ارشيف من :أخبار عالمية
"تشرين": اسرائيل تحاول أن توحي أن الاستيطان هو جوهر الصراع في المنطقة
المحرر الاقليمي + صحف عربية
لفتت صحيفة "تشرين" السورية في افتتاحيتها اليوم الى أن إسرائيل وحكوماتها المتطرفة تصر على الاستمرار في بناء المستعمرات وتوسيعها وتحاول أن تروّج سياسياً وإعلامياً أن مسألة الاستيطان هي بذاتها ووحدها أصل وجوهر الصراع في المنطقة، معتبرة أن ذلك يشكل محاولة يائسة لفرض لغة صهيونية على الجدال والنقاش وأي مفاوضات محتملة في المستقبل.
ورأى الصحيفة أن واقع الحال هو خلاف ذلك تماماً فالاستيطان بذاته هو نتيجة وليس سبباً، إنه نتيجة للاحتلال ونتيجة لمصادرة الأراضي من قبل اسرائيل ونتيجة لاستخدام منطق القوة العسكرية والبطش الأمني والتهجير والترحيل والهدم كأساليب للمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في مواجهة السكان الأصليين لهذه الأرض وهم الفلسطينيون.
وأكدت "تشرين" أن اسرائيل تدرك جيداً أنه في واقع الحال يصعب عليها فرض لغتها من جهة، وبالتالي إلغاء حق العودة وشطبه من جهة ثانية، ذلك لأن هذا الحق هو في الأساس حق أصيل وقديم وقانوني، وكذلك لأن الذين يطالبون به هم على إصرار لا يفوقه إصرار مادياً ولا معنوياً وبالتالي فإنه يصعب على أي حكومة وأي اتفاقية وأي تعهد وأي ضمان مهما بلغ مداه، أو اعتقد أحد ما أنه يمكن لأحد ما في وقت ما، أن يمنح صكاً يغالط التاريخ والمنطق والحق والحتمية.
وأضافت: "نقول للجميع وبمنطق احترام الحق والتاريخ والقانون والمنطق والحتمية أنه إذا لم تتضمن أي مفاوضات عودة الحقوق إلى أصحابها سواء أكانت حقوقاً مادية أم معنوية، فإن هذا الاتفاق لا يسهم أبداً في انتاج سلام عادل وشامل ودائم بل على العكس تماماً سيسهم أكثر في تصعيد أزمات المنطقة ومنطق المواجهات والحروب"، مشددة على أن التطور الإنساني تؤكد أن انتزاع الذاكرة الوطنية يصبح أكثر تعقيداً وصعوبة بمرور الوقت وتعاقب الأجيال لا كما يتخيل البعض الواهم أو الموهوم بأن عنصر الوقت يمكن أن يدجن المشاعر أو يمحوها أو يلغي الذاكرة، إن حق العودة وتفكيك كل المستوطنات دون استثناء وإعادة الأرض إلى أصحابها دون قيد أو شرط، لا بل على طبق من الذهب، هي المدخل الحقيقي لأي سلام منشود.