ارشيف من :نقاط على الحروف
عن ’القناص الأميركي’: قاتل لا يستحق التعاطف
"لماذا ذهبنا إلى العراق؟ لماذا قتلنا كل هذا العدد من الناس؟ ما الهدف الذي جعلنا نحضر آلاف الجنود لذلك المكان كي نقتل أهله؟".
نعوم تشومسكي – مثقف ولغوي أميركي
إنه المشهد المهيب للدبابة الأميركية، "تطحن" كل شيءٍ بطريقها: إنها المشاهد الأولى من "القنّاص الأميركي"(2014- إخراج كلينت ايستوود وكتابة جيسون هول). تكون البدايات عادةً صورةً خبيئةً عما يكتنزه الفيلم، هكذا هي مدارس السينما. لكن الأمر لا يتوقف هناك، فالمشهد التالي هو مشهد بطل الفيلم "يقنص" طفلاً عراقياً ببندقيته: إنه قناص أميركي. هو مضطر ربما –بحسب القصة- لكن ما يشفع له عند الجمهور الغربي، لا يشفع له عند جمهورٍ عربي اعتاد دائماً أن يكون على الطرف الآخر من فوهة بندقية ذلك القاتل.
يروي الفيلم(المقتبس عن قصةٍ حقيقية) قصة الجندي كريستوفر كايل، القناص في الجيش الأميركي، صاحب أكبر عدد "قتلى" مسجلين باسمه في تاريخ القناصين الأميركيين (160 قتيلاً جلهم من العراقيين والعرب). تتمحور الحكاية حول خدمة كايل العسكرية في العراق ومشاركته في عمليات القتل هناك. كايل الذي لم يقتل على أرض العراق، قتل على أرض بلاده أميركا، وعلى يد أولئك الذين كان يدّعي طوال الوقت حمايتهم: أحد الجنود الأميركيين الآخرين. ودون اختلاف حول زاوية الرؤية في الفيلم، فإنّه في النهاية "خلاصة" ما تريد هوليوود والسياسة الأميركية خلفها قوله: نحن قمنا بالحرب، قتلنا لأننا مضطرون. هؤلاء الجنود/القتلة هم "أبطالنا"، ونحن سنمجدهم، عليكم جميعاً ليس فقط أن تقبلوا بالأمر بل أن تمجدوهم معنا، متناسين كل جرائمهم، دافنين كل أطفالكم حتى ولو كانت دماؤهم لا تزال ساخنة وعلى الأرض، يجب أن تغنوا معنا، وإلا سنرسل "هؤلاء" الأبطال خلفكم.
من أبرز الأمور اللافتة في الفيلم تلك اللحظة "الإنسانية" المدمجة في قلب "تفاعلات" القتلة، إنها أنسنة القاتل، جعل الفعل –أي القتل- أقرب ما يكون إلى "عملٍ" ذي بعدٍ "ضروري". يتحدث القناص مع زوجته عبر الهاتف: هو في العراق يقتل الناس جالساً على أحد سطوح المنازل، وهي في منزلها، تجلس مرتاحةً، تحدثه عن حملها. مزج التناقض بين الصورتين يجعل "المشاهد" متعاطفاً مع هذا "الأب" ورجل العائلة "المحترم" الذي يفعل "المستحيل" من أجل حماية عائلته وبلده. إنه حتى لدى عرضه على طبيبٍ نفسي يؤكد له بأنه "ليس نادماً أبداً على من قتلهم"، إنه نادمٌ لأنه لا يستطيع أن يعود إلى هناك "لقتل كل من يريد إيذاء زملائه المقاتلين". هنا يتم "التعامي" وبشكلٍ تام عن فعل القتل، يصبح هذا كله "عملاً" شأنه شأن أي عملٍ آخر. "هل قتلت أحداً؟ تسأله زوجته، فيجيبها بكل ثقة الدنيا: "نعم إنها الطريقة الوحيدة كي أعود إلى الوطن". إنه الوطن الذي لا يكتمل طريقه إلا بتعبيده بدماء الآخرين وجماجمهم (بماذا يختلف هؤلاء مثلاً عن "داعش" وسواها؟). ماذا إذاً عن تحويل الأمر إلى "رياضة"؟ يخبر كايل زميله بكل هدوء: "ماذا لو أنني كسرت الرقم القياسي الأولمبي في إصابة الأهداف المتحرّكة"، هنا تبدو "الخيلاء" والوحشية في أبهى صورها: ما هي هذه الأهداف التي يطلق هذا "القاتل" النار عليها كي يحوز "الرقم القياسي"؟ يتحوّل البشر ههنا لا إلى مجرد ضحايا فحسب، بل إلى "رياضةٍ" للقتلة، فبحسب القاتل نفسه: إنهم مجرد "متوحشين"(The are Savages) وتتكرر الصفة أكثر من مرةٍ في الفيلم وبحسب الناقد جون وايت من قناة "روسيا اليوم" يصور العراقيين –في الفيلم- على أنّهم "همجٌ رعاع" وقد أتى الرجل الأبيض لإدخالهم إلى الحضارة.. هكذا تنزع صفة "الحضارة" و"الإنسانية" بلمسةٍ واحدةٍ ومشهدٍ واحد. يصبح القتل وظيفةً ورياضة، القاتل رجل أسرة، ورب عائلةٍ محب، أما الضحية فهي كائنٌ متوحش يستحق الموت كي يصبح كل شيءٍ في هذا العالم "هانئاً سعيداً"، "هناك شرٌ ، ونحن أتينا لحماية الناس منه" هكذا يقول بطل الفيلم، قاصداً بالناس الأميركيين فقط. أليست هذه ديمقراطية أميركا للعالم وطريقتها في نشرها. المشكلة الكبرى (والقاتلة) أنه في هذا الفيلم لا تشاهد أي أحدٍ كي تعلمه، هناك فقط من تقتلهم؛ حيث إنَّ الفيلم وبحسب مات طيبي من مجلة رولينغ ستونز الأميركية "rolling stones" يتناول الاحتلال الأميركي للعراق بما هو خارج عن مقتضاه التاريخي، كما إنه يحوّله إلى صراع بين الأبيض والأسود في قصةٍ خرافية، وهو تقريباً ما قاله أليكس فون تينزلمان من صحيفة الغارديان البريطانية.
التعاطف
يأتي "التعاطف" على رأس هرم الأهداف التي يسعى الفيلم لبلوغها. إنه التعاطف المطلق مع جيشٍ بات معظم الشعب الأميركي يطالب بسحبه (يمكن مراجعة التقارير التي قدمتها إدارة الرئيس أوباما إلى الكونغرس بشأن تخفيض عدد الجنود وسحبهم من العراق وأفغانستان). إذاً هناك حاجةٌ فعلية/حقيقية لحشد تأييد شعبي لذلك الجيش، الذي وإن وجد دعماً ومناصرين في الولايات "الريفية"(كتكساس مثلاً الذي يأتي منها بطل الفيلم)، فإن كثيرين يشككون في "إدائه" وأهمية "معاركه" وخياراته. فالأهداف المعلنة للحرب على العراق لم تتحقق: فلا أسلحة الدمار الشامل وجدت، ولا نظام صدام حسين كان له أي علاقة بهجمات الحادي عشر من أيلول. يقدم الفيلم أجوبة على كل هذه الأسئلة ببساطة ووضوح بعدما قتل "كايل" طفلاً، فيبرر "صديقه" له الأمر (وهو حكمة الفيلم الأساسية-أصلاً): "كان سيقتل جنوداً من المارينز، لقد قمت بعملك، انتهت القصة". يحشد الفيلم التأييد في كل مشهدٍ منه، يصر على جعل المقاتلين أشخاصاً ذوي أحلامٍ وزوجاتٍ وأسر، مؤكداً على "اظهارها" بينما في الوقت نفسه وعلى الجانب الآخر يأتي القتلى كشخصيات مسطحة شريرةٌ فحسب: إنه صراعٌ بين الشر والخير لا أكثر ولا أقل: ومن المنطق البديهي أن تكون كأميركي/غربي ضد الشر الذي يمثله هؤلاء "الوحوش". في الإطار نفسه لا ينسى المخرج القدير كلينت ايستوود استمالة جميع الجوانب لصالحه، فهو يمارس حرفته العالية طارقاً باب "غضب" وانزعاج الأميركيين من تلك الحرب، فشقيق البطل يقول له حينما يقابله في العراق بأن تلك البلاد "ملعونة" وهذه الحرب "ملعونة" كذلك، إنه يلامس ذلك الغضب مؤكداً في المشهد الذي تلاه بأنهم موجودون هناك لقتل "الجزار" (أوليس الاسم وحده كافياً للإيحاء بنوعية الخصوم؟ متوحشون، جزارون إلخ إلخ).
لكن التعاطف المدهش هذا مع الجنود القتلة، يقودنا إلى تعاطفٍ مضاد، تعاطف–وهنا دعوني أتحدث بلغة المشاهد غير المتعاطف مع الأميركيين لا بل وحتى المعادي لهم في كل معاركهم في بلادنا- مع "قتلتهم"، أتعاطف مع أولئك الأطفال الشهداء في الفيلم. ففي لحظةٍ ما يشعر "الشرقي/الشرق أوسطي" المقاوم للاحتلال في كل مكان بالتعاطف مع "القناص" العراقي الذي يقتل الجنود الأميركيين. هل كان هذا "القناص" مقاوماً؟ لربما لكنه كان بالتأكيد يقتل الجنود الذي أتوا من بعيد لقتل أطفالنا وأحبتنا. حاول السيناريو جعل "القناص العراقي" "قاتلاً" ومجرماً، فالفيلم أصلاً موجه لجمهورٍ أميركي/غربي، ويهدف لتمجيد "أسطورة" الجندي الأميركي أصلاً، لكن مع هذا فالتعاطف سلاحٌ ذو حدين: يمكننا –نحن- أيضاً التعاطف، لكن من جانبٍ آخر مختلف، جانبٍ يشبهنا نحن فحسب.
نعوم تشومسكي – مثقف ولغوي أميركي
إنه المشهد المهيب للدبابة الأميركية، "تطحن" كل شيءٍ بطريقها: إنها المشاهد الأولى من "القنّاص الأميركي"(2014- إخراج كلينت ايستوود وكتابة جيسون هول). تكون البدايات عادةً صورةً خبيئةً عما يكتنزه الفيلم، هكذا هي مدارس السينما. لكن الأمر لا يتوقف هناك، فالمشهد التالي هو مشهد بطل الفيلم "يقنص" طفلاً عراقياً ببندقيته: إنه قناص أميركي. هو مضطر ربما –بحسب القصة- لكن ما يشفع له عند الجمهور الغربي، لا يشفع له عند جمهورٍ عربي اعتاد دائماً أن يكون على الطرف الآخر من فوهة بندقية ذلك القاتل.
يروي الفيلم(المقتبس عن قصةٍ حقيقية) قصة الجندي كريستوفر كايل، القناص في الجيش الأميركي، صاحب أكبر عدد "قتلى" مسجلين باسمه في تاريخ القناصين الأميركيين (160 قتيلاً جلهم من العراقيين والعرب). تتمحور الحكاية حول خدمة كايل العسكرية في العراق ومشاركته في عمليات القتل هناك. كايل الذي لم يقتل على أرض العراق، قتل على أرض بلاده أميركا، وعلى يد أولئك الذين كان يدّعي طوال الوقت حمايتهم: أحد الجنود الأميركيين الآخرين. ودون اختلاف حول زاوية الرؤية في الفيلم، فإنّه في النهاية "خلاصة" ما تريد هوليوود والسياسة الأميركية خلفها قوله: نحن قمنا بالحرب، قتلنا لأننا مضطرون. هؤلاء الجنود/القتلة هم "أبطالنا"، ونحن سنمجدهم، عليكم جميعاً ليس فقط أن تقبلوا بالأمر بل أن تمجدوهم معنا، متناسين كل جرائمهم، دافنين كل أطفالكم حتى ولو كانت دماؤهم لا تزال ساخنة وعلى الأرض، يجب أن تغنوا معنا، وإلا سنرسل "هؤلاء" الأبطال خلفكم.
قاتل لا يستحق التعاطف
أنسنة القاتل:من أبرز الأمور اللافتة في الفيلم تلك اللحظة "الإنسانية" المدمجة في قلب "تفاعلات" القتلة، إنها أنسنة القاتل، جعل الفعل –أي القتل- أقرب ما يكون إلى "عملٍ" ذي بعدٍ "ضروري". يتحدث القناص مع زوجته عبر الهاتف: هو في العراق يقتل الناس جالساً على أحد سطوح المنازل، وهي في منزلها، تجلس مرتاحةً، تحدثه عن حملها. مزج التناقض بين الصورتين يجعل "المشاهد" متعاطفاً مع هذا "الأب" ورجل العائلة "المحترم" الذي يفعل "المستحيل" من أجل حماية عائلته وبلده. إنه حتى لدى عرضه على طبيبٍ نفسي يؤكد له بأنه "ليس نادماً أبداً على من قتلهم"، إنه نادمٌ لأنه لا يستطيع أن يعود إلى هناك "لقتل كل من يريد إيذاء زملائه المقاتلين". هنا يتم "التعامي" وبشكلٍ تام عن فعل القتل، يصبح هذا كله "عملاً" شأنه شأن أي عملٍ آخر. "هل قتلت أحداً؟ تسأله زوجته، فيجيبها بكل ثقة الدنيا: "نعم إنها الطريقة الوحيدة كي أعود إلى الوطن". إنه الوطن الذي لا يكتمل طريقه إلا بتعبيده بدماء الآخرين وجماجمهم (بماذا يختلف هؤلاء مثلاً عن "داعش" وسواها؟). ماذا إذاً عن تحويل الأمر إلى "رياضة"؟ يخبر كايل زميله بكل هدوء: "ماذا لو أنني كسرت الرقم القياسي الأولمبي في إصابة الأهداف المتحرّكة"، هنا تبدو "الخيلاء" والوحشية في أبهى صورها: ما هي هذه الأهداف التي يطلق هذا "القاتل" النار عليها كي يحوز "الرقم القياسي"؟ يتحوّل البشر ههنا لا إلى مجرد ضحايا فحسب، بل إلى "رياضةٍ" للقتلة، فبحسب القاتل نفسه: إنهم مجرد "متوحشين"(The are Savages) وتتكرر الصفة أكثر من مرةٍ في الفيلم وبحسب الناقد جون وايت من قناة "روسيا اليوم" يصور العراقيين –في الفيلم- على أنّهم "همجٌ رعاع" وقد أتى الرجل الأبيض لإدخالهم إلى الحضارة.. هكذا تنزع صفة "الحضارة" و"الإنسانية" بلمسةٍ واحدةٍ ومشهدٍ واحد. يصبح القتل وظيفةً ورياضة، القاتل رجل أسرة، ورب عائلةٍ محب، أما الضحية فهي كائنٌ متوحش يستحق الموت كي يصبح كل شيءٍ في هذا العالم "هانئاً سعيداً"، "هناك شرٌ ، ونحن أتينا لحماية الناس منه" هكذا يقول بطل الفيلم، قاصداً بالناس الأميركيين فقط. أليست هذه ديمقراطية أميركا للعالم وطريقتها في نشرها. المشكلة الكبرى (والقاتلة) أنه في هذا الفيلم لا تشاهد أي أحدٍ كي تعلمه، هناك فقط من تقتلهم؛ حيث إنَّ الفيلم وبحسب مات طيبي من مجلة رولينغ ستونز الأميركية "rolling stones" يتناول الاحتلال الأميركي للعراق بما هو خارج عن مقتضاه التاريخي، كما إنه يحوّله إلى صراع بين الأبيض والأسود في قصةٍ خرافية، وهو تقريباً ما قاله أليكس فون تينزلمان من صحيفة الغارديان البريطانية.
التعاطف
يأتي "التعاطف" على رأس هرم الأهداف التي يسعى الفيلم لبلوغها. إنه التعاطف المطلق مع جيشٍ بات معظم الشعب الأميركي يطالب بسحبه (يمكن مراجعة التقارير التي قدمتها إدارة الرئيس أوباما إلى الكونغرس بشأن تخفيض عدد الجنود وسحبهم من العراق وأفغانستان). إذاً هناك حاجةٌ فعلية/حقيقية لحشد تأييد شعبي لذلك الجيش، الذي وإن وجد دعماً ومناصرين في الولايات "الريفية"(كتكساس مثلاً الذي يأتي منها بطل الفيلم)، فإن كثيرين يشككون في "إدائه" وأهمية "معاركه" وخياراته. فالأهداف المعلنة للحرب على العراق لم تتحقق: فلا أسلحة الدمار الشامل وجدت، ولا نظام صدام حسين كان له أي علاقة بهجمات الحادي عشر من أيلول. يقدم الفيلم أجوبة على كل هذه الأسئلة ببساطة ووضوح بعدما قتل "كايل" طفلاً، فيبرر "صديقه" له الأمر (وهو حكمة الفيلم الأساسية-أصلاً): "كان سيقتل جنوداً من المارينز، لقد قمت بعملك، انتهت القصة". يحشد الفيلم التأييد في كل مشهدٍ منه، يصر على جعل المقاتلين أشخاصاً ذوي أحلامٍ وزوجاتٍ وأسر، مؤكداً على "اظهارها" بينما في الوقت نفسه وعلى الجانب الآخر يأتي القتلى كشخصيات مسطحة شريرةٌ فحسب: إنه صراعٌ بين الشر والخير لا أكثر ولا أقل: ومن المنطق البديهي أن تكون كأميركي/غربي ضد الشر الذي يمثله هؤلاء "الوحوش". في الإطار نفسه لا ينسى المخرج القدير كلينت ايستوود استمالة جميع الجوانب لصالحه، فهو يمارس حرفته العالية طارقاً باب "غضب" وانزعاج الأميركيين من تلك الحرب، فشقيق البطل يقول له حينما يقابله في العراق بأن تلك البلاد "ملعونة" وهذه الحرب "ملعونة" كذلك، إنه يلامس ذلك الغضب مؤكداً في المشهد الذي تلاه بأنهم موجودون هناك لقتل "الجزار" (أوليس الاسم وحده كافياً للإيحاء بنوعية الخصوم؟ متوحشون، جزارون إلخ إلخ).
لكن التعاطف المدهش هذا مع الجنود القتلة، يقودنا إلى تعاطفٍ مضاد، تعاطف–وهنا دعوني أتحدث بلغة المشاهد غير المتعاطف مع الأميركيين لا بل وحتى المعادي لهم في كل معاركهم في بلادنا- مع "قتلتهم"، أتعاطف مع أولئك الأطفال الشهداء في الفيلم. ففي لحظةٍ ما يشعر "الشرقي/الشرق أوسطي" المقاوم للاحتلال في كل مكان بالتعاطف مع "القناص" العراقي الذي يقتل الجنود الأميركيين. هل كان هذا "القناص" مقاوماً؟ لربما لكنه كان بالتأكيد يقتل الجنود الذي أتوا من بعيد لقتل أطفالنا وأحبتنا. حاول السيناريو جعل "القناص العراقي" "قاتلاً" ومجرماً، فالفيلم أصلاً موجه لجمهورٍ أميركي/غربي، ويهدف لتمجيد "أسطورة" الجندي الأميركي أصلاً، لكن مع هذا فالتعاطف سلاحٌ ذو حدين: يمكننا –نحن- أيضاً التعاطف، لكن من جانبٍ آخر مختلف، جانبٍ يشبهنا نحن فحسب.