ارشيف من :ترجمات ودراسات

إسرائيل تكتشف «إيجابيّات» حرب تموز ووليامز قلق من الخروق

إسرائيل تكتشف «إيجابيّات» حرب تموز ووليامز قلق من الخروق
بدأت إسرائيل هذا العام مبكراً باستعادة ذكرى عدوانها الواسع في تموز عام 2006. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الحكومة اللبنانية من عواقب استمرار حزب الله في تسليح نفسه، مشيراً إلى أن الوضع على الحدود الشمالية لا يزال متفجراً.
وفي كلمة ألقاها أمام حفل لإحياء الذكرى الثالثة لقتلى الجيش في عدوان تموز 2006، وصف إيهود باراك الوضع «في الشمال بأنه لا يزال متفجراً، وحزب الله يتسلح ونحن نتابع الوضع هناك، وقد أوضحنا لحكومة لبنان أنها ستتحمل المسؤولية». وإذ رأى باراك أن «حرب لبنان الثانية تكمن في الوعي الجماعي الإسرائيلي بوصفها هزّةً تفتح الأعين»،ورأى أن الردع الإسرائيلي تحقق في أعقابها إزاء حزب الله، مشيراً إلى عودة الهدوء إلى الحدود مع لبنان.
وشدد باراك على أن «يد إسرائيل ستكون متأهبة على الزناد في الوقت الذي تسعى فيه اليد الأخرى إلى السلام». أضاف أن «دولة إسرائيل لا تسارع إلى الحرب»، معتبراً أن «ضبط النفس ينطوي على قوة أيضاً، ويجب أن نعرف كيف نحتوي الأحداث إلى حد معيّن انطلاقاً من اعتبارات سياسية واسعة أو الطموح الصريح إلى الامتناع قدر المستطاع عن مواجهة عسكرية والتعامل معها على أنها مخرج أخير».وعن فترة ما قبل الحرب، رأى باراك أن «الزعيم المتفلّت لحزب الله تعامل مع إسرائيل باعتبارها ضعيفة ومشلولة، إلا أن ضبط النفس الذي مارسته على امتداد فترة طويلة منحها رصيداً دولياً وهدوءاً قيماً، إلا أن حزب الله فسّر ضبط النفس هذا تفسيراً إجرامياً». وتطرق باراك ضمناً إلى الإخفاقات التي حصلت في خلال الحرب، معتبراً أن «بطولة الجنود وتضحياتهم غطّت غير مرة أخطاء المستويات العليا».
من جانبه، رأى رئيس الكنيست، رؤوفين ريفلين، أن الثاني عشر من تموز هو يوم الدفاع عن الشمال. وقال ريفلين في كلمة خلال الحفل نفسه إن «الحرب فتحت أعيننا ورفعت الوشاح الذي كنا نتلفع به دون وعي. الوشاح الذي غطى الواقع الحقيقي الذي يحصل وراء الحدود: أوكار المخربين، مخازن السلاح والخنادق. كنا نعلم، لكننا ربما لم نرد أن نعلم». أضاف: «لقد كنا نعرف جيداً ما يحدث تحت أنوفنا، إلا أنّ روتين الحياة الطبيعية كان جيداً بالنسبة إلينا، وفضلنا أن نكبت المصيبة القادمة إلينا».
وتابع: «في هذه الحرب فُتحت أعيننا أيضاً على الوضع داخل الجيش. كأن منظومة الاحتياط وتجهيزات الطوارئ كانتا تنتظران اهتزازاً كهذا ليخرجهما من السبات».
وإذ أعرب عن اعتقاده بأن الجميع استخلص العبر المهمة بعمق، لفت ريفلين إلى «الثمن الباهظ الذي دفعته الجبهة الداخلية» في «الأيام الـ33 الفظيعة في صيف 2006»، وإلى «المعارك المُرّة التي حصلت داخل القرى والتي قاتل فيها خيرة جنودنا حتى آخر قطرة من دمائهم». ورأى أن «هذه الحرب كانت موضع خلاف، وخصوصاً من اللحظة التي انتهت فيها، وهي ستبقى تُذكر بسبب الإخفاقات».
بدوره، لخّص قائد المنطقة الشمالية، الجنرال غادي آيزنكوت، نتائج الحرب بالقول إنها أزالت عن إسرائيل صفة «بيت العنكبوت»، في إشارة إلى الوصف الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في خطابه الشهير في بنت جبيل بعيد التحرير.
وقال آيزنكوت في كلمةٍ خلال حفلٍ أقامه أهل الجنود القتلى في الحرب بالجليل الأعلى: «إن التصوير الذي كان يسمع آنذاك، والذي شبّه دولة إسرائيل ببيت العنكبوت، لم يعد يسمع بعد الآن».
وتناول الجنرال الذي شغل منصب نائب رئيس الأركان خلال الحرب الخلافات التي نشبت في إسرائيل بشأن الحرب وإدارتها ونتائجها، فرأى أن «هدف الحرب كان عادلاً، وهو قطع واقعاً لا يحتمل في الشمال، واقعاً كانت فيه منظمة حزب الله منتشرة على امتداد الحدود وتبادر إلى شن عمليات إرهابية مرة كل عدة أشهر، وتفسَّر رغبتنا في حياة هادئة بأنها ضعف يمكن استغلاله».
أضاف: «منذ الحرب، يرى العدو جيشاً يعرف كيف يختبر قدراته على نحو ثاقب وكيف يجري إصلاحات لتحسين جهوزيته وكفاءاته وقدراته العسكرية كي يردع الأعداء ويبعد الأعمال الإرهابية ويدافع بطريقة مهنية وناجعة عن الحدود الشمالية. جيش في حالة جهوزية دائمة لتنفيذ المهمات التي تلقى على عاتقه تنفيذاً مهنياً وحازماً وفعالاً».
للمناسبة، أعدّ مراسل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة، أور هيلر، تقريراً عن الأوضاع الميدانية على الحدود مع لبنان بعد ثلاث سنوات على الحرب.
واعتبر الوضع هناك متوتراً جداً، ونقل عن جنود الجيش قولهم إن المواجهة المقبلة ستكون أقسى بكثير من الحرب الماضية. ورأى المراسل أن القدرات الصاروخية لحزب الله تقترب من القدرة على إطلاق ألف صاروخ يومياً. كذلك أشار إلى إعادة تموضع الحزب داخل القرى وتشييده شبكة تحصينات واسعة تحت الأرض، لافتاً إلى الاستثمار الكبير الذي قامت به قيادة المنطقة الشمالية في البعد الاستخباري لمواكبة حركة الحزب.


موقع وعد الالكتروني

2009-07-09