ارشيف من :نقاط على الحروف
آذار 1978: المقاومة الى الضوء...
قبل 37 عاماً، تركت "إسرائيل" بصمتها الآذارية في لبنان. في 14 آذار 1978، ترجمت أطماعها حياله واجتاحت جنوبه ضمن ما يسمّى عملية الليطاني. بسط الصهاينة سيطرتهم أواخر السبعينات حتى نهر الليطاني الذي يصل الى شمال مدينة صور، في خطوة تهدف بالدرجة الأولى الى مصادرة مياهه. العدوان هذا أدّى الى احتلال 1100 كيلومتر من الاراضي اللبنانية الجنوبية شملت 358 قرية في أقضية حاصبيا وبنت جبيل والنبطية وصور، مدمّرة آلاف المنازل والمدارس والمؤسسات ودور العبادة، فضلاً عن إتلافها مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية. وبالنتيجة، أُعلن وقتها عن الشريط الحدودي الذي ساهم في منع تطبيق القرار 425 الشهير.. ظروف سياسية وأمنية صعبة ولّدها الصهاينة، أسّست بعد ذلك لانطلاق المقاومة الاسلامية.
استرجاع ما حصل قبل كلّ تلك السنوات اليوم تحديداً ليس محض صدفة . الغوص في التاريخ اللبناني الحديث غير البعيد يوصلنا الى أن 14 آذار 1978 شكّل بمآسيه منعطفاً حقيقياً للبنانيين دفعهم الى مقاومة المحتلّ.
في آذار محطة لا يعادلها أي تحرك سياسي آخر. ولأن البوصلة فلسطين والدفاع عن الأرض والعرض، لا غنى عن الحديث عمّا تعرّض له الجنوبيون في 14 آذار. المنطقة في ذلك الوقت كانت تعيش أجواء تتجّه فيها بعض الأنظمة العربية الى عقد اتفاق تسوية مع العدو، وقد تمثّل ذلك بالزيارة الشهيرة للرئيس المصري في حينها أنور السادات الى الكنيست عام 1977 وإلقائه خطاباً يعلن فيه انتهاء مرحلة طويلة من الصراع بين القاهرة وتل أبيب. ومن الطبيعي أن تنعكس الخطوة هذه على مجمل الأوضاع العربية وخصوصاً الساحة اللبنانية التي كانت تشهد على فئة متعاونة الى حدّ كبير مع الاسرائيليين، تحقيقاً لمشروع معادٍ تماماً لأي جهد قد يبذل في سبيل تحرير البلد من أي غطرسة صهيونية، لا الخضوع والقبول بمنطق التفاوض مع اسرائيل لإبرام اتفاقية سلام معها.
في أوج كل تلك التطورات، وجد العدو الفرصة سانحة لاحتلال منطقة تمتدّ من رأس الناقورة غرباً والى سفوح جبل الشيخ شرقاً بعمق يتراوح بين 10 و15 كلم وإعلانها حزاماً أمنياً يتخذ من بعض القوى المحلية واجهة تكرس احتلاله لأراضينا.
أهمية عدوان 14 آذار تكمن في أنه شكّل منطلقاً لبداية الاختراق الاسرائيلي المباشر للحياة السياسية الداخلية وتكوين قوات عميلة ودعمها وتمرير شروط تلائم تل أبيب مقابل انسحاب جيشها من الاراضي اللبنانية. ليس هذا فحسب، بل إن اجتياح آذار ساهم في تحقيق المطامع التاريخية والعسكرية الصهيونية، فضلاَ عن توفير جهاز دفاع وحماية عن اتفاقية "كامب ديفيد" في مواجهة القوى والدول الرافضة لها، ولكن الأهمية الأكبر أن هذا التاريخ كان منطلقاً لمقاومة حرّرت البلاد وغيّرت وجه العالم العربي بتحقيقها أوّل انتصار على العدو الصهيوني.
استرجاع ما حصل قبل كلّ تلك السنوات اليوم تحديداً ليس محض صدفة . الغوص في التاريخ اللبناني الحديث غير البعيد يوصلنا الى أن 14 آذار 1978 شكّل بمآسيه منعطفاً حقيقياً للبنانيين دفعهم الى مقاومة المحتلّ.
الاجتياح الصهيوني للجنوب اللبناني في العام 1978 (من الأرشيف)
في آذار محطة لا يعادلها أي تحرك سياسي آخر. ولأن البوصلة فلسطين والدفاع عن الأرض والعرض، لا غنى عن الحديث عمّا تعرّض له الجنوبيون في 14 آذار. المنطقة في ذلك الوقت كانت تعيش أجواء تتجّه فيها بعض الأنظمة العربية الى عقد اتفاق تسوية مع العدو، وقد تمثّل ذلك بالزيارة الشهيرة للرئيس المصري في حينها أنور السادات الى الكنيست عام 1977 وإلقائه خطاباً يعلن فيه انتهاء مرحلة طويلة من الصراع بين القاهرة وتل أبيب. ومن الطبيعي أن تنعكس الخطوة هذه على مجمل الأوضاع العربية وخصوصاً الساحة اللبنانية التي كانت تشهد على فئة متعاونة الى حدّ كبير مع الاسرائيليين، تحقيقاً لمشروع معادٍ تماماً لأي جهد قد يبذل في سبيل تحرير البلد من أي غطرسة صهيونية، لا الخضوع والقبول بمنطق التفاوض مع اسرائيل لإبرام اتفاقية سلام معها.
في أوج كل تلك التطورات، وجد العدو الفرصة سانحة لاحتلال منطقة تمتدّ من رأس الناقورة غرباً والى سفوح جبل الشيخ شرقاً بعمق يتراوح بين 10 و15 كلم وإعلانها حزاماً أمنياً يتخذ من بعض القوى المحلية واجهة تكرس احتلاله لأراضينا.
أهمية عدوان 14 آذار تكمن في أنه شكّل منطلقاً لبداية الاختراق الاسرائيلي المباشر للحياة السياسية الداخلية وتكوين قوات عميلة ودعمها وتمرير شروط تلائم تل أبيب مقابل انسحاب جيشها من الاراضي اللبنانية. ليس هذا فحسب، بل إن اجتياح آذار ساهم في تحقيق المطامع التاريخية والعسكرية الصهيونية، فضلاَ عن توفير جهاز دفاع وحماية عن اتفاقية "كامب ديفيد" في مواجهة القوى والدول الرافضة لها، ولكن الأهمية الأكبر أن هذا التاريخ كان منطلقاً لمقاومة حرّرت البلاد وغيّرت وجه العالم العربي بتحقيقها أوّل انتصار على العدو الصهيوني.