ارشيف من :ترجمات ودراسات

’يديعوت أحرونوت’: نتنياهو فاز في الانتخابات من خلال إلقاء التهم الكاذبة على خصومه

’يديعوت أحرونوت’: نتنياهو فاز في الانتخابات من خلال إلقاء التهم الكاذبة على خصومه
بيّنت النتائج غير الرسمية للانتخابات "الاسرائيلية" التي فاز فيها حزب الليكود وتكتل اليمين الصهيوني أن باستطاعة بنيامين نتنياهو أن يشكل الحكومة المقبلة من دون الحاجة للتحالف مع "المعسكر الصهيوني" بزعامة اسحاق هرتسوغ بل وحتى من دون تكتل اليسار والوسط.

وهكذا فإن تحالف اليمين الصهيوني مع الاحزاب الحريدية يضمن لنتنياهو 68 مقعدا من أصل 120 مقعدا تتكون منه الكنيست لكن بحسب المحللين الصهاينة ستكون هذه الحكومة ضيقة ورهينة إرادة كل حزب من أحزاب الائتلاف وخاصة (كحلون وليبرمن)، مما يعني اعادة نتنياهو الى المربع الاول والازمة الائتلافية الحالية التي عانها مع حزبي "هناك مستقبل" و"اسرائيل بيتنا" وحاول الخروج منها بالذهاب الى هذه الانتخابات.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" (المناوئة لنتنياهو)، رأت أن "نتائج الانتخابات جاءت معاكسة تماماً لاستطلاعات الرأي التي توقعت فوز"المعسكر الصهيوني"، ووصفت الفارق بين حزب الليكود والمعسكر الصهيوني بـ"الكبير".

’يديعوت أحرونوت’: نتنياهو فاز في الانتخابات من خلال إلقاء التهم الكاذبة على خصومه
بينيامين نتنياهو

ورأت الصحيفة أن الانتصار الذي تحقق هو لشخص نتنياهو وليس لحزب الليكود وأن الاول تمكن من تحقيق ذلك من خلال استخدام الأكاذيب وإلقاء التهم الكاذبة على خصومه والتمادي في وسائل الإعلام وإثارة الغرائز.

وتضيف "يديعوت" أن "كيل المديح ليتسحاك هرتسوغ على تحقيق إنجاز كبير لا يغير من نتيجة أن نتنياهو سيبقى في رئاسة الحكومة لأربع سنوات أخرى".

أما صحيفة "إسرائيل اليوم" (المقربة من نتنياهو) رأت إن "نتنياهو يستطيع بعد هذه النتيجة تشكيل حكومة مستقرة بضم أحزاب اليمين والتحالف مع موشيه كحلون (رئيس حزب "كلنا" - يمين وسط)".

وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه النتيجة تعد من النتائج المهمة كونها جاءت في ظل انقسام كبير في الساحة "الإسرائيلية"".

من ناحيتها، رأت صحيفة "معاريف" أن بنيامين نتنياهو هو بكل الاحوال بحاجة إلى موشيه كحلون في الأيام القريبة، وذلك بهدف تقديم توصية أمام رئيس "الدولة" بتخويل نتنياهو بتشكيل الحكومة، وحتى ذلك الحين فإن كحلون سيكون تحت طائلة ضغوط شديدة".

وكان نتنياهو قد صرح بعد الإعلان عن النتائج الحقيقية لانتخابات الكنيست الـ20، أنه ينوي تشكيل حكومة بسرعة، وأن "الإسرائيليين" يتوقعون بلورة قيادة بسرعة تعمل من أجل الأمن والاقتصاد والمجتمع كما التزم بذلك.

وتحدث نتنياهو مع رؤساء كتل اليمين التي ينوي ضمها إلى ائتلافه الحكومي، من بينهم نفتالي بينيت وموشي كحلون وأفيغدور ليبرمان وأرييه درعي ويعكوف ليتسمان وموشي جفني. كما أصدر حزب الليكود بياناً قال فيه إن" نتنياهو ينوي البدء بتشكيل الحكومة فوراً من أجل استكمال المهمة خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع".

من جهته، قال رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذي حصل على 6 مقاعد، إنه لا ينوي الجلوس في المعارضة، ولكنه لن ينضم الى الائتلاف بأي ثمن.

وقال نفتالي بينيت (البيت اليهودي) إن "هناك مهمات كثيرة على جدول الأعمال، وعلى رأسها الاهتمام بالأمن والحفاظ على الهوية اليهودية لـ"إسرائيل"، والاهتمام بالاقتصاد.

وقال موشي كحلون (كولانو) إنه "راض جداً عن النتائج، وأن أحداً لم يتوقع ذلك، وأضاف أن النتائج الدقيقة ستظهر خلال يوم أو يومين بعد فرز أصوات 200 ألف جندي ومصوتين آخرين".

في الجهة المقابلة، قال رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين أن "المسؤول عن الوضع البائس الذي وصلت اليه "اسرائيل" انتخب مرة أخرى من دون أن يقدم برنامجاً واقعياً وأن كل ما قدمه هو التحريض والانقسام، فيما دعا ديسكين أحزاب اليسار- والوسط الى عدم السير في حكومة وحدة قومية مع الليكود وتقديم بديل له، وقال "آمل أن لا نرى الأحزاب التي دعمناها تهرول الى حكومة وحدة واهمة، يجب تشديد المواقف والفوارق بين الاتجاهين".

وفي سياق متصل، كتب المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" ألوف بين أن "بنيامين نتنياهو فاز في الانتخابات لانه قدم لناخبيه رسالة "شفافة واضحة" وقاطعة وهي انا اليمين الحقيقي، وانا ملتزم بقيم المعسكر "القومي"، وعلى رأسها كراهية العرب ومعارضة الانسحاب من المناطق التي احتلت في العام 1967، وهذا ما أراد ناخبوه أن يسمعوه، نتنياهو اقنعهم بأنه "قومي" ليس أقل من نفتالي بينت وعنصري ليس اقل من أفيغدور ليبرمان، وهم صدقوه وتركوا الاحزاب الثانوية لصالح الاصل، والائتلاف الذي سيشكله الان سيكون يميني حريدي.

ويوضح ألوف بين انه "في بداية الحملة الدعائية لنتنياهو فوت عليه الكثير، فقد خاف من الانتقادات حول غلاء المعيشة وأسعار المنازل، واعتقد ان الانشغال بإيران سيعمل لصالح جدول الاعمال الجماهيري، لكنه اخطأ، وعندما عاد من واشنطن اكتشف ان خطابه في الكونغرس لم يعن الناخبين، فلا يوجد خلاف حقيقي على ايران بين اليمين واليسار، والخصومة الاستعراضية مع الرئيس الامريكي أثارت فقط مؤيدي رئيس الحكومة الامريكيين أكثر من "الاسرائيليين"، نتنياهو وقف، وضع جانبا الحديث عن ايران وعاد الى اصوله مع "شبر واحد" في المناطق".
2015-03-18