ارشيف من :ترجمات ودراسات
’يديعوت’: ’إسرائيل’ تتمنى للسعوديين النصر السريع والجارف في اليمن
قبل أسابيع، أصدرت المؤسسة الأمنية في الكيان الصهيوني تحذيراً الى السفن التجارية الإسرائيلية بوجوب التعاطي مع الشاطئ اليمني كشاطئ "دولة معادية". ووفق المعلّق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان فإن لهذا التحذير آثاراً على مسارات الإبحار ومستوى التأهب والحراسة للسفن الإسرائيلية التي تجتاز مختلف منافذ مضيق باب المندب وتدخل البحر الاحمر.
فيشمان قال في هذا السياق إنه "ومنذ أن سيطر الحوثيون في نهاية كانون الثاني على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة، الميناء اليمني المركزي في البحر الاحمر، أشارت الصورة الاستراتيجية الى بداية انهيار النظام في اليمن، الذي يستند الى السعودية والولايات المتحدة، مقابل إقامة نظام جديد يستند الى إيران، وقد مرّت أيام منذ سقوط ميناء الحديدة في أيدي الحوثيين فأنزلت السفن الإيرانية رجال الحرس الثوري ووسائل قتالية، بما فيها طائرات قتالية ايضا"، حسب زعمه.
وأضاف فيشمان أنه "منذ عدة أسابيع تدق ساعة القنبلة الايرانية في إحدى النقاط الاستراتيجية الساخنة في المعمورة: منافذ مضيق باب المندب المؤدية الى قناة السويس، أما الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة فتصمت وتنسق".
ويشير فيشمان الى أن السيطرة الإيرانية على اليمن بالنسبة لـ"اسرائيل" تعني خطراً على الابحار في ظلّ الازمة. وفي "تل أبيب" يتحدّث المسؤولون منذ الآن عن خيار نصب صواريخ بر- بحر على الشاطىء اليمني، ما يلحق ضرراً بمسار حيوي بحري لـ"إسرائيل" من الشرق"، ويتابع "تماماً مثلما تنصب مثل هذه الصواريخ اليوم على الشاطىء السوري واللبناني، تهدد الابحار الى موانىء حيفا، وفي المستقبل غير البعيد ميناء اسدود ايضا. اضافة الى ذلك، فان سقوط اليمن في أيادٍ ايرانية سيعزز المحور "الراديكالي" الذي يهدد "اسرائيل". وبذلك تجد "اسرائيل" نفسها مرة اخرى في الجانب نفسه من المتراس مع الدول العربية "المعتدلة"، غير أن المصلحة المشتركة لـ"تل أبيب" والرياض ودول الخليج لا يمكن إظهارها الى العلن ولا حتى ترجمتها لتعزيز مكانتها الاقليمية، إضافة إلى فرصة قطف ثمار استراتيجية حيوية لأمن "اسرائيل".
ويرى فيشمان أن "السعوديين فهموا جيداً أن الغرب لا يعتزم التدخل أكثر بشكل مباشر في اليمن. وتوصلوا الى الاستنتاج بانه من أجل حماية مصالح السعودية يمكنهم أن يعتمدوا على أنفسهم فقط، أمّا "اسرائيل" فلم يتبقَ أمامها غير المتابعة والتمني للسعوديين بنصر سريع وجارف يعيد الوضع الى سابق عهده ويطرد الايرانيين من البحر الاحمر".
بدوره، اعتبر المعلّق الأمني في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي في مقال له عن العدوان السعودي على اليمن أن الولايات المتحدة أخفقت مجدداً هذه المرة، حيث استهانت بالقدرة العسكرية للحوثيين المدعومين من إيران، فالأمر ليس أن واشنطن كانت فاقدة للمعلومات الاستخباراتية.. الامريكيون امتلكوا ولا يزالون يمتلكون معلومات استخباراتية في اليمن أكثر من أي جهة أخرى، من ضمنها الإيرانيين"، وأضاف "الامريكيون يفهمون أيضاً الأهمية الاستراتيجية للسيطرة على مضيق باب المندب من قبل الحوثيين، الذين يسيطرون الآن على مدخل البحر الأحمر من المحيط الهندي. لكن مجلس الأمن القومي الأمريكي والرئيس باراك أوباما مصران بشدة على الحاجة لمحاربة فرع تنظيم القاعدة في اليمن لدرجة أنهم فشلوا بملاحظة الخطر الأكبر الذي يتطور أمام أعينهم".
بن يشاي لفت الى أن السؤال الذي يبقى هو ما الذي سبب العمى الأمريكي؟ وهل كانت هناك خطوات مانعة كان بالإمكان اتخاذها؟ سبب ذلك واضح، عدم وجود رؤية أمريكية ناتجة في الأساس من التقييم الخاطئ لقوة الحوثيين، لكنهم لم يكونوا يريدون أيضاً إغضاب الإيرانيين في هذه المرحلة الحساسة من المفاوضات الرامية إلى التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي لطهران".
ويردف بن يشاي "حتى الآن بعد أن بدأ السعوديون بعمليتهم، الأمريكيون يفضلون "القيادة من الخلف"، كما فعلوا في ليبيا، وفي الوقت نفسه يظلّون بعيدين عن الأنظار، فهم يوفّرون معلومات استخبارية فقط للسعوديين حول أهداف داخل اليمن وعن تقدم القوات الحوثية باتجاه عاصمة جنوب اليمن، عدن، وتجاه مضيق باب المندب، لكن الفشل الأمريكي في اليمن هو ليس الأمر المركزي هنا، فسيطرة الحوثيين على جنوب اليمن والتهديد عند مضيق باب المندب هو الخطر الحقيقي، لأنه يسمح لإيران بمنع حركة الملاحة الدولية عن طريق قناة السويس والبحر الأحمر الى أسيا وشرق أفريقيا في كل لحظة.
من وجهة نظر بن يشاي، يعتبر التهديد باعتراض أحد أكبر خطوط الملاحة العالمية هو في الواقع تهديدا عالمياً يؤثر أيضاً على أوروبا، لكنه يؤثر بالأساس على الدول التي تعتمد على قناة السويس والبحر الأحمر كخطوط الملاحة التجارية الأساس. "إسرائيل" موجودة في أعلى هذه اللائحة، ويمكن لإيران أن تهدد بسهولة كلاًّ من مصر، السودان، الأردن، السعودية واثيوبيا.
ويلفت بن يشاي الى أن "المصلحة الإسرائيلية واضحة، خطوط التهريب الإيرانية الى قطاع غزة تمر عبر مضيق باب المندب وعبر اليمن.. تعتبر اليمن قاعدة ثانوية بالنسبة للإيرانيين في طريقهم نحو السودان عندما يحاولون تهريب أسلحة عن طريق السودان الى مصر، ومن هناك الى قطاع غزة عن طريق الأنفاق. هذه القاعدة تزداد قوة حالياً، على الرغم من أن السودان لم تعد حليفة إيران، وهذا تطور مهم. لكن الخطر على خطوط الشحن الإسرائيلية في حال سيطر الحوثيون على الجانب اليمني من مضيق باب المندب أصبح جدياً خصوصاً من الناحية الاقتصادية"، على حدّ تعبيره.
ويخلص بن يشاي الى أنه "رغم الحرب في اليمن، إلّا أن الحملة العسكرية السعودية هي أنباء جيدة بالنسبة لـ"إسرائيل"، ولم يتبق لنا سوى أن نتمنى لهم كل التوفيق، لأنه لا يمكن الاعتماد على الأمريكيين بعد الآن".
فيشمان قال في هذا السياق إنه "ومنذ أن سيطر الحوثيون في نهاية كانون الثاني على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة، الميناء اليمني المركزي في البحر الاحمر، أشارت الصورة الاستراتيجية الى بداية انهيار النظام في اليمن، الذي يستند الى السعودية والولايات المتحدة، مقابل إقامة نظام جديد يستند الى إيران، وقد مرّت أيام منذ سقوط ميناء الحديدة في أيدي الحوثيين فأنزلت السفن الإيرانية رجال الحرس الثوري ووسائل قتالية، بما فيها طائرات قتالية ايضا"، حسب زعمه.
وأضاف فيشمان أنه "منذ عدة أسابيع تدق ساعة القنبلة الايرانية في إحدى النقاط الاستراتيجية الساخنة في المعمورة: منافذ مضيق باب المندب المؤدية الى قناة السويس، أما الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة فتصمت وتنسق".
ويشير فيشمان الى أن السيطرة الإيرانية على اليمن بالنسبة لـ"اسرائيل" تعني خطراً على الابحار في ظلّ الازمة. وفي "تل أبيب" يتحدّث المسؤولون منذ الآن عن خيار نصب صواريخ بر- بحر على الشاطىء اليمني، ما يلحق ضرراً بمسار حيوي بحري لـ"إسرائيل" من الشرق"، ويتابع "تماماً مثلما تنصب مثل هذه الصواريخ اليوم على الشاطىء السوري واللبناني، تهدد الابحار الى موانىء حيفا، وفي المستقبل غير البعيد ميناء اسدود ايضا. اضافة الى ذلك، فان سقوط اليمن في أيادٍ ايرانية سيعزز المحور "الراديكالي" الذي يهدد "اسرائيل". وبذلك تجد "اسرائيل" نفسها مرة اخرى في الجانب نفسه من المتراس مع الدول العربية "المعتدلة"، غير أن المصلحة المشتركة لـ"تل أبيب" والرياض ودول الخليج لا يمكن إظهارها الى العلن ولا حتى ترجمتها لتعزيز مكانتها الاقليمية، إضافة إلى فرصة قطف ثمار استراتيجية حيوية لأمن "اسرائيل".
ويرى فيشمان أن "السعوديين فهموا جيداً أن الغرب لا يعتزم التدخل أكثر بشكل مباشر في اليمن. وتوصلوا الى الاستنتاج بانه من أجل حماية مصالح السعودية يمكنهم أن يعتمدوا على أنفسهم فقط، أمّا "اسرائيل" فلم يتبقَ أمامها غير المتابعة والتمني للسعوديين بنصر سريع وجارف يعيد الوضع الى سابق عهده ويطرد الايرانيين من البحر الاحمر".
الطيران الحربي السعودي
بدوره، اعتبر المعلّق الأمني في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي في مقال له عن العدوان السعودي على اليمن أن الولايات المتحدة أخفقت مجدداً هذه المرة، حيث استهانت بالقدرة العسكرية للحوثيين المدعومين من إيران، فالأمر ليس أن واشنطن كانت فاقدة للمعلومات الاستخباراتية.. الامريكيون امتلكوا ولا يزالون يمتلكون معلومات استخباراتية في اليمن أكثر من أي جهة أخرى، من ضمنها الإيرانيين"، وأضاف "الامريكيون يفهمون أيضاً الأهمية الاستراتيجية للسيطرة على مضيق باب المندب من قبل الحوثيين، الذين يسيطرون الآن على مدخل البحر الأحمر من المحيط الهندي. لكن مجلس الأمن القومي الأمريكي والرئيس باراك أوباما مصران بشدة على الحاجة لمحاربة فرع تنظيم القاعدة في اليمن لدرجة أنهم فشلوا بملاحظة الخطر الأكبر الذي يتطور أمام أعينهم".
بن يشاي لفت الى أن السؤال الذي يبقى هو ما الذي سبب العمى الأمريكي؟ وهل كانت هناك خطوات مانعة كان بالإمكان اتخاذها؟ سبب ذلك واضح، عدم وجود رؤية أمريكية ناتجة في الأساس من التقييم الخاطئ لقوة الحوثيين، لكنهم لم يكونوا يريدون أيضاً إغضاب الإيرانيين في هذه المرحلة الحساسة من المفاوضات الرامية إلى التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي لطهران".
ويردف بن يشاي "حتى الآن بعد أن بدأ السعوديون بعمليتهم، الأمريكيون يفضلون "القيادة من الخلف"، كما فعلوا في ليبيا، وفي الوقت نفسه يظلّون بعيدين عن الأنظار، فهم يوفّرون معلومات استخبارية فقط للسعوديين حول أهداف داخل اليمن وعن تقدم القوات الحوثية باتجاه عاصمة جنوب اليمن، عدن، وتجاه مضيق باب المندب، لكن الفشل الأمريكي في اليمن هو ليس الأمر المركزي هنا، فسيطرة الحوثيين على جنوب اليمن والتهديد عند مضيق باب المندب هو الخطر الحقيقي، لأنه يسمح لإيران بمنع حركة الملاحة الدولية عن طريق قناة السويس والبحر الأحمر الى أسيا وشرق أفريقيا في كل لحظة.
من وجهة نظر بن يشاي، يعتبر التهديد باعتراض أحد أكبر خطوط الملاحة العالمية هو في الواقع تهديدا عالمياً يؤثر أيضاً على أوروبا، لكنه يؤثر بالأساس على الدول التي تعتمد على قناة السويس والبحر الأحمر كخطوط الملاحة التجارية الأساس. "إسرائيل" موجودة في أعلى هذه اللائحة، ويمكن لإيران أن تهدد بسهولة كلاًّ من مصر، السودان، الأردن، السعودية واثيوبيا.
ويلفت بن يشاي الى أن "المصلحة الإسرائيلية واضحة، خطوط التهريب الإيرانية الى قطاع غزة تمر عبر مضيق باب المندب وعبر اليمن.. تعتبر اليمن قاعدة ثانوية بالنسبة للإيرانيين في طريقهم نحو السودان عندما يحاولون تهريب أسلحة عن طريق السودان الى مصر، ومن هناك الى قطاع غزة عن طريق الأنفاق. هذه القاعدة تزداد قوة حالياً، على الرغم من أن السودان لم تعد حليفة إيران، وهذا تطور مهم. لكن الخطر على خطوط الشحن الإسرائيلية في حال سيطر الحوثيون على الجانب اليمني من مضيق باب المندب أصبح جدياً خصوصاً من الناحية الاقتصادية"، على حدّ تعبيره.
ويخلص بن يشاي الى أنه "رغم الحرب في اليمن، إلّا أن الحملة العسكرية السعودية هي أنباء جيدة بالنسبة لـ"إسرائيل"، ولم يتبق لنا سوى أن نتمنى لهم كل التوفيق، لأنه لا يمكن الاعتماد على الأمريكيين بعد الآن".