ارشيف من :نقاط على الحروف

موقع ’القوات’.. أم ’يديعوت أحرونوت’ بالعربي؟

موقع ’القوات’.. أم ’يديعوت أحرونوت’ بالعربي؟

"الطبع يغلب التطبّع". خلاصة مراقبة شاملة لموقع "القوات اللبنانية". يعود الموقع في أدبياته ومصطلحاته الاعلامية الى أصله. الأصل الذي يربط حزب "القوات اللبنانية" أو "الميليشيا العسكرية للكتائب اللبنانية سابقاً" بالمشغّل الاسرائيلي.

يعيدنا الموقع الالكتروني لـ"القوات" بتوجهاته السياسية الى حقبة من الزمن كان فيها القيّمون عليه الاداة العسكرية لعدو لبنان الأوّل "اسرائيل". ويطرح من خلال تبنّيه الكامل لمصطلحات قادة الكيان الاسرائيلي ونظرتهم اتجاه لبنان ومقاومته، سؤالاً محورياً عن حنين ربّما بدأ يطفو على أسطر مقالاته لعهد "بيغن" و"شارون".

حنين يُتَرجم من خلال ما نشره الموقع من تعريب الكامل (على مرحلتين) لمقال كتبه المحلل السياسي والعسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية رونن بيرغمان (المعروف بعلاقاته مع نافذين في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية)، ونشره في صحيفة "نيويورك تايمز" عن "رواية" لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري يتّهم فيها كوادر من المقاومة بالجريمة. ليس المثير للريبة هو نشر التعريب. فالنشر قامت بعد أكثر من صحيفة لبنانية. لكن "الوقاحة" هي في تبنّي الموقع لرواية الكاتب الاسرائيلي. حيث اعتبر في مقدّمة التعريب أن المقال "ذكر معلومات دقيقة ومفصلة تنشر للمرة الأولى".

موقع ’القوات’.. أم ’يديعوت أحرونوت’ بالعربي؟
موقع "القوات" متبنّياً الرواية الاسرائيلية


"لا حدود لوقاحة إرهابي يدعو الى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب". ليست العبارة السابقة جزءاً من مقال في صحيفة اسرائيلية ولا على موقع الكتروني صهيوني ولا حتى مرّت في نشرة أخبار على القنوات الاسرائيلية. لكنها عبارة صاغتها كاتبة "قوّاتية"، انطلاقاً من ثقافة تربّت عليها في مدرسة "القوات" ذات التاريخ الواضح والمعروف. "الارهاب" هكذا يصف موقع "القوات" المقاومة التي حرّرت لبنان من الاحتلال الاسرائيلي. الاحتلال الذي ينسجم الموقع مع أدبيّاته.

المقالة الناطقة بلسان العدو تنطوي على كم كبير من التحريض الذي يخاطب المشاعر لا العقل، وتفتقد الى المهنية التي تقارع الفكرة بالفكرة، لا الفكرة بالشتيمة.

وكما حيال المقاومة في لبنان، كذلك يتبنّى الموقع وجهة النظر الاسرائيلية ازاء قتال حزب الله في سوريا. وكما شبّه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ذات يوم "المقاومة" بتنظيم "داعش" الارهابي، كذلك يعتمد الموقع المذكور ورئيسه النظرية عينها. وهذا ما أكّده رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قبل يومين.

"مصيرنا ارتضيناه ودفعنا ثمنه أكثر من ثلاثة عقود من حرب مباشرة وغير مباشرة، فلماذا إقحام انفسنا في مصير باقي دول المنطقة؟". هذا ما يسأله أحد كتاب الموقع في مقال له. سؤال يعود بنا الى نظرية "قوّة لبنان في ضعفه". النظرية التي أراد لنا العدو الاسرائيلي أن نستسلم لها طوال عقود قبل أن تنسفها إرادة المقاومة. اليوم يريد الكاتب أن يجعلنا رهينة لضعفه مرّة أخرى، فنمشي "بجانب الحائط". نتأبى العدو الصهيوني، وكذلك "الداعشي". تماماً كما يريد لنا الإسرائيلي أن نكون.

"ميليشيا" حزب الله. هكذا يسمّي موقع "القوات اللبنانية" في أكثر من مقالة المقاومة في لبنان. تماماً كما يسمّيها "الاعلام الاسرائيلي". "ميليشيا" "ارهاب" "الجيش السوري العدو" أو "قوات النظام السوري". يصر موقع "القوات" اللبنانية من خلال أدبياته ومقالاته ذات "النكهة الاسرائيلية" على تذكير اللبنانيين بماضٍ أرادوا أن يتخّطّوه جميعاً. ماضٍ صار لزاماً على القيّمين على الموقع التيقن من أنه ولّى الى غير رجعة. وأن الزمن اليوم ما عاد "للعربدة" الإسرائيلية بأوجه متعددة.. بل هو زمن المقاومة والانتصارات العابرة من القنيطرة الى القدس.
2015-02-17