ارشيف من :ترجمات ودراسات

كيف سيتصرف الجيش ’الإسرائيلي’ في ’حرب لبنان الثالثة’ مع حزب الله؟

كيف سيتصرف الجيش ’الإسرائيلي’ في ’حرب لبنان الثالثة’ مع حزب الله؟

نشر موقع "والاه" الاخباري تقريراً ثانياً عن استعدادات حزب الله للحرب المقبلة مع "اسرائيل" وكيفية رد الجيش "الإسرائيلي" على السيناريوهات والمفاجآت التي ستواجهه في ظل تهديدات بدخول حزب الله إلى الجليل بعدما غيّر الأخير من تفكيره العسكري من الدفاع إلى الهجوم على ضوء التجربة التي راكمها في الحرب السورية.



وبحسب الموقع، فقد سبق أن قدّرت جهات في شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية "أمان" أن حزب الله "مردوع" نتيجة حرب لبنان الثانية عام 2006، لكن الأمر اختلف وبدأت تظهر شيئاً فشيئاً تقديرات داخل الجيش "الاسرائيلي" بأن حزب الله حافظ على هدوء مؤقت لإنشغاله بتعزيز قوته واستثمار موارده في بناء قوته.

ونقل الموقع الصهيوني عن مصدر أمني بارز قوله: "اليوم أكثر من أي وقت مضى، (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن) نصرالله مستعد للمخاطرة في المواجهة مع "اسرائيل" والذهاب حتى النهاية، وذلك فقط كي لا يظهر ضعيفاً أمام الإسرائيليين".

واعتبر "والاه" أن مرور سبع سنوات فقط على تصفية (الشهيد القائد) عماد مغنية، هو في المفهوم الشيعي وقت قليل وعليه فإن الرغبة بالإنتقام لا زالت قائمة. وأضاف أن حزب الله يسعى أيضاً لإعادة الجدل حول ملكية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر لتصبح جميع الإحتمالات مفتوحة. فحزب الله وفقاً لما هو متفق عليه في المؤسسة الأمنية الصهيونية، هو التهديد الحسي الأبرز على "إسرائيل" في الوقت الحالي، لاسيما وأنه بات يمتلك مقاتلين أكثر تمرّساً على القتال وصواريخ ذات مدى بعيد يحاول من خلالها توجيه ضربات دقيقة لمطار "بن غوريون" ومقر "الكريا" (وزارة الحرب وهيئة الاركان العامة للجيش الصهيوني). وفي الجيش (الصهيوني) باتوا يدركون أنه وبالمقارنة مع العام 2006، فان المعركة المقبلة مع لبنان ستكون أشد قسوة".

وعلى ضوء التغييرات الأخيرة في الشرق الأوسط، يسأل موقع "والاه" كيف تستعد "اسرائيل" لسيناريو الحرب المقبلة مع حزب الله؟ ويقول :"لم يتم بسهولة ردع حزب الله عن القيام بخطوات "فعّالة" إنطلاقاً من الحدود الشمالية لـ"إسرائيل". فعلى سبيل المثال، وبعد تصفية نجل عماد مغنية في الجولان السوري، في شهر كانون الثاني الأخير، رد الحزب عبر إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ضد قافلة تابعة لكتيبة "تسبار" في مزارع شبعا ما أدى لقتل قائد سرية ومقاتل. هذه الأحداث الموضعية قد تتطور إلى معارك ردع محدودة ومحصورة بوقت معين، وفي أسوأ الحالات قد تتطور الى حرب". ووفقاً لمصدر رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية "يجب الحذر من الإستخفاف بقدرة الحزب الإستراتيجية ورؤيته بعيدة المدى، وعدم المبالغة في الوقت نفسه بأهمية الحزب التكتيكية.

ويتابع التقرير أن مقاتلي حزب الله الذين غادروا إثر حرب لبنان الثانية مواقعهم الأمامية على الحدود مع فلسطين المحتلة، يعودون إليها اليوم وبكثرة. وينقل عن مصدر عسكري في قيادة المنطقة الشمالية قوله إن "شيئاً لا يتحرك في جنوب لبنان، لا سيما في المنطقة الحدودية، من دون علم حزب الله".

وأضاف "والاه" أن "الجيش الاسرائيلي يتدرب منذ حرب لبنان الثانية على حرب ضد حزب الله، حتى أنه نقل في هذا السياق جزءاً من قدرات طوّرها لصالح المعركة مقابل حزب الله الى قدرات مقابل "حماس" ومعظم فصائل المقاومة العاملة في المنطقة. ومن ضمن هذه الاستعدادات إحتمال نشر قوات خاصة من حزب الله، بأعداد تتراوح ما بين 100 إلى 200 مقاتل، في المستوطنات القريبة من السياج الحدودي لتحتلها لفترات زمنية قصيرة فالحزب بدأ يفكر بأسلوب هجومي". كما يؤكد المصدر الأمني للموقع.

وفي المؤسسة الأمنية "الاسرائيلية" لم يجدوا حتى الآن أنفاقاً تجتاز خط الحدود ولا إشارة الى وجود أنفاق كهذه من الجانب اللبناني. ورغم ذلك، تتمسك المؤسسة الأمنية بتلك الفرضية التي تقول أن حزب الله قد يفاجئ "إسرائيل" بها. كذلك، تدّعي مصادر في الفرقة 91، أنه في حال قرر أحد مقاتلي حزب الله اجتياز الحدود ركضاً، فهو سيتمكن من الوصول الى "كيبوتس مسكافعام" خلال دقيقة ولذلك فهو لا يحتاج الى نفق.

هكذا سيعمل الجيش "الاسرائيلي" في حرب لبنان الثالثة

في قيادة الجيش تتباين الآراء فيما يتعلق بالمعركة المقبلة مع حزب الله. فرئيس هيئة الأركان الجديد، الجنرال غدي آيزنكوت، سيضطر الى حسم قضايا كثيرة ومهمة بشأن طريقة مواجهة الحزب الآخذ بالتعاظم. هل ستكون حرباً أم معركة؟ هل يجب السماح لحزب الله بالهجوم أولاً لتنقض بعد ذلك قوات الجيش "الإسرائيلي" على تشكيلاته؟ هل ستشخص الإستخبارات "الإسرائيلية" تغييراً في أسلوب عمل حزب الله من "مردوع" إلى "مبادر"؟.

الحقيقة الواضحة بحسب الموقع الصهيوني أنه "إذا كانت جولة القتال الأخيرة ضد "حماس" قد استغرقت 50 يوماً، فإن الجولة المقبلة ضد حزب الله قد تطول شهوراً، ولذلك ينبغي تحليل عدة وجهات نظر. والسؤال الجوهري هو ما الذي سيوقف حزب الله: معركة نارية جوية أم عملية برية؟، وهل "القبة الحديدية" ستدافع عن مواطني "اسرائيل"؟.

ووفق مسؤولي المؤسسة الأمنية "الاسرائيلية"، فإن بطاريات "القبة الحديدية" ستحمي بشكل خاص قواعد الجيش، لاسيما قواعد سلاح الجو والمنشآت الحساسة كخليج حيفا، ومطار "بن غوريون"، وشركتي المياه والكهرباء. فـ"قادة البطاريات الصاروخية" سيضطرون لاتخاذ قرارات صعبة والسماح لصواريخ وقذائف صاروخية بالسقوط في مناطق سكنية. "والمواطنون والإسرائيليون" الذين لا يسكنون بالقرب من المنشآت والبنى التحتية سيضطرون للبقاء لفترة طويلة في الاماكن المحصّنة. كل ذلك وفقاً لتقدير الجيش بأنه سيتم خلال الحرب مع حزب الله إطلاق ما يزيد عن ألف صاروخ في اليوم.

هجوم من الجو

وتُظهر معطيات الجيش "الإسرائيلي" أن الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو ألقت على مدى 50 يوماً من القتال إبان عملية "الجرف الصلب" نحو 7250 قنبلة على قطاع غزة. وفي عملية "عامود السحاب" هاجم الجيش 1350 هدفاً في ثمانية أيام، وفي عملية "الرصاص المسكوب" 1789 هدفاً في 22 يوماً، وفي حرب لبنان الثانية 3200 هدفاً في 33 يوماً. متسائلة عن ما هي الأرقام التي ستشهدها حرب لبنان الثالثة.

ويكشف الموقع الصهيوني أنه خلال التدريبات استعد سلاح الجو الصهيوني لوتيرة هجومية أعلى بكثير منها خلال عملية "الجرف الصلب". فقدرته على العمل تتيح له تنفيذ هجمات غير مسبوقة ضد أهداف تابعة لحزب الله. لكن هجوماً كهذا سيكون له ثمن بالضرورة، فهناك طائرات ستسقط واحتمالات أن يأسر حزب الله طيارين صهاينة موجودة.

الى ذلك، يمكن لسلاح الجو الصهيوني أن يكون أكثر فتكاً في لبنان مما كان عليه في غزة، لأن المعلومات الإستخبارية التي تزوده بها "أمان" عن حزب الله أكثر دقة من تلك التي يزوّده بها ذراع الإستخبارات عن حركة "حماس" في غزة. وتسود في سلاح الجو وجهة نظر تقول بأنه يمكن الإكتفاء بمعركة من الجو دون تنفيذ دخول بري (مناورة) قد تضع "اسرائيل" في ورطة، والتسبب بعدد كبير من القتلى وإطالة مدة القتال.

هجوم بري

أما المعركة البرية فستكون إحدى المعارك الأقسى والأكثر تعقيداً، وفقاً لما تعتقده جهات في المؤسسة الأمنية الصهيونية أثناء حديثها عن معركة شاملة مع حزب الله. وتوضح هذه الجهات أنه في الوقت الذي سيناور فيه الجيش عميقاً، يحاول حزب الله تنفيذ هجمات على مستوطنات ولذلك يجب أن يكون خط الدفاع قوياً".

ويقول الدكتور غادي سيبوني الباحث في مركز الامن القومي، حول احتمالات اندلاع معركة واسعة إن "البقاء لمدة خمس دقائق في حانيتا هو إنجاز هائل بالنسبة لحزب الله عندها". ويضيف:"يمكننا احتلال بنت جبيل ثماني مرات دون أن يدغدغ ذلك حزب الله. لكن في حال احتل هو مستوطنة حانيتا مرة واحدة، فنحن سنتحدث عن ذلك 100 سنة. الأمر شبيه بسقوط صاروخ على سوق عزريئيلي".

تكلفة يوم قتال على الإقتصاد مليار ونصف شيكل

وفي المؤسسة الأمنية يحللون المعركة المقبلة على ضوء معارك سابقة ومحاولة تقدير حجم الضرر الناج عنها. ووفقاً لجهات أمنية، فإن يوم قتال واحد سيكلف الإقتصاد "الإسرائيلي" مليار ونصف شيكل. وبناء على ذلك، فسيكون على المستوى السياسي الحسم بسرعة كبيرة مسألة ما إذا كان الجيش متجهاً نحو عملية ردع أم حرب، بغية تقليص قدر الإمكان الخسائر في الارواح والضرر الإقتصادي والمادي. وقدّر مسؤول رفيع المستوى في الجيش مؤخراً إمكانية أن يؤدي حادث تكتيكي الى تدهور الوضع نحو تصعيد قد يؤدي الى حرب، وقال:"حزب الله مردوع عن حرب لكن ليس عن تصعيد، ولذلك فلا أحد يعرف ما سيحصل عندما سيقرر الرد على حادث تكتيكي".


2015-03-24