ارشيف من :ترجمات ودراسات

صواريخ على أبراج ’تل أبيب’ .. هل الجبهة الداخلية مستعدة للحظة الحقيقة مقابل حزب الله؟!

صواريخ على أبراج ’تل أبيب’ .. هل الجبهة الداخلية مستعدة للحظة الحقيقة مقابل حزب الله؟!

ضمن السلسلة التي ينشرها موقع "والاه" "الاسرائيلي" عن شكل الحرب المقبلة مع حزب الله، نشر الموقع الجزء الثالث والأخير عن "الجبهة الداخلية".

وكتب الموقع أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "يدرك جيداً نقاط ضعف "اسرائيل"، لذا طوّر كثيراً من قدرات الحزب عمّا كانت عليه عام 2006 . وأن "الاسرائيليين" في "المؤسسة الأمنية" يستعدون لإطلاق صواريخ إلى وسط منطقة غوش دان التي ستتعرض لغالبية النيران، كما يستعدون لمعالجة عشرات المناطق المقصوفة في آن واحد، لكن السؤال هو، هل أن الجبهة الداخلية، التي ثلث مواطنيها غير محميين، مستعدة لمواجهة ذلك؟".


وأضاف الموقع أنه "خلال عملية "عامود السحاب" في العام 2012، تحوّل تدمير طابق من مبنى في ريشون لتسيون إلى إحدى صور الانتصار لحركة "حماس"، بل أكثر من ذلك حملت الصورة في طياتها التهديد الأهم الذي نشأ وتطور في العقد الأخير في جنوب لبنان. هذه الصدمة التي من شأنها أن تحدث في أول يومين من "حرب لبنان الثالثة"، سيكون من الصعب على "الجبهة الداخلية" استيعابها، ليس فقط بسبب حجم عدد القتلى والجرحى والاضرار، بل بسبب وجود عدد كبير من المناطق التي ستتعرض للقصف".
 
صواريخ على أبراج ’تل أبيب’ .. هل الجبهة الداخلية مستعدة للحظة الحقيقة مقابل حزب الله؟!
الأبراج في "تل أبيب"

وتابع موقع "والاه" إن "هذا التقدير سيتحقق إذا ما تمّت مفاجأة الجيش "الاسرائيلي" ولم يكن هو المبادر بالمعركة. وفي هكذا حالة من المتوقع أن يهاجم سلاح الجو أولاً المنظومات الصاروخية لدى حزب الله المنتشرة على طول لبنان، وتحديداً تلك الموجودة على الحدود الجنوبية مع الكيان "الاسرائيلي"، ويذهب الأمر إلى أكثر من ذلك على المستوى السياسي وداخل المؤسسة الأمنية، الذين يخشون منذ الآن، من إمكانية عدم نجاح بطاريات "القبة الحديدية" بالدفاع في المرحلة الأولى عن السكان".

وأردف "في المناورة الشتوية الأخيرة التي أجراها لواء الانقاذ التابع لـ "الجبهة الداخلية"، تم اختبار الاستعدادات لمواجهة سيناريو أساسي مصيري: معالجة عشرات المناطق المقصوفة في آن واحد".

وفي مقابلة مع موقع "والاه"، قال رئيس أركان "الجبهة الداخلية" العقيد يورام لردو مؤخراً، انه "ليس فقط أن "الجبهة الداخلية" تقف أمام جبهة صعبة، فلن تكون حرب ألعاب نارية لأن حجم أعداد الصواريخ كبير جداً، وهذا لن ينعكس فقط في حجم الذخائر وإنما أيضاً في نوعية الذخائر، أي وزنها ومدى دقتها".

وأضاف لردو ان "أحد الأخطار هي أن يتعامل المستوطنون مع ما حدث خلال "عملية الجرف الصلب" وقياسه بالتهديد المستقبلي"، وقال "ربما يعتقد الجمهور أن الحرب القادمة ستكون حرب ألعاب نارية تطلق خلالها الصواريخ ويتم اعتراضها في السماء وتستمر الحياة بشكل طبيعي تقريباً دون ازعاج وتحديداً في منطقة الوسط، لكن أنا أفهم التهديد بشكل مغاير: القصف سيكون أكثر دقة وأكثر شدة وأكثر قوة".
 
ولفت لردو الى ان حزب الله "عمل على نقاط الضعف وطوّر قدراته بشكل كبير عمّا كان عليه خلال "حرب لبنان الثانية"، وقال "لقد درس حزب الله العبر التي استخلصها في العام 2006 فهو ليس غبياً" على حدّ تعبيره. وتابع "لقد أنشأ منظومة منتشرة تعرف كيف تطلق النار، لقد عملت "المنظمة" على تصحيح نقاط ضعفها واليوم نحن نعرف أن لديها قدرات تصل إلى كل أرجاء "اسرائيل"، حزب الله يدرك أنه في حال بدأ بتوجيه ضربة نارية كبيرة سيكون نجاحه كبيراً.

وأكمل رئيس "أركان الجبهة الداخلية"، ان "إحدى نقاط الضعف لدى "اسرائيل" هي معالجة الأبراج في "تل أبيب" ومحيطها.

وبخصوص الجهوزية لمعالجة الدمار الناتج، قال لردو ان "جنوده سيعملون انطلاقاً من اعتبارات وسُلّم أولويات واضحة"، مضيفاً "قواتي ستعمل قدر استطاعتها لكن في النهاية سيكون هناك أولويات، وأنه في نهاية الأمر حيث يوجد فرصة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الذين بحاجة إلى إنقاذ هناك سنعمل ونبذل الجهود".
 
صواريخ على أبراج ’تل أبيب’ .. هل الجبهة الداخلية مستعدة للحظة الحقيقة مقابل حزب الله؟!
صواريخ حزب الله ستكون فاعلة في الحرب المقبلة

وفيما يلي مجموعة أسئلة أجاب عليها موقع "والاه":

•    هل سيضرب حزب الله منظومات مهمة لـ "الجيش الاسرائيلي" في الصليات الأولى؟

التقدير هو أنه في إطار عملية استخلاص العبر التي قام بها حزب الله، فهو سيحاول ضرب الوحدات اللوجستية وقواعد سلاح الجو وتشويش حركة سير القوات العسكرية الكبيرة المتجهة نحو الشمال، وأيضاً ضرب أماكن ومراكز التجنيد، مضيفاً أن الهدف واضح وهو " الوصول في المرحلة الأولى إلى إنجاز دعائي وفرض نهاية سريعة على "اسرائيل" وهي ضعيفة"، لذلك لا يمكن استبعاد أن تكون صلية الصواريخ الأولى نحو أبراج عزرائيلي أو قاعدة الأركان العامة (الكريا) في "تل أبيب"، على حد تعبيره.
 
•    أين "المدنيون" في كل هذه القصة؟
أكثر من  ثلث المستوطنين من دون حماية، وهذا معطى مقلق، إذ يتضمن أيضاً انتشار "المدنيين" في المراكز التجارية تحت الأرض وفي الملاجئ العامة. ثلث "سكان اسرائيل" لا يملكون ملاجئ، وهناك ثلث آخر يوجد بالقرب من منطقة سكنهم ملجأ خاصاً بالمبنى أو ملجأ عاماً في المنطقة، لقد بدأت "الجبهة الداخلية" بحملة توعية بعد "حرب لبنان الثانية" هدفها التركيز على أهمية تحديد المكان الآمن والصحيح في الوقت الدقيق.

خلال الحرب سيتم توزيع المناطق في "اسرائيل" إلى مناطق أكثر تهديداً وأقل تهديداً. وستكون منطقة ايلات، الضفة الغربية، غور الأردن، هي المناطق الأقل تهديداً، في المقابل فإن غوش دان، خطوط المواجهة على الحدود الشمالية، حيفا ومنطقة الجنوب، وتحديداً المدن الكبرى، ستكون المناطق الأكثر خطورة، إذ إن التقدير يشير إلى أن حوالي 80% من الصواريخ ستطلق نحو منطقة "تل أبيب" وضواحيها.
 
•    ماذا أُنجز حتى اليوم في مجال حماية "المدنيين"؟
تم إقرار قانون يلزم كل مستوطن ببناء غرفة محصنة داخل الشقة في كل بناء جديد وعند أي تحسين في الحماية. في العام 2007، بعد "حرب لبنان الثانية"، ازدادت الغرفة المحصنة من خمسة أمتار إلى تسعة بضغط من جمعية الصناعيين، من خلال الإدراك أنه من المحتمل أن يمكث فيها المستوطن وقتًا طويلاً.

وتدرس "وزارة الإسكان" اليوم مقترحاً يُلزم إقامة غرفة محصنة مع خدمات وحمام، لأن مدة الحروب العنيفة آخذة بالازدياد. إشارة إلى أن معظم السكان الذين لا يملكون مكاناً محصناً هم من الفقراء، والأبنية التي يسكنون فيها لا تصمد أمام الهزات الأرضية أو عند إصابتها بصواريخ وقذائف صاروخية.
 
صواريخ على أبراج ’تل أبيب’ .. هل الجبهة الداخلية مستعدة للحظة الحقيقة مقابل حزب الله؟!
مستوطنون في أحد الملاجئ "الاسرائيلية"

•    حلول حماية إضافية
اقترحت شركة كبيرة في الاقتصاد "الاسرائيلي" بناء غرفة محصنة بكلفة 200 ألف شيكل، لكن غالبية الجمهور الذي يعاني من نقص في الغرف المحصنة يجد صعوبة في تمويل نفقات كهذه، وعليه فقد قررت "الجبهة الداخلية" تخصيص ميزانية لإجراء سلسلة تجارب تبلغ كلفتها الإجمالية 15 مليار شيكل من أجل درس حلول حماية رخيصة وناجعة، وفي الفترة القريبة ستنشر عدة اقتراحات أرخص لحماية غرفٍ موجودة تصل كلفتها إلى مائة ألف شيكل.

•    مهمة جنود "الجبهة الداخلية" عند حصول معركة عسكرية

في حالة الحرب سيتحول رئيس قيادة "الجبهة الداخلية" إلى "قائد الداخل"، "قائد عسكري" يخضع لوزير "الدفاع"، من أجل السماح لرئيس هيئة الأركان بالاهتمام بالجبهة. في الأربع وعشرين ساعة من الهجوم الأوسع في الحرب، يمكن لقائد "الجبهة الداخلية" تشغيل أمر "ساعة هجوم"، الذي بواسطته يعطي تعليماته للسكان حول كيفية التصرف و"الدفاع عن النفس"، وفق تعبيره.

كما ستنقسم "اسرائيل" إلى ستة أقاليم، الشمال، حيفا، الوسط، دان، الجنوب والقدس. 95% من قيادة اللواء البرتقالي موجودة في الخدمة الاحتياطية.
 
هدف "اللواء البرتقالي" في الجيش هو تخفيف الإصابة في "الجبهة الداخلية"، وفي هذا الصدد، نحن نسمع كثيرًا هاتين الكلمتين "مناعة قومية"."الجبهة الداخلية" زادت في السنوات الأخيرة بشكل واضح حجم الوسائل التكنولوجية لكشف منصات إطلاق الصواريخ وإعطاء تحذير للمستوطنين. المعضلة الكبيرة ستتحول إلى نقطة ضعف عندما يقرر الأهالي البقاء في المنازل مع أطفالهم في الأماكن المحصنة، لأن مؤسسات التعليم والوظائف لن تعمل كعادتها. ولهذا الأمر أيضاً، تم إيجاد جواب في معارك القتال الأخيرة، عندما بادرت "الجبهة الداخلية" إلى إقامة "حاضنات أطفال" عبر دمج مصانع حيوية ومواقع حساسة، جنود وعمال المكان.

ومن الواضح للجميع أن مستوى جهوزية "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" سيضعف، خاصة قدرة المستوطن نفسه ومدى قدرته على تنفيذ تعليمات "الجبهة الداخلية"، التي ستذيعها في وسائل الإعلام المختلفة في ست لغات مختلفة.

وذكر الموقع نفسه نقلاً عن مصدر سياسي رفيع المستوى، قوله بأنه "يعرف جيدًا حزب الله ويعمل في هذا المجال منذ نشوء الحزب"، وأضاف في حديث لموقع "والاه"، أنه يجري الحديث عن تهديد صعب لا يمكن الاستهانة به، لافتاً الى أنه "لا يوجد أحد من كل أعدائنا في العالم العربي يعرفنا مثل السيد نصر الله، وهو يدرك أن "الجبهة الداخلية" هي نقطة ضعف لـ "اسرائيل" وإليها تتوجّه نواياه".
2015-03-25