ارشيف من :آراء وتحليلات
’ داعش ’ السوداء على أبواب افريقيا
خطر "داعش" المتصاعد في العراق وسوريا، بدأ بالظهور في افريقيا عبر البوابة الليبية، نتيجة تزايد المؤيدين من قوى ومنظمات إسلامية سواءً كانت مرتبطة بالقاعدة أم بالإخوان المسلمين.
هذا الحضور لـ"داعش" في إفريقيا سُجّل عبر ذبح وقطع رؤوس 21 قبطياً مصرياً على الساحل الليبي ، وهو يعد إشارة إنذار لتواجد التنظيم في ليبيا. هذا الامتداد ل"داعش" في إفريقيا زاد من حجم الضغوطات على مصر التي تخوض حرباً مفتوحة ضد الإرھاب المتمركز في شمال سيناء ، فضلاً عن المشاكل التي تحاصرها من جھة "غزة - حماس" ، "إثيوبيا - النيل" و "ليبيا الفوضى" .
مصر في موقف لا تحسد عليه إذ تقاتل على أكثر من جبهة خارجية، فمازالت علاقتها مع تركيا تشهد توتراً في ظل دعم أنقرة "للأخوان المسلمين" .
يضاف إلى ذلك الإنزعاج الأمريكي من العلاقة المتطورة بين مصر وروسيا، يقابله انزعاج مصري من معاودة فتح قنوات اتصال بين واشنطن و"الإخوان" .
بالإضافة إلى ما اعتبره مندوب مصر لدى الجامعة العربية أنّ تحفظ قطر على الضربات الجوية المصرية في ليبيا يكشف دعم قطر للإرھاب، مما أدى الى توتر الاجواء بين القاهرة والدوحة .
وتشير مصادر سعودية إلى حملة منظمة، عسكرية، وأمنية، وسياسية، وإعلامية، لاستھداف مصر، والتشويش على العلاقة السعودية المصرية ...
بينما مصر تحارب الارهاب على أراضيها ، سرعان ما فتحت جبهتها الغربية مع ليبيا من خلال جريمة ذبح 21 قبطياً مصرياً، والتي تظهر نوايا "داعش" البشعة من خلال اشعال نار الطائفية داخلھا بين المسلمين والمسيحيين خصوصًا بعدما نجح الرئيس السيسي في بناء علاقة راسخة مع الأقباط .
من جانب آخر فإن الغارات المصرية على الأراضي الليبية فتحت باب التساؤل عن مصير المصريين فيها وما سيتعرضون له من خسائر ، والذي عبرت عنه جماعة "فجر ليبيا" بإصدار بيان يمهل المصريين 48 ساعة لمغادرة الأراضي الليبية.
كما فتح الباب أمام تعاون أطراف إقليمية ودولية الى جانب مصر لمحاربة "داعش". وهذا ماعبرت عنه ايطاليا في دعوتها الى تشكيل تحالف تحت قيادتها، تنضم اليه كلّ من الجزائر ودولٌ إفريقية مثل تشاد والنيجر ونيجيريا التي تخوض معركة أيضا ضد جماعة" بوكو حرام".
وتشير معلومات دبلوماسية الى أن مصر تسعى إلى تشكيل تحالف يشارك في الضربات الجوية ضد ليبيا يضم كلاً من فرنسا وإيطاليا والسعودية والكويت والإمارات، كما تسعى مصر الى نيل الدعم الروسي في العمليات التي يشنھا الجيش المصري في ليبيا. كما تسعى القاهرة الى استصدار قرار من مجلس الأمن يضمن وضع الملف الليبي على الأجندة الدولية لمكافحة الإرھاب. على أن يشمل القرار اعترافاً ودعماً للحكومة الليبية برئاسة عبد لله الثني بما في ذلك التعاون مع الجيش الوطني الليبي في مواجھة الميليشيات، إضافة إلى حظر وصول السلاح والأموال إلى التنظيمات المسلحة في ليبيا، إلى جانب قرار ملزم للدول الأعضاء بحظر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت التي تستخدمھا الجماعات الإرھابية.
فالداعشية في سوريا والعراق يتزعمھا أبو بكر البغدادي الذي يسعى الى فرض نفسه خليفة على المسلمين بالحديد والنار، والداعشية في إفريقيا يمثلھا "بوكو حرام" التي يرأسھا محمد أبو بكر شيكاو منذ العام 2009، وجهان لعملة واحدة ، فكلاهما يتبنى العمليات الانتحارية بواسطة الشاحنات والسيارات المفخخة والحرب العبثية.
"بوكو حرام" يسيطر اليوم على كل شمالي شرق نيجيريا، ويستمر زعيمھا في اعتداءاته ومجازره وفي رفع عدد القتلى والھاربين من قراھم ومن بيوتھم.
كان الوضع العسكري تبدل بعد أن خطف "الجھاديون" 276 طالبة من إحدى مدارس شيبوك، مما دفع بواشطن الى إعلان تعاونھا لمكافحة ھذا الإرھاب مع السلطات النيجيرية، وسمح بالتالي بفرار نحو 200 فتاة، وبقيام تحالف عسكري مع الدول التي تطل مع نيجيريا على بحيرة تشاد وھي: تشاد والكاميرون والنيجر .
كما تشير مصادر استخباراتية أمريكية الى قدرة هذه الجماعة على شن ھجمات في وقت واحد بأساليب عديدة وفي أماكن متباعدة في الوقت نفسه، لكن لا يعرف لهذه الجماعة عديدھا ولا ھيكليتھا ولا مصادر تمويلھا، وفق الخبراء العسكريين.
كما أن لدى هذه الجماعة مابين أربعة الى ستة آلاف مقاتل. لكن ھذه التقديرات لاتتطابق مع العدد الكبير من الھجمات والحجم الكبير للخسائر ولعمليات التجنيد ولا توجد معلومات حول طريقة عمل ھذه الجماعة التي يظھر زعيمھا أبو بكر شيكاو بصورة متكررة في أشرطة فيديو متوعداً ومھددًا.
وهذا ما عبرت عنه فرنسا من خلال إعلانها أن حلفاءھا في أوروبا لا يفعلون ما يكفي للمساعدة في مكافحة الإرھاب وعدم الاستقرار في افريقيا، وخلال اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد في لاتفيا، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أنه عقب ھجمات باريس وبروكسيل وكوبنھاغن، لم يعد ھناك فصل بين الأمن الداخلي والخارجي.
وأضاف: "علينا التحرك في أراضينا وفي مناطق الأزمات. ويجب اقتسام عبء الأمن الأوروبي بعدل". واعتبر أن "بوكو حرام" باتت "ربما الخطر الأمني الرئيس في إفريقيا".
" داعش " لم تعد خطرًا يهدد دول المشرق فحسب بل هي تتمدد في مناطق متعددة من العالم انطلاقا مما تشهده نيجيريا وليبيا ومصر . وهكذا " داعش " السوداء تدق أبواب إفريقيا .
هذا الحضور لـ"داعش" في إفريقيا سُجّل عبر ذبح وقطع رؤوس 21 قبطياً مصرياً على الساحل الليبي ، وهو يعد إشارة إنذار لتواجد التنظيم في ليبيا. هذا الامتداد ل"داعش" في إفريقيا زاد من حجم الضغوطات على مصر التي تخوض حرباً مفتوحة ضد الإرھاب المتمركز في شمال سيناء ، فضلاً عن المشاكل التي تحاصرها من جھة "غزة - حماس" ، "إثيوبيا - النيل" و "ليبيا الفوضى" .
مصر في موقف لا تحسد عليه إذ تقاتل على أكثر من جبهة خارجية، فمازالت علاقتها مع تركيا تشهد توتراً في ظل دعم أنقرة "للأخوان المسلمين" .
يضاف إلى ذلك الإنزعاج الأمريكي من العلاقة المتطورة بين مصر وروسيا، يقابله انزعاج مصري من معاودة فتح قنوات اتصال بين واشنطن و"الإخوان" .
بالإضافة إلى ما اعتبره مندوب مصر لدى الجامعة العربية أنّ تحفظ قطر على الضربات الجوية المصرية في ليبيا يكشف دعم قطر للإرھاب، مما أدى الى توتر الاجواء بين القاهرة والدوحة .
وتشير مصادر سعودية إلى حملة منظمة، عسكرية، وأمنية، وسياسية، وإعلامية، لاستھداف مصر، والتشويش على العلاقة السعودية المصرية ...
بينما مصر تحارب الارهاب على أراضيها ، سرعان ما فتحت جبهتها الغربية مع ليبيا من خلال جريمة ذبح 21 قبطياً مصرياً، والتي تظهر نوايا "داعش" البشعة من خلال اشعال نار الطائفية داخلھا بين المسلمين والمسيحيين خصوصًا بعدما نجح الرئيس السيسي في بناء علاقة راسخة مع الأقباط .
داعش على ابواب افريقيا
من جانب آخر فإن الغارات المصرية على الأراضي الليبية فتحت باب التساؤل عن مصير المصريين فيها وما سيتعرضون له من خسائر ، والذي عبرت عنه جماعة "فجر ليبيا" بإصدار بيان يمهل المصريين 48 ساعة لمغادرة الأراضي الليبية.
كما فتح الباب أمام تعاون أطراف إقليمية ودولية الى جانب مصر لمحاربة "داعش". وهذا ماعبرت عنه ايطاليا في دعوتها الى تشكيل تحالف تحت قيادتها، تنضم اليه كلّ من الجزائر ودولٌ إفريقية مثل تشاد والنيجر ونيجيريا التي تخوض معركة أيضا ضد جماعة" بوكو حرام".
وتشير معلومات دبلوماسية الى أن مصر تسعى إلى تشكيل تحالف يشارك في الضربات الجوية ضد ليبيا يضم كلاً من فرنسا وإيطاليا والسعودية والكويت والإمارات، كما تسعى مصر الى نيل الدعم الروسي في العمليات التي يشنھا الجيش المصري في ليبيا. كما تسعى القاهرة الى استصدار قرار من مجلس الأمن يضمن وضع الملف الليبي على الأجندة الدولية لمكافحة الإرھاب. على أن يشمل القرار اعترافاً ودعماً للحكومة الليبية برئاسة عبد لله الثني بما في ذلك التعاون مع الجيش الوطني الليبي في مواجھة الميليشيات، إضافة إلى حظر وصول السلاح والأموال إلى التنظيمات المسلحة في ليبيا، إلى جانب قرار ملزم للدول الأعضاء بحظر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت التي تستخدمھا الجماعات الإرھابية.
فالداعشية في سوريا والعراق يتزعمھا أبو بكر البغدادي الذي يسعى الى فرض نفسه خليفة على المسلمين بالحديد والنار، والداعشية في إفريقيا يمثلھا "بوكو حرام" التي يرأسھا محمد أبو بكر شيكاو منذ العام 2009، وجهان لعملة واحدة ، فكلاهما يتبنى العمليات الانتحارية بواسطة الشاحنات والسيارات المفخخة والحرب العبثية.
"بوكو حرام" يسيطر اليوم على كل شمالي شرق نيجيريا، ويستمر زعيمھا في اعتداءاته ومجازره وفي رفع عدد القتلى والھاربين من قراھم ومن بيوتھم.
كان الوضع العسكري تبدل بعد أن خطف "الجھاديون" 276 طالبة من إحدى مدارس شيبوك، مما دفع بواشطن الى إعلان تعاونھا لمكافحة ھذا الإرھاب مع السلطات النيجيرية، وسمح بالتالي بفرار نحو 200 فتاة، وبقيام تحالف عسكري مع الدول التي تطل مع نيجيريا على بحيرة تشاد وھي: تشاد والكاميرون والنيجر .
كما تشير مصادر استخباراتية أمريكية الى قدرة هذه الجماعة على شن ھجمات في وقت واحد بأساليب عديدة وفي أماكن متباعدة في الوقت نفسه، لكن لا يعرف لهذه الجماعة عديدھا ولا ھيكليتھا ولا مصادر تمويلھا، وفق الخبراء العسكريين.
كما أن لدى هذه الجماعة مابين أربعة الى ستة آلاف مقاتل. لكن ھذه التقديرات لاتتطابق مع العدد الكبير من الھجمات والحجم الكبير للخسائر ولعمليات التجنيد ولا توجد معلومات حول طريقة عمل ھذه الجماعة التي يظھر زعيمھا أبو بكر شيكاو بصورة متكررة في أشرطة فيديو متوعداً ومھددًا.
وهذا ما عبرت عنه فرنسا من خلال إعلانها أن حلفاءھا في أوروبا لا يفعلون ما يكفي للمساعدة في مكافحة الإرھاب وعدم الاستقرار في افريقيا، وخلال اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد في لاتفيا، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أنه عقب ھجمات باريس وبروكسيل وكوبنھاغن، لم يعد ھناك فصل بين الأمن الداخلي والخارجي.
وأضاف: "علينا التحرك في أراضينا وفي مناطق الأزمات. ويجب اقتسام عبء الأمن الأوروبي بعدل". واعتبر أن "بوكو حرام" باتت "ربما الخطر الأمني الرئيس في إفريقيا".
" داعش " لم تعد خطرًا يهدد دول المشرق فحسب بل هي تتمدد في مناطق متعددة من العالم انطلاقا مما تشهده نيجيريا وليبيا ومصر . وهكذا " داعش " السوداء تدق أبواب إفريقيا .