ارشيف من :نقاط على الحروف
الاعلام السعودي : انفصال عن الواقع
يبدو أداء الإعلام السعودي منذ بداية العدوان على اليمن أشبه بسلوك أبناء القبائل المنفصلين عن الحياة المدنية. يرقص هؤلاء حول النيران المشتعلة ويطلقون أصواتاً تشبه ما يصدر عن مصابين بالهذيان. هكذا كانت صورة العاملين في وسائل الإعلام السعودية.
منذ اللحظات الاولى بدا أداء "العربية" متناسبا مع مهرجان إعلان انتصار في نهاية المعركة وليس إيذانا ببدايات حرب مجهولة العواقب. تحدثت القناة السعودية الأبرز، عن "انهيار الحوثيين واندحارهم والقضاء على مكامن قوتهم"، وكررت لازمة السيطرة على الاجواء اليمنية. أظهر المقدمون للتغطية ليلة العدوان حالة انتشاء وزهو بنصر محقق.
تلك الاهداف وردت في تحليلات ضيوف القناة ومقالات ابرز الكتاب في الصحف السعودية. المطلوب، حسب هؤلاء، عبارة عن رزمة من الأهداف. طليعتها يتمثل بإعلان الحوثيين استسلامهم وهذا لمَّا يحدث. والهدف الثاني يقضي بإعادة عبد ربه منصور الى اليمن كرئيس إلا أن ما حدث هو هروب جديد للرجل والى مكان اكثر بعدا عن مقر الرئاسة اليمنية. وفي حال تمثل الهدف بـ "تصحيح التوازنات التي اختلت في المنطقة ورسم حدود الادوار بالدم " - كما ورد في افتتاحية صحيفة الحياة اليوم - او وضع حد "للتطاول الايراني على السعودية" - كما جاء في الصفحات الداخلية للصحيفة - فمن المبكر جدا الحديث عن تحقيق هذه الاهداف التي لا تزال امنيات تقترب من الهذيان بالنسبة لكثيرين من المحللين والمراقبين فضلا عن أصحاب القرار في هذه المنطقة. كما ان دروس التاريخ تفيد بأن أصعب ما في الحروب نهاياتها. وأن من يبدأ الحرب لا يمكنه مطلقا التحكم بمجرياتها فضلا عن نتائجها. هذه الحقائق غابت تماما عن العربية وأخواتها.
لم تقف الامور عند هذا الحد. فقد قامت قناة "أن تعرف أكثر" بتضليل وتزوير للوقائع والمعطيات. في الليلة الاولى يقول احد ضيوف التغطية ان سبب هزيمة الموالين للسعودية امام أنصار الله واللجان الشعبية والجيش اليمني هو اعتماد هؤلاء على الاطفال. لا يترك المقدم المحتفل بالنصر المعطيات المزعومة تمر دون تعليق. يأخذ الكلام ليعلن ان الامر ليس جديدا مدعيا بان "الاطفال شاركوا في المعارك التي خاضتها المملكة مع اليمن في السنوات السابقة" . أليس في الأمر هذيان او ربما هي عوارض الزهايمر التي وصلت الى الجسم الاعلامي!. هل يعقل ان تكون الانتصارات التي حققها اليمنيون هي من انجازات الاطفال؟ ما الذي يمكن للراشدين تحقيقه إذن؟
ضيف آخر يتحدث بكل ثقة عن هزيمة الحوثيين في الحرب السادسة. هذيان جديد. الوقائع التاريخية واضحة. ما جرى في تلك الحرب عبارة عن فضيحة عسكرية بكل ما للكلمة من معنى لحقت بالقوات السعودية المعتدية على الحوثيين. اما ذروة التضليل ففي عنوان العدوان الذي حرص الإعلام السعودي على تكراره محاولا تكريسه. "استعادة الشرعية المتمثلة بهادي". لم تشرح القناة الاخبارية كيف يمكن للسعودية ان تحدد شرعية أيٍّ كان في اليمن في حين تمنع هذا الحق عن مكونات يمنية أساسية وفاعلة.
ليس هذا فقط ما يقض مضجع العربية حيث يتردد مطلب سعودي لا يخلو من الوقاحة هو فك ارتباط الحوثيين بايران. فمن أي موقع تحدد السعودية لبلد اخر طبيعة وهوية علاقاته الخارجية. وايران هذه التي تطالب السعودية بقطع العلاقات اليمنية بها كانت "الكلمة المفتاح" في اللغة الاعلامية السعودية. بدت ايران "عقدة" سعودية بكل ما للكلمة من معنى، وإن انطبق مفهوم علم نفس البشر على المجالات الدولية فإن التقدم والنجاح المرتبطين باسم إيران أينما حلت مقارنة بفشل الرهانات السعودية جعل الاخيرة تتصرف كمن اصيب بعقدة نقص. وعادة ما تدفع تلك المشكلة النفسية بصاحبها الى الهستيريا والهذيان، فكيف اذا ترافقت مع الزهايمر؟!
منذ اللحظات الاولى بدا أداء "العربية" متناسبا مع مهرجان إعلان انتصار في نهاية المعركة وليس إيذانا ببدايات حرب مجهولة العواقب. تحدثت القناة السعودية الأبرز، عن "انهيار الحوثيين واندحارهم والقضاء على مكامن قوتهم"، وكررت لازمة السيطرة على الاجواء اليمنية. أظهر المقدمون للتغطية ليلة العدوان حالة انتشاء وزهو بنصر محقق.
الاعلام السعودي: تضليل وهذيان
في اليوم التالي استمرت الحالة الى حد عدم تردد القناة في إسماعنا العبارة التالية: "لقد حققت المعركة أهدافها من ربع الساعة الاولى"، دون أن تسرد لنا هذه الاهداف ومعايير نجاحها بشكل واضح. تلك الاهداف وردت في تحليلات ضيوف القناة ومقالات ابرز الكتاب في الصحف السعودية. المطلوب، حسب هؤلاء، عبارة عن رزمة من الأهداف. طليعتها يتمثل بإعلان الحوثيين استسلامهم وهذا لمَّا يحدث. والهدف الثاني يقضي بإعادة عبد ربه منصور الى اليمن كرئيس إلا أن ما حدث هو هروب جديد للرجل والى مكان اكثر بعدا عن مقر الرئاسة اليمنية. وفي حال تمثل الهدف بـ "تصحيح التوازنات التي اختلت في المنطقة ورسم حدود الادوار بالدم " - كما ورد في افتتاحية صحيفة الحياة اليوم - او وضع حد "للتطاول الايراني على السعودية" - كما جاء في الصفحات الداخلية للصحيفة - فمن المبكر جدا الحديث عن تحقيق هذه الاهداف التي لا تزال امنيات تقترب من الهذيان بالنسبة لكثيرين من المحللين والمراقبين فضلا عن أصحاب القرار في هذه المنطقة. كما ان دروس التاريخ تفيد بأن أصعب ما في الحروب نهاياتها. وأن من يبدأ الحرب لا يمكنه مطلقا التحكم بمجرياتها فضلا عن نتائجها. هذه الحقائق غابت تماما عن العربية وأخواتها.
لم تقف الامور عند هذا الحد. فقد قامت قناة "أن تعرف أكثر" بتضليل وتزوير للوقائع والمعطيات. في الليلة الاولى يقول احد ضيوف التغطية ان سبب هزيمة الموالين للسعودية امام أنصار الله واللجان الشعبية والجيش اليمني هو اعتماد هؤلاء على الاطفال. لا يترك المقدم المحتفل بالنصر المعطيات المزعومة تمر دون تعليق. يأخذ الكلام ليعلن ان الامر ليس جديدا مدعيا بان "الاطفال شاركوا في المعارك التي خاضتها المملكة مع اليمن في السنوات السابقة" . أليس في الأمر هذيان او ربما هي عوارض الزهايمر التي وصلت الى الجسم الاعلامي!. هل يعقل ان تكون الانتصارات التي حققها اليمنيون هي من انجازات الاطفال؟ ما الذي يمكن للراشدين تحقيقه إذن؟
ضيف آخر يتحدث بكل ثقة عن هزيمة الحوثيين في الحرب السادسة. هذيان جديد. الوقائع التاريخية واضحة. ما جرى في تلك الحرب عبارة عن فضيحة عسكرية بكل ما للكلمة من معنى لحقت بالقوات السعودية المعتدية على الحوثيين. اما ذروة التضليل ففي عنوان العدوان الذي حرص الإعلام السعودي على تكراره محاولا تكريسه. "استعادة الشرعية المتمثلة بهادي". لم تشرح القناة الاخبارية كيف يمكن للسعودية ان تحدد شرعية أيٍّ كان في اليمن في حين تمنع هذا الحق عن مكونات يمنية أساسية وفاعلة.
ليس هذا فقط ما يقض مضجع العربية حيث يتردد مطلب سعودي لا يخلو من الوقاحة هو فك ارتباط الحوثيين بايران. فمن أي موقع تحدد السعودية لبلد اخر طبيعة وهوية علاقاته الخارجية. وايران هذه التي تطالب السعودية بقطع العلاقات اليمنية بها كانت "الكلمة المفتاح" في اللغة الاعلامية السعودية. بدت ايران "عقدة" سعودية بكل ما للكلمة من معنى، وإن انطبق مفهوم علم نفس البشر على المجالات الدولية فإن التقدم والنجاح المرتبطين باسم إيران أينما حلت مقارنة بفشل الرهانات السعودية جعل الاخيرة تتصرف كمن اصيب بعقدة نقص. وعادة ما تدفع تلك المشكلة النفسية بصاحبها الى الهستيريا والهذيان، فكيف اذا ترافقت مع الزهايمر؟!