ارشيف من :ترجمات ودراسات
’هآرتس’: عصر نتنياهو انتهى حتى لو نجح في الانتخابات
تناول المتخصّص في الشؤون الحزبية الإسرائيلية في صحيفة "هآرتس" باراك رابيد في مقالته "خيبة الأمل الكبرى" وسط الجمهور الصهيوني رئيس الوزراء المنتهية ولايته بينيامين نتنياهو، فكتب أنه "حتى لو شكّل الليكود الحكومة المقبلة فإن عهده قد انتهى"، مضيفاً أن "الانتخابات التي تجري اليوم هي ذروة إحدى الحملات العاصفة العاطفية والمكثفة والمشوقة والدراماتيكية التي تحصل في "تل أبيب" في أي وقت مضى.. ملايين الإسرائيليين خرجوا هذا الصباح الى صناديق الاقتراع فيما هي صورة المنافسة غير واضحة، كل شيء مفتوح وتكاد تكون كل نتيجة ممكنة".
وأشار رابيد الى أن التقدير أثناء كل حملة الانتخابات، انطلق من اليمين ومن اليسار على حدٍّ سواء بأن هذه الانتخابات كفيلة لتشير إلى نهاية عصر نتنياهو في السياسة الاسرائيلية.
رئيس الوزراء هو الذي بادر الى هذه الانتخابات، وسيقول البعض أنه دفع نحو الانتخابات عقب خلافه السياسي مع "يئير لبيد"(رئيس حزب "هناك مستقبل"، ووزيرة العدل تسيفي ليفني والبعض سيقول أنه اندفع اليها من قبل "سيده"، "سيد الكازينو" شلدون أدلسون بسبب قانون "اسرائيل اليوم"".
مهما كان السبب، يقول باراك رابيد، فإن نتنياهو على ما يبدو نادم على الخطوة التي اتخذها، فلو كان يعرف أنه سيتراجع عشية الانتخابات أربعة مقاعد، مع المعسكر الصهيوني في الاستطلاعات، وفي خطر تدهور الليكود الى ما دون سقف العشرين مقعدا، كان لا بدَّ له أن يبحث عن كل سبيل ممكن لتأجيل الأزمة الائتلافية قدر الإمكان.
ويوضح رابيد أن نتنياهو قد تلقى في حملة الانتخابات الحالية درسا مميزا، لم يسبق له أن تلقاه، فقد كشفت الأشهر الثلاثة الأخيرة أمامه كم أن خيبة الأمل كبيرة، الغضب والنفور منه ينتشر في أوساط واسعة من الرأي العام في "إسرائيل"، بما في ذلك بعض فئات في المجتمع الصهيوني التي صوّتت بشكل تقليدي لليكود دون أن تفكر "مرتين".
وسواء استوعب نتنياهو ذلك أم لا، فإن حملة الانتخابات أظهرت كم هو منقطع عن الرأي العام. وأشارت كل الاستطلاعات في الأشهر الأخيرة إلى عدم فهمه، أي نتنياهو، للمواضيع التي تهم الناس ولا يتحدث بلغة الاسرائيلي العادي.
رابيد يلفت الى أن نتنياهو حاول إخافة الاسرائيليين من إيران و"داعش" فأطلق شعارات مرتبطة بتغيير طريقة الحكم والمواجهات مع الرئيس الامريكي والخطابات في الكونغرس، لكن الاسرائيليين اهتموا بأسعار الشقق والطوابير في غرف الطوارىء في المستشفيات وبغلاء المعيشة، وقد صدموا من التقارير التي تناولت التبذير الذي مارسه نتنياهو واستمتاعه الشخصي مع أبنائه وعائلته.
لم يدرك رئيس الوزراء، يتابع رابيد، أن "هذه الانتخابات لإجراء استفتاء عليه وعلى ادائه في الولايتين الاخيرتين، وليس صدفة، في أنه عندما استوعب اخيرا وضعه البشع، هجر نتنياهو تهديدات النووي الايراني وبدأ يندم تحت كل شجرة وامام كل ميكروفون على فشله في تخفيض اسعار الشقق، وعلى نيته تعيين موشيه كحلون الشعبي وزيرا للمالية وعلى أنه يفهم العبء والضائقة التي يعيشها العديد من الاسرائيليين.. إن مشكلة نتنياهو الاساس هي أن مصوتي الليكود يعرفونه ويعرفون أن الناس لا يتغيرون في سن 65، فما بالك بنتنياهو!".
ويشير رابيد الى أن "الانتخابات الحالية هي جزء من مسيرة اطول من الانخفاض الثابت في تأييد نتنياهو والليكود، الذي يبدأ في الاحتجاج الاجتماعي، وتواصل في انتخابات 2013، غير أنه نجح في الحفاظ على حكمه فقط بفضل "صفقة" غريبة مع افيغدور ليبرمان وذروتها في حرب "الجرف الصلب" في قطاع غزة في الصيف الاخير".
ويخلص باراك رابيد الى أن "نتنياهو يدير حرب وجود على البيت في شارع بلفور، ولو كان الامر منوطا به وابناء عائلته، فإنه حتى كتيبة مظليين وحرس حدود لن تخرجهم من هناك. فرئيس الوزراء يفهم بانه اذا ما غادر البيت، فلن يعود اليه. ولكن حتى لو وجد نتنياهو مرة اخرى في خلطة سياسية تسمح له باعداد ائتلاف، فان الخطوط الاساس الوحيدة له ستكون الحفاظ على حكمه بشكل مؤقت.. في الماضي تبين أن مغادرة نتنياهو الجسدية للساحة السياسية في مثل هذه الحالة ستتأجل فقط سنة أو سنتين، وقد تكون هناك حملة انتخابات اخرى تجري هزيمته بشكل أعمق وأشد بكثير".
وأشار رابيد الى أن التقدير أثناء كل حملة الانتخابات، انطلق من اليمين ومن اليسار على حدٍّ سواء بأن هذه الانتخابات كفيلة لتشير إلى نهاية عصر نتنياهو في السياسة الاسرائيلية.
رئيس الوزراء هو الذي بادر الى هذه الانتخابات، وسيقول البعض أنه دفع نحو الانتخابات عقب خلافه السياسي مع "يئير لبيد"(رئيس حزب "هناك مستقبل"، ووزيرة العدل تسيفي ليفني والبعض سيقول أنه اندفع اليها من قبل "سيده"، "سيد الكازينو" شلدون أدلسون بسبب قانون "اسرائيل اليوم"".
مهما كان السبب، يقول باراك رابيد، فإن نتنياهو على ما يبدو نادم على الخطوة التي اتخذها، فلو كان يعرف أنه سيتراجع عشية الانتخابات أربعة مقاعد، مع المعسكر الصهيوني في الاستطلاعات، وفي خطر تدهور الليكود الى ما دون سقف العشرين مقعدا، كان لا بدَّ له أن يبحث عن كل سبيل ممكن لتأجيل الأزمة الائتلافية قدر الإمكان.
ويوضح رابيد أن نتنياهو قد تلقى في حملة الانتخابات الحالية درسا مميزا، لم يسبق له أن تلقاه، فقد كشفت الأشهر الثلاثة الأخيرة أمامه كم أن خيبة الأمل كبيرة، الغضب والنفور منه ينتشر في أوساط واسعة من الرأي العام في "إسرائيل"، بما في ذلك بعض فئات في المجتمع الصهيوني التي صوّتت بشكل تقليدي لليكود دون أن تفكر "مرتين".
رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بينيامين نتنياهو
وسواء استوعب نتنياهو ذلك أم لا، فإن حملة الانتخابات أظهرت كم هو منقطع عن الرأي العام. وأشارت كل الاستطلاعات في الأشهر الأخيرة إلى عدم فهمه، أي نتنياهو، للمواضيع التي تهم الناس ولا يتحدث بلغة الاسرائيلي العادي.
رابيد يلفت الى أن نتنياهو حاول إخافة الاسرائيليين من إيران و"داعش" فأطلق شعارات مرتبطة بتغيير طريقة الحكم والمواجهات مع الرئيس الامريكي والخطابات في الكونغرس، لكن الاسرائيليين اهتموا بأسعار الشقق والطوابير في غرف الطوارىء في المستشفيات وبغلاء المعيشة، وقد صدموا من التقارير التي تناولت التبذير الذي مارسه نتنياهو واستمتاعه الشخصي مع أبنائه وعائلته.
لم يدرك رئيس الوزراء، يتابع رابيد، أن "هذه الانتخابات لإجراء استفتاء عليه وعلى ادائه في الولايتين الاخيرتين، وليس صدفة، في أنه عندما استوعب اخيرا وضعه البشع، هجر نتنياهو تهديدات النووي الايراني وبدأ يندم تحت كل شجرة وامام كل ميكروفون على فشله في تخفيض اسعار الشقق، وعلى نيته تعيين موشيه كحلون الشعبي وزيرا للمالية وعلى أنه يفهم العبء والضائقة التي يعيشها العديد من الاسرائيليين.. إن مشكلة نتنياهو الاساس هي أن مصوتي الليكود يعرفونه ويعرفون أن الناس لا يتغيرون في سن 65، فما بالك بنتنياهو!".
ويشير رابيد الى أن "الانتخابات الحالية هي جزء من مسيرة اطول من الانخفاض الثابت في تأييد نتنياهو والليكود، الذي يبدأ في الاحتجاج الاجتماعي، وتواصل في انتخابات 2013، غير أنه نجح في الحفاظ على حكمه فقط بفضل "صفقة" غريبة مع افيغدور ليبرمان وذروتها في حرب "الجرف الصلب" في قطاع غزة في الصيف الاخير".
ويخلص باراك رابيد الى أن "نتنياهو يدير حرب وجود على البيت في شارع بلفور، ولو كان الامر منوطا به وابناء عائلته، فإنه حتى كتيبة مظليين وحرس حدود لن تخرجهم من هناك. فرئيس الوزراء يفهم بانه اذا ما غادر البيت، فلن يعود اليه. ولكن حتى لو وجد نتنياهو مرة اخرى في خلطة سياسية تسمح له باعداد ائتلاف، فان الخطوط الاساس الوحيدة له ستكون الحفاظ على حكمه بشكل مؤقت.. في الماضي تبين أن مغادرة نتنياهو الجسدية للساحة السياسية في مثل هذه الحالة ستتأجل فقط سنة أو سنتين، وقد تكون هناك حملة انتخابات اخرى تجري هزيمته بشكل أعمق وأشد بكثير".