ارشيف من :ترجمات ودراسات

’هآرتس’ تقرّ بفشل مشروع اسقاط النظام السوري

’هآرتس’ تقرّ بفشل مشروع اسقاط النظام السوري
أكدت صحيفة "هآرتس" أن مواصلة سحق الجيش السوري - الخصم الأكثر إزعاجاً للجيش الاسرائيلي - وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد أمر انتهى رغم عدم اعتراف "تل أبيب".

واعتبرت الصحيفة أنه ومع انتهاء العام الرابع لاندلاع الحرب في سوريا لم تحصل أي تطورات تبدل وجه المعركة. وحتى البروز المخيف والفتاك لتنظيم "داعش" الذي حوّل نفسه خلال أشهر معدودة من كيان شبه مجهول إلى مصطلح سهل التداول على كل الألسن، لم يفضِ إلى حسم الصراع الدامي هناك.

وأضافت الصحيفة "إذا ما كان الأمر كذلك، من المحتمل أن يتحمل تنظيم "داعش" اليوم تبعات "النجاح الفائض". سيطرته السريعة على المناطق في شرق سوريا، وبشكل أساس حملة العلاقات العامة المخيفة التي يخوضها، أدت لأول مرة إلى تدخل مهم للغرب في سوريا. فالهجمة التي تقودها الولايات المتحدة منذ الصيف في سوريا والعراق لم تضيق الخناق على "داعش" فحسب، وإنما أحكمت قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على المناطق الموجودة تحت سيطرته. الخطر المباشر لسقوط النظام انتهى (إلا إذا قتل الرئيس نفسه)، وتغيير "الطاغية" لم يعد يشكل حاجة ملحة للغرب، بعد أن اكتشف أن خصومه ليسوا أقل وحشية منه، بل حتى أنهم يتباهون بوحشيتهم"، وفق تعبيرها.

’هآرتس’ تقرّ بفشل مشروع اسقاط النظام السوري
صحيفة "هآرتس"

من وجهة النظر الإسرائيلية، يبدو أن تطورات الأشهر الأخيرة هي الأقل سوءا انطلاقا من عدة احتمالات غير محببة. رغم أن "إسرائيل" لن تعترف بذلك أبدا، إلا أن مواصلة القتال بين المعسكرات المتطرفة في سوريا يخدمها. الجيش السوري الذي كان قبل عدة سنوات الخصم الأكثر إزعاجا للجيش الإسرائيلي استنزف بشدة في هذه الحرب. في المقابل، سيطرة "المتطرفين" على "كل" سوريا ليس الأمر الذي تطمح إليه "إسرائيل"، لأن هؤلاء الخصوم من الصعب التنبؤ بأعمالهم ومن الصعب ردعهم. مواصلة القتال الذي يتنازع فيه معسكران معاديان لـ"إسرائيل" أفضل لها. هذا الكلام لا يمكن قوله دون انتقاد، ولذلك يقلّل زعماء "إسرائيل" من تطرقهم لما يحصل في سوريا ويكتفون بدفع ضريبة كلامية كالاقرار بمعاناة المواطنين السوريين.

وأردفت الصحيفة "واضح أن حزب الله مصمم على تحصين الوضع الجديد السائد على طول الحدود السورية واللبنانية التي يرى فيها جبهة مع "إسرائيل". وهناك مصلحة واضحة للإيرانيين أيضا. ففي الأشهر الأخيرة أوجدت إيران لنفسها حدودا مشتركة مع "إسرائيل". تواجد قوات الحرس الثوري في الجولان السوري وعلى الحدود اللبنانية أصبح حقيقة مفروغاً منها. إذا كان هناك حقاًّ توجه لإيران نحو اتفاق طويل الأمد مع الدول العظمى بشأن برنامجها النووي، ففي المقابل وجدت طهران طريقا لردع "إسرائيل" عن كثب. هذه ساحة لعب مريحة بالنسبة لطهران، التي لا تجازف فيها بدفع ثمن مباشر".

بدوره، يقول محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة ألون بن دافيد كتب اليوم في صحيفة "معاريف"، إن إيران في سوريا تستعد مع حزب الله للسيطرة على الحدود مع الجولان وأن هذه السيطرة ستفتح أمام "إسرائيل" جبهة جديدة ومباشرة مع إيران.

ويلفت بن دافيد الى أن "هجوم إيران وحزب الله والقوات السورية ضد المعارضة المسلحة في الجولان يتم بشكل بطيء، لكنه بدأ يطرح تساؤلات عن سريان مفعول السياسات الإسرائيلية. حتى الآن حرصت "تل أبيب" على عدم التدخل في الحرب الأهلية في سوريا، باستثناء المساعدة الصامتة لجزء من المعارضة السورية المسلحة وتقديم المساعدة الإنسانية- لم تقف إلى جانب احد الاطراف في المواجهة وتتمنى النجاح للطرفين!!. لكن ليس أكيداً أن "إسرائيل" قادرة على أن تبقى غير مكترثة أمام ما يحصل في الجولان. فرص أن يستقر حزب الله وإيران على الحدود يفرض أيضا على قيادة الجيش الاسرائيلي أن تعيد النظر في سياستها، إما البقاء كمتفرجين على الحياد أو التدخل في الحرب هناك".
2015-03-13