ارشيف من :نقاط على الحروف

بعض العرب وإعلامهم... ونتنياهو

بعض العرب وإعلامهم... ونتنياهو

ليس الدعم الإعلامي العربي لتنظيم "داعش" الإرهابي مجرّد تهمة تُلقى جزافاً من أعداء التطرف، فالوقاحة الإعلامية تخطّت كل حدودها في الإشهار بالترويج لهذا التنظيم واختلاق مبررات لاستمرارية وجوده، ودائماً بذريعة "البعبع الإيراني" المزعوم.

 
ومن جوقة "الطبالين" لـ"داعش" وأخواتها، الإعلامي على قناة "الجزيرة" فيصل القاسم، المثير للجدل بمواقفه المتطرفة. القاسم الذي لطالما تعرّض للجيش اللبناني على خلفية تصديه للمجموعات الإرهابية، طرح اليوم من خلال مقالته في صحيفة "القدس العربي"، سؤالاً يعكس المشروع السياسي للمحرّكين له، فيقول ما حرفيّته: "سؤال بسيط ألا يمكن أن نعتبر هذه الحملة الدولية على داعش بأنها محاولة مفضوحة لتسهيل المهمة أمام إيران كي تحتل ما تبقّى من العواصم العربية بدعم أمريكي ومساندة رسمية عربية؟".

ألا يتطابق مضمون هذا الكلام مع المزاعم التي أطلقها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركي قبل أيام، أن إيران تحتل أربع عواصم عربية؟!


بعض العرب وإعلامهم... ونتنياهو
مقال فيصل القاسم في صحيفة "القدس العربي"

ويتابع إعلامي "الجزيرة" قائلاً: "من المضحك أن بعض العرب اشتكى كثيراً من التغول الإيراني منذ الثورة الإيرانية، لكن مع ذلك شاركوا في القضاء على صدام حسين الذي كان يشكل الحصن المنيع أمام التغول الإيراني، ثم راحوا بعدها يشتكون أكثر فأكثر من التمدد الإيراني في المنطقة العربية بعد سقوط البوابة الشرقية التي كان يحميها صدام حسين، لكن الغريب الآن أن بعض العرب يقترفون الخطأ نفسه، فبدلاً من أن يتركوا الجماعات الإسلامية كداعش تكون بعبعاً وتقف في وجه الهيمنة الإيرانية، راحوا أيضاً يشاركون في القضاء على داعش وغيرها فاسحين بذلك المجال أمام إيران لتبتلع المزيد من العواصم العربية"، على حد زعمه.

إذاً هي "الفزّاعة الايرانية" مجدداً تُوظّف اليوم من قبل الإعلام الداعم للإرهاب، لتشتيت الرأي العام العربي الذي بدأ يكتشف حقيقة التنظيمات التكفيرية وخطرها عليه. وهذه المرّة جاء الاعتراف واضحاً على لسان أصحاب المشروع "لا نريد تدمير داعش، نريدها في مواجهة إيران". أمّا السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه هنا: دفاعاً عن مصلحة من يُواجَه المشروع الإيراني الداعم للعرب وقضيّتهم الأساس "فلسطين"؟

غريب حال بعض العرب؛ اختلفوا على فلسطين ومقاومتها، وغضّوا الأبصار عن أطفال غزّة ودمائهم، وراحوا يحيكون المؤامرات السرّية والعلنية على المقاومة الفلسطينية مانعين عنها أية قطعة سلاح أو ذخيرة. واليوم... لم يوحّدهم غير نتنياهو في خطابه، وجدوا في عباراته الخائفة من إيران ملاذاً لهم. خلاصة القول، إيران القويّة المكتفية الممانعة والداعمة لقوى المقاومة في المنطقة، هي هاجس واحد بين بعض العرب وإعلامهم.. وبين نتنياهو.
2015-03-07