيوني بالمحب للحياة، ويخشى التعرض للخطر، سواء كان هذا الخطر مادي أو بشري، لافتا الى ان المجتمع "الاسرائيلي" يعتبر أن المبادرة بيد المقاومة .
أما في لبنان فيرى فيه سكرية مجتمعا مقاوما ومستعدا للشهادة والتضحية، ولا يسكت على ضيم، ولا يخشى التصعيد ووقوع خسائر.
ثقة بحكمة قيادة المقاومة
يقول العميد المتقاعد الياس فرحات ان الاعلام "الاسرائيلي" تحدث منذ أشهر عن محاولات سورية مدعومة من ايران وحزب الله لبناء جبهة مقاومة في الجولان، وان الاعلام الصهيوني تحدث بالتحديد عن هذه الجبهة وسمى الشهيد جهاد عماد مغنية من ضمن الذين يعملون فيها.
ويرى أن قادة العدو نظروا الى هذه الجبهة على انها تغيير لقواعد الاشتباك السياسي والعسكري على الحدود السورية، خصوصا بعد ان انهارت اتفاقية فصل القوات في الجولان وتعطل عملها بعدما خطفت "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" بعض عناصرها، لافتا الى ان المقاومة نفذت 3 عمليات داخل الجولان المحتل، إحداها زرع عبوة ناسفة وتفجيرها في قافلة "اسرائيلية" جرحت 4 جنود.
ويضيف بأن قادة "اسرائيل" خشوا من فتح هذه الجبهة وجرهم الى حرب استنزاف طويلة الامد، وأن استهداف المقاومين في القنيطرة لم يحقق هدفها في منع قيام الجبهة، لأن الدلائل تشير الى أن الجبهة ستقوم عاجلا أم آجلا ، والعملية لن تؤثر على ولادتها.
هذه القناعة برأي فرحات ولدت لدى الكيان الصهيوني ذعرا شديدا خاصة في المناطق الشمالية...
أما في لبنان فيؤكد فرحات أن هناك تعاطف من معظم اللبنانيين مع شهداء المقاومة ، وان هناك اجماعا لبنانيا على حكمة قيادة المقاومة وحسن تعاطيها في الرد على العدوان وثقتها بأنها ستتخذ التدابير للحفاظ على سلامة لبنان
ولتفسير حالة التناقض بين هذين المشهدين أجرى موقع "العهد" حديثا مع كل من الدكتور طلال عتريسي وعضو كتلة الوفاء للمقاومة العميد المتقاعد وليد سكرية والعميد المتقاعد الياس فرحات .
مشروع الدولة "الحلم" لم يعد يجد المحفزات القوية
يرى الدكتور طلال عتريسي أن حالة الذعر التي يعيشها المجتمع "الاسرائيلي" يعود الى مسألة جوهرية، هي أن "الاسرائيلي" لم يعد يثق بالحروب التي تندلع أو التي تتسبب بها قيادته . ويستدل عتريسي على ذلك من التقارير "الاسرائيلية" التي تتحدث عن عدم الرغبة في الانخراط في الجيش، واختفاء هذا النموذج الذي كان يقدمه الجندي البطل الشجاع. لذلك يرى عتريسي أنه عندما حصلت عملية الاغتيال و جاء الرد السريع من المقاومة ، دب الذعر في قلوب الصهاينة خشية أن يؤدي الرد الى حرب جديدة لا يرغبون فيها. ويلفت عتريسي الى نقطة مهمة على المستوى الاستراتيجي، هي أن مشروع الدولة الحلم أي الدولة " اليهودية " الموعودة لم يعد يجد المحفزات القوية، وهذا ما يفسر لماذا تراجعت الحماسة للقتال في الجيش أو الخوف من إندلاع الحرب، ولم يعد هناك ثقة
بالمشروع "الاسرائيلي" كله
.
جمهور المقاومة لا يشعر بالاحباط
بالمقابل يرى عتريسي أن الجمهور المؤيد للمقاومة لا يشعر بالخوف ولا بالاحباط، بل يشعر بالغضب والاستعداد للرد، وهذا يعكس حالة متناقضة تماما للحالة "الاسرائيلية" أي أن جمهور المقاومة مؤيد للمقاومة ، متمسك بها، يقدم الشهداء وأبناء الشهداء، ولا يزال على استعداد لتحمل كل ما ينتج عن هذا المشروع.
النقطة الثانية التي أضاء عليها الدكتور عتريسي هي أن لدى هذا الطرف ثقة تامة بقيادة المقاومة، في حين أن "الاسرائيلي" لا يثق بقيادته ويخشى من أن تكون قيادته فعلت ذلك، لأغراض إنتخابية يدفع ثمنها الجمهور الصهيوني. في حين أن جمهور المقاومة يبايع قيادته ويثق في قدرتها على حمايته، وعلى رد أي إعتداء.
ويختم الدكتور عتريسي بالقول: " هكذا يمكن أن نفهم المشهد من الجانب"الاسرائيلي" والمشهد من جانب المقاومة وجمهورها.
ارادة المواجهة
لا تختلف رؤية العميد المتقاعد وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الوليد سكرية عن رؤية عتريسي ويعتبر أن العامل الاساسي في هذه الحالة هو عامل إرادة المواجهة في المجتمع .
ويصف سكرية المجتمع الصهيوني بالمحب للحياة، ويخشى التعرض للخطر، سواء كان هذا الخطر مادي أو بشري، لافتا الى ان المجتمع "الاسرائيلي" يعتبر أن المبادرة بيد المقاومة .
أما في لبنان فيرى فيه سكرية مجتمعا مقاوما ومستعدا للشهادة والتضحية، ولا يسكت على ضيم، ولا يخشى التصعيد ووقوع خسائر.
ثقة بحكمة قيادة المقاومة
يقول العميد المتقاعد الياس فرحات ان الاعلام "الاسرائيلي" تحدث منذ أشهر عن محاولات سورية مدعومة من ايران وحزب الله لبناء جبهة مقاومة في الجولان، وان الاعلام الصهيوني تحدث بالتحديد عن هذه الجبهة وسمى الشهيد جهاد عماد مغنية من ضمن الذين يعملون فيها.
ويرى أن قادة العدو نظروا الى هذه الجبهة على انها تغيير لقواعد الاشتباك السياسي والعسكري على الحدود السورية، خصوصا بعد ان انهارت اتفاقية فصل القوات في الجولان وتعطل عملها بعدما خطفت "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" بعض عناصرها، لافتا الى ان المقاومة نفذت 3 عمليات داخل الجولان المحتل، إحداها زرع عبوة ناسفة وتفجيرها في قافلة "اسرائيلية" جرحت 4 جنود.
ويضيف بأن قادة "اسرائيل" خشوا من فتح هذه الجبهة وجرهم الى حرب استنزاف طويلة الامد، وأن استهداف المقاومين في القنيطرة لم يحقق هدفها في منع قيام الجبهة، لأن الدلائل تشير الى أن الجبهة ستقوم عاجلا أم آجلا ، والعملية لن تؤثر على ولادتها.
هذه القناعة برأي فرحات ولدت لدى الكيان الصهيوني ذعرا شديدا خاصة في المناطق الشمالية...
أما في لبنان فيؤكد فرحات أن هناك تعاطف من معظم اللبنانيين مع شهداء المقاومة ، وان هناك اجماعا لبنانيا على حكمة قيادة المقاومة وحسن تعاطيها في الرد على العدوان وثقتها بأنها ستتخذ التدابير للحفاظ على سلامة لبنان