ارشيف من :أخبار لبنانية
ما وراء الأخبار.. العدوان سابقة خطرة
شوكت أبو فخر - صحيفة "تشرين"
أسئلة متعددة فرضت نفسها بقوة إثر العدوان السعودي ـ الغربي على اليمن، بعضها يحمل أجوبته ضمناً وبعضها الآخر بحاجة إلى إجابات ربما يكشفها الزمن، لكن يبقى السؤال أو الهاجس الذي يحمل القلق وهو هل تورطت السعودية وحلفاؤها في حرب عبثية وتورطت أيضاً المنطقة برمتها في هذه الحرب التي طالما انتظرها دعاة ومنظرو فكرة إقامة «الشرق الأوسط الجديد»؟
لسنوات خلت لم يغب مشروع الشرق الأوسط الجديد، أي مشروع التفتيت والحروب، وشكّل صمود محور المقاومة عقبة كأداة أمام التنفيذ وفشلت الحروب والاعتداءات الإسرائيلية في فرض وقائع أو ركائز لهذا المشروع، فكان لابد من إشعال النار عبر الداخل العربي، لكن هذا أيضاً فشل, فكان لابد من اللجوء إلى الأطراف الوكيلة في المنطقة لشن الحروب بعد أن فشلت في السابق عبر دعم الأذرع الإرهابية ومدّها بالمال والسلاح والمرتزقة، من هذا المنطلق لم يكن أبداً مفاجئاً أن تلجأ السعودية وحلفاؤها للعدوان العسكري على اليمن، وخاصة بعد أن فشلت عبر سنوات في تمرير مخططات ومشاريع عبر أطراف يمنية.
العدوان الذي يشكل سابقة خطرة لن يضع اليمن ومنطقة الخليج برمتها أمام خطر الانفجار والفوضى والصراع المسلح فحسب، بل سترتد نيرانه إلى عقر دار دول العدوان، فاليمن بموقعه الاستراتيجي، وحساسية مستقبله السياسي، وعراقة شعبه لن يكون لقمة سائغة أو أرضاً واطئة تنفذ فيها المشاريع.
باختصار، إن هذا العدوان سيزيد من تعقيد الوضع واتساع الأزمة في المنطقة ولن يكون له أي نتيجة ما عدا نشر الإرهاب والتطرف ومفاقمة انعدام الأمن في المنطقة، وإذا كانت دول خليجية وعربية تزعم أنها تتحرك تحت مسميات وذرائع فهي مخطئة وأهدافها مكشوفة، فهي لا تعدو كونها أطرافاً تنفيذية لمخططات كبيرة، مخططات لن يكتب لها النجاح طالما بقي في هذه الأمة شريف واحد يدافع عن سيادة بلده وقراره المستقل، ولم يدفن رأسه في رمال العصور الوسطى.
تستطيع دول العدوان الكذب والترويج إلى حين زوراً وبهتاناً أنها اندفعت باتجاه اليمن بزعم أنها تحمي مصالحها لكن ما فاتها أنها بهذه الحماقة فتحت على نفسها أبواب جهنم، فكل الدول في المنطقة معنية بما يحصل ويكفي تتبع التحذيرات التي صدرت عن القوى المعنية بتطورات الساعة للاستنتاج بأن هذا التدخل السعودي في اليمن يدفع المنطقة إلى أتون أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات، أزمة يرى الخبراء أنه يمكن منذ الآن تصور أولي لأهوالها ومآسيها في السياسة والأمن والاقتصاد والمجتمع وعلى الجميع.