ارشيف من :ترجمات ودراسات

’هآرتس’ نقلاً عن مسؤول امريكي كبير: أوباما سيعمل على دفع المفاوضات بين ’اسرائيل’ والفلسطينيين قدماً

’هآرتس’ نقلاً عن مسؤول امريكي كبير: أوباما سيعمل على دفع المفاوضات بين ’اسرائيل’ والفلسطينيين قدماً
ذكرت صحيفة "هآرتس" في معلومات خاصة بها نقلاً عن مسؤولون كبار في البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك أوباما معني بالقيام محاولة اخرى لدفع المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية قدما خلال السنتين اللتين تبقتا له في المنصب الى أن يغادر البيت الابيض في نهاية 2016.

وأضافت "القرار النهائي في كيفية التقدم، وأي نوع من الخطة تتخذ وفي اي توقيت فسيتخذ فقط بعد الانتخابات الاسرائيلية. مسؤول كبير في البيت الابيض قال اننا "نرغب في أن نرى ما هي تركيبة الحكومة الجديدة في "اسرائيل" ونهجها من الموضوع. ولكن في السنة والنصف المتبقيتين لاوباما في البيت الابيض سنكون ملزمين بان نعالج هذا الموضوع كون الزمن يعمل ضدنا".

ولفتت "هآرتس" الى ان معظم اهتمام البيت الابيض  يتجه في هذه الايام نحو محاولة الوصول الى اتفاق نووي مع ايران، الازمة في اوكرانيا والصراع ضد تنظيم "داعش". ورغم ذلك، يشدد الموظفون الكبار في الادارة الامريكية على أن الموضوع الفلسطيني يبقى كل الوقت على طاولة اوباما ووزير الخارجية جون كيري. ويقلق التدهور الذي طرأ على العلاقات بين حكومة "اسرائيل" والقيادة الفلسطينية في الاشهر الاخيرة جدا كبار مسؤولي الادارة الامريكية. وفي واشنطن يرسم المعنيون صورة أزمة آخذة في الاحتدام من يوم الى يوم،  تفجير محادثات التسوية في اذار من السنة الماضية، الجمود السياسي العميق، الحرب في غزة في الصيف الاخير، مشروع القرار الذي حاول الفلسطينيون تمريره في مجلس الامن للامم المتحدة والذي تم منعه، التوقيع الفلسطيني على ميثاق روما والانضمام الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي والرد الاسرائيلي بتجميد تحويل اموال الضرائب الفلسطينية".

ويضاف الى كل ذلك، بحسب الصحيفة، تهديدات السلطة بوقف التنسيق الامني مع "اسرائيل"، النية الفلسطينية لرفع شكاوى اخرى ضد "تل أبيب" في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ابتداء من الاول من نيسان حين تدخل عضويتها حيز التنفيذ والوضع الاقتصادي الخطير في السلطة في أعقاب تجميد اموال الضرائب.

’هآرتس’ نقلاً عن مسؤول امريكي كبير: أوباما سيعمل على دفع المفاوضات بين ’اسرائيل’ والفلسطينيين قدماً
الرئيس الامريكي باراك اوباما

وأشار مسؤول في البيت الابيض، كما تنقل الصحيفة، الى أن ادارة اوباما تخشى الانهيار الاقتصادي للسلطة والذي قد يقع في غضون بضع اشهر اذا لم يستأنف تحويل اموال الضرائب. ويعتقد الامريكيون بان مثل هذا الانهيار من شأنه أن يؤدي الى ازمة خطيرة للغاية، بل والى العنف. والاسبوع الماضي تحدث كيري هاتفيا مع رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ومع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محاولة لحل أزمة الضرائب. كما تحدث كيري مع وزراء خارجية عرب وطلب منهم تحويل الاموال الى السلطة منعا لانهيارها.

وفي الوقت الحالي، تتابع الصحيفة، ترغب الادارة  الامريكية من جهة  صد استمرار الخطوات الفلسطينية في محكمة الجنايات الدولية ومن جهة اخرى منع انهيار السلطة. أما على المدى المتوسط والبعيد فان اوباما وكيري معنيان بطرح مبادرة دبلوماسية اخرى في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني قبل نهاية ولايتهما. وقال المسؤول في البيت الابيض: "نحن نريد ان نجد اللحظة الصحيحة للقيام بمحاولة اخرى لدفع المفاوضات الاسرائيلية  الفلسطينية الى الامام. ولا اؤمن أننا لن نحاول هذا قبل نهاية 2016".

وتقول الصحيفة إن المسؤولين في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية في واشنطن لم يقرروا بعد كيفية العمل ومتى. وستكون طبيعة المبادرة منوطة بتركيبة الحكومة الجديدة في "اسرائيل". في السيناريو المثالي، كما يقول المسؤولون الامريكيون، ستجري محاولة اخرى لاستئناف المفاوضات على التسوية الدائمة. ولكن في الادارة واعون بانه في الوضع الحالي للمسيرة السلمية ليس مؤكدا أن مثل هذه الامكانية واقعية.

وحتى دون استئناف المفاوضات، وفقا للصحيفة،  هناك خطوات عديدة يمكن للامريكيين أن يتخذوها. احدى الافكار التي تطرح في المداولات الداخلية في الادارة هي طرح رؤيا امريكية معدلة لحل النزاع. ويمكن لمثل هذه الرؤيا ان تتضمن مبادىء اتفاق الاطار الذي بلوره كيري مع الطرفين في نهاية 2013 وبداية 2014 ولكنه لم ينضج.
2015-03-06